أخبار

مشرد يعيش في مطار باريس 26 عامًا

عاش متشرد، متخفيًا في مطار شارل ديغول بباريس منذ نحو ثلاثة عقود، وقضى أيامه في مواقف السيارات والسلالم وغرف التخزين بالمطار بطريقة مأساوية، حتى اعتقلته الشرطة هذا الاسبوع.

بيروت: منذ العام 1997، غادر مئات الملايين من المسافرين مطار شارل ديغول الفرنسي جيئة وذهابًا، لكن شخصًا واحدًا دخل ولم يخرج منذ نحو ثلاثة عقود. فإسماعيل نوهو قضى 26 عامًا من حياته، وهو يعيش في الزوايا الخفية ويتناول بقايا الطعام وينخرط في السرقة في بعض الأحيان في المطار الذي يستقبل 60 مليون مسافر سنويًا.

مختل عقليًا
قصة نوهو المأساوية ظهرت في العلن للمرة الأولى عندما نشرت صحيفة لو باريزيان خبر اعتقاله، وتصدّر عناوين الصحافة الفرنسية كافة في الأسابيع الأخيرة. وكان من المقرر أن يمثل أمام المحكمة الثلاثاء لمواجهة اتهامات بالسرقة، بعد أن ظهر على كاميرات المراقبة، وهو يحاول فتح ابواب السيارات في أحد مواقف المطار وعثرت معه الشرطة على لاعب الموسيقى “أبل”.
تصر آزيا ممتاز تاج، وهي محامية نوهو، على أن موكلها مختل عقليًا ويحتاج إلى العلاج، وقالت إنه كان يعيش معظم حياته تحت الأرض ويتناول بقايا الطعام من صناديق القمامة. وأشارت إلى أن مفردات نوهو المحكية تقتصر على ثلاث كلمات: “نعم، ولا، ولا أعرف”.

مثل طفل
قالت تاج لصحيفة لو باريزيان: “انه يتحدث مثل طفل يبلغ من العمر 5 سنوات”، مضيفة: “قضى نوهو معظم حياته وهو يتجول وحده تحت الأرض، ويقوم بإشارت غير مفهومة ويقول كلمات غير واضحة”.
وفقًا للصحيفة، فإن نوهو أتى إلى فرنسا عندما كان في السابعة عشر من عمره، وتشاجر مع والديه لأسباب غير معروفة، بعد أن أحضراه معهما إلى فرنسا من بلده الأصلي جزر القمر.
بعد ثلاث سنوات من الإقامة في فرنسا، انتهى به الأمر في ملجأ، ثم انخرط في الخدمة العسكرية الإلزامية حيث تعلم أساسيات العمل كميكانيكي، لكنه فشل في العثور على عمل وانتهى به الأمر في المطار.

تحت الأرض
منذ ذلك الحين، نادرًا ما تنقل نوهو فوق الأرض، وفقًا للأخصائيين الاجتماعيين الذين قالوا إنه عاش وحيدًا في الطوابق السفلية المظلمة. وقال الأخصائي الاجتماعي كريستوفر لصحيفة لو باريزيان أن نوهو رجل داكن البشرة وشعره طويل ويومض أو يرف بعينينه باستمرار، “إنه شخص مختلف”.
في 25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013، قبل يوم من عيد ميلاده الـ 46، عثرت الشرطة على نوهو في موقف للسيارات تحت الأرض في المطار. وتقول الشرطة إنها قبضت عليه محاولًا فتح أحد أبواب السيارات، فاعتقلته.
وفي حين يواجه نوهو اتهامات بالسرقة قد تدخله السجن، تقول محاميته تاج: “لا ينتمي للسجن، فإسماعيل لا مستقبل له خارج مستشفى الأمراض النفسية”.إيلاف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: