أخبار

أميركا تغطي فضائحها بأغلاق سفاراتها

أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض (جاي كارني ) يوم 5 أغسطس 2013 ، أن خطر الارهاب هو الذي ادى إلى اغلاق العديد من السفارات والقنصليات الامريكية والذي وصل الى 22 بعثة دبلوماسية ،مصدره شبه الجزيرة العربية ، ولم يستبعد وقوع هجمات في مناطق اخرى،دون ألكشف عن  التفاصيل . ألخبر  ممكن ان يكون “مفبرك” محاولة من الولايات المتحدة بتغطية فضائحا منه تجسسها على الانترنيت الذي وضعها في مأزق كبير امام حلفائها ، لا نستبعد ان قرار اغلاق السفارات يعيد مشهد 11 سبتمبر من اجل ابقاء حليفاتها في اوربا وفي الشرق الاوسط . ما يجري الان هو استنساخ لمشهد مابعد احداث 11 سبتمبر 2001 .
ألخطوة الاميركية جاءت ايضا وسط كشف تحالفاتهم مع الاخوان في مصر  وكشف  أتصالات وجهود السفير الاميركي في القاهرة باترسون ، مما دفعت الادارة الاميركية ا ترشيح  روبرت فورد، المبعوث الأمريكي السابق في سوريا، ليشغل منصب سفير واشنطن بالقاهرة خلفاً لـ “آن باترسون”،  في وقت تتكاثف فيه المساعي الأمريكية والأوروبية للتوصل إلى حل سلمي ينهي الأزمة السياسية في مصر . أن سحب السفير باترسون في اعقاب سقوط الاخوان يعيد مشهد السفير الاميركي ابريل غلاسبي في بغداد ،حرب الخليج 1990 ـ 1991 بهدف الاحتفاظ باسرار واتصالات الولايات المتحدة . هنالك الكثير من التساؤلات عن ترشيح فورد  .ولماذا فورد؟ هل تريد الولايات المتحدة اعادة استنساخ السيناريو “ألجهادي ” السوري في مصر ، وهل مايجري في سيناء من اعمال قتل وارهاب من قبل تنظيم القاعدة و “التنظيمات الجهادية ” وارهاب الاخوان في ميادين رابعة العدوية ومحافظات مصر ياتي بالتزامن مع تغيير السفير الاميركي والزيارات المتكررة لمساعد وزير الخارجية الاميركية بيرنز ؟.

مصدر المعلومات

ـ  أن تقارير المعلومات من داخل تنظيمات القاعدة تفيد بان التنظيم لا يستخدم ابدا الاتصالات السلكية او اللاسلكية الحديثة  واعتبار ذلك منهج وسياق تتبعه تنظيم القاعدة على تنظيمها بأستثناء الدعاة لانها تعرف جيدا ان جميع الاتصالات خاضعة الى المراقبة ويمكن للشبكة والسيرفر تحديد مكان صاحب الهدف الى حد عشرة امتار من الهدف.
ـ  القاعدة تستخدم طريقة التراسل بواسطة “مرسال ” او رسول بشري لارسال واستلام التعليمات ، هذه الحقائق  كشفتها التحقيقات لمقاتلي  تنظيم القاعدة منها مناف ” والي بغداد ” في العراق وكذلك الوصول الى مقر سكن اسامة بن لادن زعيم التنظيم في مايس 2011 . التي أكدت عدم استخدامهم  الى الاتصالات السلكية او اللاسلكية او الانترنيتـ ـ فقط لاغراض ألاعلام ـ  .
ـ  تستخدم القاعدة في تنفيذ عملياتها العسكرية اجهزة  WALK TALK  التي تكون محدودة الارسال قد لا يتجاوز بضعة كيلومترات ،  وقد كشفت القاعدة بانها أضطرت الى تحوير بعض اجهزة الاتصالات الخاصى بلعب الاطفال في تنفيذ بعض عملياتها ضمن فريق المقاتلين الواحد لتجنب اي حالة اعتراض فني وسرقة الاتصالات . هذه الاجهزة غير مرتبطة بشبكة وارسال واطيء لايمكن كشفه.
ـ  المعلومات التي حصلت عليها وكالة الاستخبارات الاميركية ، تفيد بانها مكالمة بين مقاتلي من الخط الاول من تنظيم القاعدة ، وهذا ما يدعم احتمالات تسريب الخبر او المعلومة من قبل القاعدة ،كون  القاعدة لا تستخدم ابدا الاتصالات ، فكيف يمكن لقيادات القاعدة ارتكاب مثل هذا الخطأ.
 ـ  ممكن ان يكون تسريب الخبر من قبل القاعدة الى الاستخبارات الاميركية للتمويه اي تحويل انتباه  الولايات المتحدة والغرب باتجاه وتنفيذ عمليات في اتجاه اخر.

أن المعلومات التي كشفتها الاستخبارات الاميركية فيها نوع من التشويش ،فاحيانا تذكر ان الاتصال كان بين قيادي في القاعدة بينما تقارير اميركية استخبارية اخرى  تضمنت ” ربما يكونوا مقاتلي او منظمات تابعة او مناصرة للقاعدة “.

أن رد الفعل الاميركي بأغلاق اكثر من 22 بعثة دبلوماسية في المنطقة بالتاكيد يلحق الضرر كثير بسياسة الولايات المتحدة الخارجية ويربك بل يعطل شبكة عملها في الخارج ويؤثر على امنها الوطني .
أن  رد الفعل الاميركي  جاء في اعقاب جملة تطورات ” قاعدية ” في المنطقة : ابرزها

ـ  هروب مئات السجناء من مقاتلي القاعدة والتنظيمات المحلية التابعة لها واغلبهم من كبار المطلوبين في العراق وليبيا والباكستان وافغانستان .هذا العدد الكبير من السجناء يثير المخاوف من سرعة تنقل المطلوبيين بين الدول وتوفير الملاذ في المناطق الحاضنة في المنطقة التي بدأت تشكل بقع حمراء في اغلب الاحيان تكون مناطق جغرافية متواصلة مع بعضها مثل ماهو حاصل  مابين العراق وسوريا وليبيا وسيناء وافغانستان والباكستان وكذلك اليمن والسعودية . هذا التمدد
 ومرونة التنقل يدفع المطلوبيين للقيام باعمال ثأر انتقامية دموية اكثر من بقية المقاتليين الذين لم يخضعوا للاسر والاعتقال .
ـ  تطورات الازمة في مصر مابين الاخوان والحكومة ، وتصعيد الاخوان تهدياتهم “لايعود الامن الا بعودة مرسي ” ومراهنتهم على المطاولة من اجل احداث مزيدا من الفوضى والرهان على الانقسامات داخل الجيش . كذلك التطورات في سيناء التي تشهد توسع بل تفريخ للتنظيمات الجهادية
في اعقاب سقوط الاخوان بمهاجمة اهداف ضد المخافر والجيش وتفجير المراقد الدينية واعمال خطف . هذه التنظيمات كشفت قدرتها على الوصول الى القاهرة والى ميدان رابعة العدوية وميادين مصر الاخرى ، لذا لا يستبعد من احتمالات امكانية الوصول الى اهداف اميركية بضمنها بعثاتها الدبلوماسية.
هذه التنظيمات تمتلك مواد متفجرة مثل مادة ال ” تي ان تي “TNT  وال  C4 ذات القدرة العالية على التفجير بالاضافة الى امتلاكها صواريخ “غراد” وهاون التي ممكن ان تصيب الهدف عن بعد . لقد استبعدت وكالة الاستخبارا الاميركية استخدام الصواريخ وركزت على السيارات المفخخة والانتحاريين . رغم ان المعلومات المتوفرة عن السفارة الاميركية في اليمن التي هي اكثر احتمالا تعتبر  محصنة اكثر من باقي السفارات ، والتي تقع في منطقة بعيدة نسبيا عن وسط المدينة عند منطقة  فندق الشيراتون عكس السفارات الاوربية التي تتخذ وسط صنعاء ـ حدة ـ مقرا لبعثاتها .
ـ مفاوضات السلام مابين رام الله وتل ابيب والزيارة المكوكية الى كيري والاعلان عن تحقيق نتائج ايجابية.

السفارة الاميركية في صنعاء ربما تكون الاكثر استهدافا للاسباب التالية

ـ  قيام الولايات المتحدة بتنقيذ عمليات ـ درون ـ طائرة بدون طيار وكثفت هذه العمليات لتصل  مؤخرا الى اكثر من خمس عشر مهمة .ابرزها اغتيال العولقي والشهيري نائب زعيم تنظيم  اليمن وشبه الجزيرة العربية.
ـ  القاعدة دائما تقوم بردود فعل انتقامية في أعقاب اغتيل قياداتها  والشهري يعتبر المسؤول العسكري  للتنظيم ، وهذا مايرجح قيام التنظيم باستهداف المصالح الاميركية .
ـ  ألحوار الوطني في اليمن  ، الذي تنظر اليه القاعدة بانه بادارة ومباركة اميركية وحليفاتها .
 الاستنزاف 
في مراجعة إصدار القاعدة ـ الملاحم ذي العدد السادس عشر،  للسنة 2012 التابع لتنظيم اليمن والجزيرة العربية، ذكر إصدار الملاحم في صفحته 17 بقلم يحيى إبراهيم تحت موضوع “عبوات الاستنزاف”  قائلا إن عملية الطرود البريدية التي أحدثت ضجة في المطارات  لم تكلف تنظيم القاعدة غير مبلغ 4300 دولار أميركي، بضمنها شراء هاتفان بـ 150 دولار للواحد وطابعتان كمبيوتر بسعر 300 دولار للواحدة إضافة الى نفقات المواصلات والشحن لتصل الى مبلغ 4200 دولار أميركي. اعترفت القاعدة في إصدارها بأن الهدف من العملية كان اقتصاديا .
تستهدف القاعدة بهذه العمليات النوعية والصغيرة حضورا إعلاميا عبر حلحلة استقرار الدول من خلال  “استراتيجية النزف أو استراتيجية الألف جرح ” وهي استراتيجية متطورة وأكثر تحديدا من تنظيرات إدارة التوحش  ، القائمة على الجهد العسكري ، وتقوم على على” الجهاد الفردي”، وتركز على استهداف المصالح  الاقتصادية . وهذا ما تراهن عليه القاعدة  خلال  استراتيجتها لعام 2013  حتى عام 2016 .
الاستخبارات 
ان الاستخبارات والامن اصبحا من ابرز القواعد الاساسية لتنظيم القاعدة المركزي والمجموعات الجهادية لتتحول حروب القاعدة والمجموعات الجهادية المسلحة الى حروب اسخبارية و معلومات اكثر من أن تكون حرب عصابات . تنظيم القاعدة الذي يقوم على اساس حرب المعلومات الاستخبارية واللعبة المزدوجة رغم انه تنظيم جهادي . فهو يعتمد على  جهاز امن داخل التنظيم . ويتبع أستراتيجية  سحب الخصم الى المربع الذي يختاره ، وفي نفس الوقت  اتباع مبدا التعرض اكثر من الدفاع في ضرب الخصم . القاعدة  كانت وماتزال موجودة داخل ” الانتفاضات ” ألعربية .
القاعدة بدون شك شهدت ضربات عنيفة في العراق وافغانستان والباكستان و اليمن، لكنها الان تتبع سياسة التغيير الناعم والتمدد داخل الدول التي شهدت  “الانتفاضات ” بالتوازي مع العمليات او الغزوات الدموية  . لذا فهي الان تطرح نفسها بحامية الشريعة ومدافعة عن القيم الاسلامية اكثر من محاربتها اميركا والغرب . ألقاعدة تعود الى منطقة الشرق الاوسط بعد ان تم تحريف  شرقا.
أن ماتشهده المنطقة من عمليات القاعدة قد لا يعود الى قوة التنظيم بقدر ضعف وحلحلة الانظمة السياسية في المنطقة التي جعلت تنظيم القاعدة يظهر بالشكل القوي ، وهنا يجدر الاشارة الى ان التنظيم المركزي تراجع وضعف وباعتراف وكالة الاستخبارات الاميركية ، لكن التنظيمات المحلية منها  تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام ” ـ النصرة وتنظيم الشريعة وتنظيم اليمن وشبه الجزيرة العربية  والتوحيد والجهاد في سيناء اصبح الاقوى وسط غياب التنظيم المركزي.
لذا تبقى الاجرائات التي تتخذها الويات المتحدة ازاء تهديدات القاعدة ضرورية والتي تستدعي حماية مواطنيها ومصالحها في المنطقة  مهما كانت الاحتمالات .
ألخيار الوحيد والافضل هو ايجاد تنسيق أمني مابين الدول التي تتعرض للارهاب بتبادل المعلومات وتتبع المطلوبين بالتنسيق مع الانتربول واعتماد سياسة مركزية لمواجهة الارهاب اكثر من الافراط في الديمقراطية وسط ماتشهده المرحلة الحالية من حالةة عدم استقرار واضعاف للجيوش العربية والانظمة .

* ألمرجع . رؤية . بريد الكاتب

Jassim Mohamad
باحث عراقي في قضايا الارهاب والاستخبار
http://jassimmohamad.wordpress.com/
www.facebook.com/jassimmohamad3
jassim.press@hotmail.de
Germany
Tel : 0049-1623184509

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى