أخبارمقالات وآراء

صباح فخري .. صاحب الحنجرة الذهبية

تربع على عرش الغناء والقدود الحلبية في بر الشام  ونال ارفع الأوسمة من كل الملوك والرؤساء العرب حيث كان نقيبا للفنانين السوريين ونائبا لاتحاد الفنانين العرب بدأ صباح ابوقوس والذي عرف بصباح فخري نسبة إلى فخري البارودي الذي رعى موهبته..بدأ مؤذنا في احد مساجد حلب التي ولد فيها والتحق بمعهد الموسيقى بها ثم بمعهد دمشق للموسيقى الشرقية وذاع صيته في العالم اجمع حيث غنى للجاليات العربية في كل مدن انجلترا تقريبا وبعض مدن الولايات المتحدة وقاعة نوبل للسلام بالسويد ومسرح العالم العربي بباريس ومسرح الامادييه وقاعة بتهوفن في بون بالمانيا أما دول امريكا اللاتينية والتي احتضنت اهل المهجر من كل دول الشام والتي أنجبت إحدى عشر رئيسا من أصل عربي منهم كارلوس منعم السوري الأصل رئيس الارجنتين  وميشيل تامر اللبناني رئيس البرازيل ونجيب بوكيلة رئيس السلفادور من أصل فلسطيني وشعراء المهجر إيليا ابو ماضي وجبران خليل جبران وغيرهم الكثير والكتاب ميشيل وشفيق المعلوف والياس فرحات واخرين بالعشرات..فقد وقف يغني في كراكاس عاصمة فنزويلا عام ١٩٦٨ لمدة عشر ساعات متواصلة وهذا لم يحدث من قبل ولامن بعد
..وقد حصل الباحث التونسي الياس بودن على الاستاذية في رسالة عن فن صباح فخري واسهامه في ترسيخ التراث الغنائي وقد اخذ نموذجا قصيدة قل للمليحة في الخمار الأسود  وهي من تأليف الشاعر ربيعة ابن عامر التميمي من العصر الأموي ولقب  بمسكين الدرامي والدرامي هو جده أما مسكين فكانت مطلع احد قصائده…وقيل أن تاجرا عراقيا حضر إلى المدينة المنورة ببضاعة فنفذت كل الوان الخمار الا الأسود وافضى اليه أن يشيع أن الدرامي قد  رجع عن زهده واحب فتاة ذات خمار اسود وانشد قصيدته..قل للمليحة في الخمار الأسود ماذا فعلت بزاهد متعبد.. وقد كان شمر للصلاة ازاره لما وقفت له بباب المسجد…فسلبت منه دينه ويقينه وتركته في حيرة لايهتدي…ردي عليه صلاته وصيامه…لاتقتليه بحق دين محمد..فلم تبقى فتاة في المدينة الا اشترت ذاك الخمار فلما باع التاجر مالديه اذاع ان الدرامي رجع إلى تعبده وعمد إلى ثياب نسكه….وقد غير صباح فخري بعض الكلمات في الاغنية…وتراه يرقص على المسرح بهزة كتف لاتخطؤها العين وهو يدندن  من كلمات الموصلي قدك المياس ياعمري ياغصين البان كاليسر. انت احلى الناس في نظري جل من سواك ياعمري…ويخرج من الفصحى إلى العامية  انا وحبيبي في جنينة والورد مخيم علينا..ان طلب مني وصالو يارب تستر علينا.. وقد كان طليق اللسان وحجة في اللغة العربية فغنى من اشعار المتنبي وابو فراس الحمداني وعمر ابن الفارض… ومن نظم حسام الدين الخطيب ..غنى من مقام رفيع..ابعتلي جواب وطمني… ولو انه عتاب ماتحرمني.. ان كنت هويت ونسيتني وعلي جنيت ما رعيتني ابعتلي جواب جواب وطمني…وان كان العتاب لايفيد حال  افتراق الاحباب ولاجدوى من السؤال ولا الجواب… ومعظم أغانيه خفيفة الظل كشخصيته.. مالك ياحلوة مالك…وياطيرة طيرة ياحمامة…وهاتيلي من حبي علامة.. الاسمر ابو الشامة..انا على ديني… جننتيني على دين العشق حرام والله… ورحل  صاحب الحنجرة الذهبية الذي كان يشعل مهرجان الموسيقى العربية في دار الاوبرا…في نوفمبر  العام الماضي وترك تراثا فنيا صعب تكراره–

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: