رياضة

رأس المهاجم فان بيرسي تدفع هولندا من القمة إلى القاع

‬قفز روبن فان بيرسي مهاجم هولندا ليسجل هدفا برأسه بطريقة رائعة في مرمى اسبانيا قبل عام واحد في كأس العالم بالبرازيل ليمهد الطريق لفوز كاسح على بطلة العالم السابقة 5-1.

وأنهت هولندا البطولة في المركز الثالث بعد الفوز 3-صفر على البرازيل صاحبة الضيافة بعدما خسرت في الدور قبل النهائي بصعوبة أمام الارجنتين بركلات الترجيح وبدا المستقبل مشرقا كما تطلعت جماهيرها لفرض الهيمنة على أوروبا.

ولكن بعد عام واحد وفي أمستردام سدد فان بيرسي ضربة رأس أخرى لكنها هذه المرة دفعت هولندا نحو الهاوية وأنهت على آمالها في التأهل لبطولة أوروبا 2016 بعد أن وجه الكرة إلى مرماه عن طريق الخطأ ليتسبب في الخسارة أمام التشيك 3-2.

وأصاب هذا التحول الكارثي جمهور هولندا بالحيرة وبدأ البحث عن أجوبة لكيفية الانتقال من مرحلة برونزية البرازيل إلى مشاهدة نهائيات بطولة أوروبا في فرنسا مثل بقية المتفرجين.

وأشارت أصابع الاتهام نحو المسؤولين عن كرة القدم الهولندية بداعي افتقارهم للمرونة الخططية فضلا عن الخروج الدائم للأندية الهولندية من منافسات البطولات الأوروبية.

لكن السبب الحقيقي للهبوط من القمة على الأرجح هو تراجع مستوى وتأثير اللاعبين الذين بلغوا المربع الذهبي في كأس العالم.

وكانت عناصر مثل فان بيرسي وارين روبن وويسلي سنايدر ورفائيل فان دير فارت تمثل القلب النابض للفريق الذي حقق المركزين الثاني والثالث في آخر مشاركتين في كأس العالم لكن تأثيرهم تراجع بشكل كبير خلال التصفيات الأوروبية.

وعانى فان دير فارت من الإصابة وبالكاد يشارك في مباريات كما يبدو أن طاقة فان بيرسي قد نفدت بينما يغيب روبن عن المراحل الحاسمة في الموسم ولا يقدم سنايدر الدعم المطلوب.

وأظهر هؤلاء عدم مقدرة على تحمل مسؤولية الفريق مع دخول عناصر جديدة من اللاعبين ممن يفتقدون الخبرة والتأثير المطلوبين.

ولم تساعد عملية تغيير المدربين على تطور الفريق.

وكان لويس فان جال يخطط للرحيل بعد كأس العالم في البرازيل وبلوغ قبل النهائي ولم يتكرر الأداء الجيد مع خليفته جوس هيدينك رغم أن الأخير سبق وأن قاد هولندا للدور قبل النهائي أيضا في كأس العالم 1998.

وخالف فان جال التقاليد باتباع خطة 4-3-3 العام الماضي لكن هيدينك عاد للمدرسة الهولندية الكلاسيكية لكنه خسر نقاطا مهمة في التصفيات.

واستقال هيدينك لاحقا ليتولى المهمة مساعده داني بليند الذي خسر في ثلاث مباريات ضمن آخر أربع جولات بالتصفيات في المجموعة الأولى ليترك هولندا في المركز الرابع خلف التشيك وايسلندا وتركيا والأخيرة تأهلت مباشرة كأفضل منتخب صاحب مركز ثالث.

وقال يوهان كرويف قائد هولندا ومدربها السابق في عموده بصحيفة دي تليجراف الهولندية “الصورة الظاهرة الآن أن فريقنا يمكنه المنافسة بأريحية أمام الفرق القوية لأنه يمكن مجاراتهم بالمهارات لكن أمام الفرق الضعيفة لا نملك القدرة على التأقلم وبناء خطة لعب.”

وأضاف كرويف الذي كان ضمن الفريق صاحب المركز الثالث في بطولة أوروبا 1976 “هذا يثبت أن الانجاز في البرازيل لم يخضع للتحليل بشكل صحيح ولم نتعلم من الدروس المستفادة.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: