أخبار

بوشكين شاعر روسيا الأعظم ومؤسس لغتها الشعرية تأثر بالقرآن الكريم ونقل تعاليمه في قصائده

هو احد اعظم الادباء الروس في القرن التاسع عشر ولد 1799 وتوفي 1837 وهر الملقب بأمير شعراء الروس
يعد بوشكين مؤسس اللغة الروسية والأدب الروسي الحديث.وهو من اسرة برجوازية لآب شاعر ساعدة علي تنمية موهبته من اصول حبشية افريقية ورث منها شعرة المجعد وشفتين افريقيتين .
وهو من اول المنادين بالحرية في عصر الاستبداد والاستقطاع .سمي عصرة بالعصر الذهبي للأدب عرف أيضا عصره بالاستبداد الاجتماعي. حيث كانت السلطات مركزة بين القيصر و النبلاء. كان بوشكين بإنتاجه الشعري يعبر عن انحلال وسطه، ويطالب بحرية الشعب، بوصفه المرجع الأول والأخير للسلطة، وكان أول من دعا إلى الحد من سيادة النبلاء في روسيا، وكان ناقما على مجتمعه مطالبًا بتقييد الحكم القيصري وإعلاء شأن النظام الديمقراطي بين الناس.وهو عصر التقارب بين الادب الروسي من جهة والآداب العربية والشرقية من جهة اخري . فدراسة بوشكين تساعدانا علي التعرف علي مراحل القيصرية الروسية منذ بطرس الأكبر وحتى نيقولاي الأول، وكذلك معرفة الحوادث التاريخية التي وقعت في النصف الأول من القرن التاسع عشر. وكذألك التعرف علي تاريخ النصف الاول من القرن التاسع عشر.
وكانت أفكار بوشكين تعبر عن أراء الشباب النبلاء الذين كانوا ينادون بإحداث تغييرات سياسية في روسيا، كما إن أعماله تعكس مشاعر وأفكار جليله، وبسبب احدى قصائده السياسية تم نفي بوشكين إلى جنوب روسيا. وكانت تلك المرة الاولى التي ينفى فيها بوشكين لكنها لم تكن الاخيرة، فقد تعرض بوشكين الى مضايقات من قبل السلطات القيصرية، ولكن القيصر وبالرغم من خلافاته السياسية مع بوشكين، كان معجبا بإبداعه.
سعى القيصر الى تقريب بوشكين بهدف جعله شاعر البلاط،، واستطاع بوشكين آنذاك التقرب من القيصر بذكاء وحيلة غير انه استمر بانتقاد القيصر وسياسته، مما دفع القيصر الى توجيه تهمة الخيانة لبوشكين ، وترتب على ذلك نفية الى أماكن عديدة من روسيا
كتابات بوشكين تميزت بتنوعها ابتداء من قصص الأطفال وانتهاء بالروايات التاريخية. وبالرغم من أن بوشكين لم يعش أكثر من 36 عاما إلا أنه ترك تراثا أدبيا كبيرا.
يقول أمير شعراء روسيا ألكسندر بوشكين في قصيدة (الرسول) التي بكى دستوفيسكى ذات مرة وهو يقرأها أمام الجموع المحتشدة في حفل افتتاح النصب التذكاري لبوشكين :

انحنى الملاك على فمي
وبيده اليمنى المضرجة
وضع في فمي المشدوه
كل أقوال الحكمة
وشق صدري بسيفه
واقتلع قلبي المرتجف
وأقحم في صدري المشقوق
جذوة متأججة النيران
فانطرحت في الصحراء كالجثة
وناداني صوت الله :
انهض يا رسول وأبصر
لب إرادتي
وجب البحار والأراضي
وألهب بدعوتك الناس

– لقد شغف بوشكين بالقرآن الكريم وتأثر به تأثرا عظيما ً، فأراد نقل تعاليمه وآدابه إلى قراء شعره وجماهيره الغفيرة، فكتب قصيدته الطويلة ( قبسات من القرآن ) وهى عبارة عن تسع مقطوعات مختلفة الطول والبحر.
– وفى الاقتباس الأول يذكر بنعم الله على الإنسان ويدعوه إلى طريق البطولة والرجولة والنبل .
– يقول ونحن نقتطف هنا بعض الأبيات وليس كلها فالقصيدة طويلة:

ألم أسقك يوم عطشك
بمياه القفار
ألم أمنح لسانك
سلطانا عظيما على العقول
تشجع واحتقر الخداع
والزم طريق الحقيقة بعزم
أحبب الأيتام
وأنشر قرآني
بين الخلائق الخاشعة

– وفى نفس القصيدة يقتبس الشاعر الروسي الكبير أبياته من سورة الأحزاب ، يرسم بها طريق العفاف ويعلم النساء سبل التصون والاحتشام والحياء ، ويعلم بها الناس آداب الضيافة وحسن التصرف وعدم الثرثرة وإضاعة الأوقات في التوافه والكلام الفارغ .. يقول بوشكين :

إيه يا زوجات الرسول الطاهرات
إنكن تختلفن عن كل الزوجات
فحتى طيف الرذيلة مفزع لكن
عشن في عفاف فقد علق بكن
حجاب الشابة العذراء
حافظن على قلوب وفية
من أجل هناء العابدين والخجل
ونظرة الكفار الماكرة
لا تجعلنها تبصر وجوهكن
أما أنتم يا ضيوف محمد
وأنتم تتقاطرون على أمسياته
احذروا فبهرجة الدنيا تكدر رسولنا
فهو لا يحب الثرثارين
وكلمات غير المتواضعين والفارغين
شرفوا مأدبته في خشوع
وانحنوا في أدب
لزوجاته الشابات
المحكومات بالعفة

– يتساءل بوشكين في قصيدته محاكيا القرآن الكريم :
– لماذا يتكبر الإنسان؟ وكيف يتكبر وقد أنعم الله عليه؟
– وكيف يتكبر وهناك موت وبعث وحساب؟
– يقول بوشكين مستلهما أفكاره من سورة عبس وسورة النبأ:

علام يتغطرس الإنسان؟
على أنه جاء إلى الدنيا عاريا
على أنه يستنشق دهرا قصيرا
وأنه سيموت ضعيفا مثلما ولد ضعيفا
ألم يعلم أن الله سيميته
ويبعثه بمشيئته
وأن السماء ترعى أيامه
في السعادة وفى القدر الأليم
ألا يعلم أن الله وهبه الثمار
والخبز والتمر والزيتون
ثم بارك جهوده
فوهبه البستان والتل والحقل
لكن الملاك سيعود مرتين
وسيدوى على الأرض رعدا سماويا
وسيفر الأخ من أخيه
ويبتعد الابن عن أمه
ويمثل الجميع أمام الله
صرعى من الرعب
ويسقط الكفار
يغطيهم اللهب والعفار

– يتمثل بوشكين في قصيدته الطويلة قدرة الله وعظمته في خلقه وكونه ويدعو الخلق للانسياب في نور الله الذي أضاء بنوره السماوات والأرض .. يقول :

لقد أضأت الشمس في الكون
وأضأت أيضا السماء والأرض
مثل نبتة كتان تمتلئ بالزيت
تضئ في مصباح بلوري
صل للخالق فهو القادر
فهو يحكم الريح في يوم قائظ
ويرسل السحب إلى السماء
ويهب الأرض ظل الأشجار
انه الرحيم
قد كشف لمحمد القرآن الساطع
فلننساب نحن أيضا
نحو النور
ولتسقط الغشاوة عن الأعين

– يستلهم بوشكين آيات الجهاد من سورة الفتح وآل عمران ليشحذ بها همم رفاقه ( الديسمبريين ) الذين كانوا يستعدون للقيام بثورة في شهر ديسمبر كانون الأول .. يقول :

لقد انتصرتم فالمجد لكم
ويا للسخرية من ضعاف النفس
فنداء الحرب لم يلبوه
ولم يصدقوا الأحلام الرائعة
وهم الآن في ندم
تفتنهم غنيمة الحرب
يقولون: خذونا معكم
لكنكم ستقولون: لن نأخذكم
الشهداء الساقطون في المعركة
هم الآن في الجنة
غارقون في نعيم
لا ينقصه شئ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: