ووفقا لـ”الألمانية”، قال اثنان من ممثلي الاتحاد أمس، إن “اتخاذ مثل هذا القرار الخطير قبل وقت قصير من أيام عطلة عيد الميلاد، هو أمر لم يعد مفهوما بالنسبة للاتحاد والرابطة الخضراء”. وأضافا أن “ما أثار الصدمة للاتحاد والرابطة على نحو خاص هو أن الإشراف الفني لوزارة البيئة جاء ليقدم الخدمات لمصالح الشركة الاقتصادية”. وجاء هذا التصريح في إشارة إلى جملة وردت في خطاب من مكتب البيئة في الولاية كتبه المكتب أمس الأول، وتم الإعلان فيه أن استئناف بناء المصنع لم يعد يتعين ربطه بشرط دفع “تسلا” مبلغ التأمين الخاص بتكاليف التفكيك المحتملة للمنشآت.
وأضاف المكتب أنه “أخذ في حسبانه توجيها بهذا الخصوص من السلطات الإشرافية”، وأصدرت الوزارة بيانا أمس، أشارت فيه إلى أن “تسلا” تعهدت بالالتزام بدفع كل تكاليف التفكيك، وذكر زباستيان أرنولد، المتحدث باسم الوزارة، أنه من المنتظر بحلول الـ15 من الشهر المقبل توضيح الشكل الذي سيتم به دفع مبلغ التأمين.

وكانت الوزارة قد أعلنت البارحة الأولى، أنها اتفقت مع “تسلا” على تمديد مهلة إيداع مبلغ التأمين عن تكاليف التفكيك المحتملة والبالغة 100 مليون يورو حتى منتصف الشهر المقبل.
يشار إلى أن “تسلا” لم تدفع مبلغ التأمين في المهلة، التي كانت محددة لها حتى الـ17 من كانون الأول (ديسمبر) الجاري، وذلك بعد أن كانت الشركة قد حصلت على تصريح مبكر بمواصلة إزالة أشجار الغابة في موقع أول مصنع لها في أوروبا وتركيب آلات دهان السيارات، وفي أعقاب ذلك توقفت أعمال البناء في الموقع مؤقتا.
وكانت قد أصدرت إحدى المحاكم المحلية في ألمانيا حكما بوقف عمليات قطع الأشجار في موقع إقامة مصنع شركة صناعة السيارات الكهربائية الأمريكية تسلا، استجابة لشكاوى منظمات معنية بالدفاع عن البيئة، وهو ما يعرقل التقدم في بناء أول مصنع ضخم لإنتاج سيارات “تسلا” في أوروبا.
وأشارت وكالة “بلومبيرج” للأنباء أخيرا إلى أن محكمة في فرانكفورت- أودر أصدرت أمرا بوقف قطاع الأشجار في منطقة تبلغ مساحتها 205 أفدنة، بعد دعوى قضائية أقامتها جماعات بيئية تقول إن جهود “تسلا” لحماية حياة أنواع محمية من السحالي والثعابين قبل بدء قطع الأشجار لم تكن كافية.
وتمثل المنطقة، التي يشملها قرار المحكمة نحو ثلث إجمالي المساحة، التي سيقام عليها المصنع والبالغة 740 فدان، وتم تخصيصها لمنشآت معالجة مياه الصرف.
وتستهدف “تسلا” استكمال أعمال البناء في مصنع ألمانيا في آذار (مارس) 2021، فيما تخطط لوصول الطاقة القصوى للإنتاج في المصنع إلى 500 ألف سيارة في العام، وتتوقع الوصول إلى هذا الحد الأقصى بأسرع ما يمكن.
وكانت “تسلا” قد اشترت أرض مصنعها العملاق في منطقة جرونهايده في ولاية براندنبورج الألمانية بمساحة 300 هكتار مقابل نحو 41 مليون يورو (45.6 مليون دولار).