أول غيث أمير قطر الجديد تميم بن حمد… سلسلة لقاءات مع الإسرائيليين
بدأت خيوط تولي أمير قطر الجديد تميم بن حمد زمام الإمارة تتضح بجلاء فتبين أنه قدم أوراق إعتماده لإسرائيل والولايات المتحدة كي يتولى عرش الإمارة النفطية، وبذلك يكون قد نال شروط الرضى خصوصاً وأنه من المقربين لقصري الإليزيه وبكينغهام مما يكسبه كافة المؤهلات لاستكمال المشروع الغربي بمسمى قطري، ما يعني أن الغرب مطمئن للغاية من مواصلة مشروعه “الربيع العربي” في ظل توافر الاداة القطرية التي تعتبر رأس حربة ذلك المشروع، ولعل مستوى تميم العالي هو ما سرع بعملية دفع والده حمد للتخلي عن السلطة بهذه السرعة لنجله الواعد.
وأول غيث مسيرة تميم تم الكشف عنها عبر صحيفة “يديعوت أحرونوت” التي تحدثت عن “لقاءات سرية جرت بين أمير قطر الجديد، تميم بن حمد، ومندوبين اسرائيليين خارج قطر وداخلها، وذلك قبل الشروع في نقل السلطة في الامارة”، مشيرة الى ان “الاميركيين تأكدوا أن “روح الاسلام القتالية” لن تدخل قطر من جراء التغيير، الامر الذي سهل عملية انتقال السلطة”.
ونقلت الصحيفة الاسرائيلية عن مستشار سياسي رفيع المستوى في الدوحة، تأكيده أن “اسرائيل كانت الى جانب الولايات المتحدة، على علم مسبق بانتقال السلطة في قطر”. واشار المسؤول القطري، الذي وصفته بانه مقرب جدا من الامير المتنحي، ان “رئيس منظمة “اسرائيلية” مختصة وصاحبة تقدير، التقى ولي العهد الامير تميم اكثر من مرة، بهدف الاستخبار عن توجهاته، وانه لا ينوي الدخول في مغامرات خطيرة”.
وبحسب المسؤول القطري، جرت اللقاءات في مكان آمن خارج قطر واسرائيل، الا ان “لقاءً واحداً او اكثر، حدث في الملعب المنزلي في الامارة” القطرية. واضافت إن “الإجراء القطري لا يشبه شيئاً في العالم العربي، وخاصة ان الامير المتنحي كان يعمل على نحو سري وطوال سنة، على نقل السلطة الى نجله”، مشيرة الى ان “الشيخ حمد بن خليفة أطلع قبل خمسة اشهر، جهات مختلفة في الغرب، على السر الكبير لنقل السلطة، مع إبعاد ابن عمه ومستشاره المقرب، الشيخ حمد بن جاسم، رئيس الحكومة ووزير خارجية الإمارة”.
وتنقل الصحيفة تأكيدات على لسان حمد، بأنه لا تغيير في السياسة القطرية، إذ اشار في لقاء مع مندوب اسرائيلي الى ان “الامر يشبه ان انقل سيارتي اليه (تميم) وادير محركها من اجله، وتكون السيارة قد اصبحت تعلم الى اين تتجه، وبالتالي ما من تغييرات حادة على طول مسارها”.
وقالت الصحيفة ان الرئيس باراك اوباما، ومسؤولي وزارة الدفاع الاميركية، اضافة الى اجهزة الاستخبارات في واشنطن، كانوا على علم بالتحول القطري، وبالتالي لم تمثل المسألة اي مفاجأة. وبحسب احد المستشارين المقربين من الامير القطري المتنحي، الذي اكتفت الصحيفة بالاشارة الى اسمه الاول، سليمان، فإنه “لو كانت المسألة تتعلق بانقلاب في الحكم يرمي الى ادخال روح الاسلام القتالية الى قطر، لأظهر الاميركيون عصبيتهم وبدأوا بالعمل، اذ لقطر اهمية استراتيجية، وخاصة كونها العين الاميركية على ايران، وبإمكانهم هناك ان يتحركوا بحرية تامة، بل إنّ اياً من القطريين لا يعرف ما يحدث في المعسكرات الاميركية (في الامارة )، واي معدات تدخل اليها، وما عدد القوات الموجودة فيها”.