أخبارمقالات وآراء
حليم والسندريلا

لم يمر في تاريخ مصر حتى الان صوت برقة العندليب وقوته في نفس الوقت عبد الحليم حافظ الذي ألهب حناجر الجماهير باغانيه الثورية لثورة يوليو ١٩٥٢.. صورة كلنا كدة عايزين صورة..صورة للشعب الفرحان تحت الراية المنصورة… وهو نفس الشاب الذي صنع تاريخا من الحب رسمه على قلوب العذراي..حبيبي الغالي من بعد الاشواق…بهديك كل سلامي وحنيني وغرامي.. نور عيني روح قلبي..حبيب حياتي..مشتاق لعينيك مشتاقلك مشتاق وانا لسة مقابلك … وفي عز الشوق وفي عز الليل بكتبلك…لا قلبي اللي بيكتبلك ..هوة اللي بيبعتلك…من من جيل الستينات ومابعدها لم يهتز وهو يكتب اول خطاب لأول محبوبة على نسق كلمات مرسي جميل عزيز التي ضخ فيها الحياة رنين صوت عبد الحليم حافظ…أظلمه اذا قلت انها حنجرة ذهبية فهو خليط من احساس وصوت وشجن وألم وحب ونبرات حزينة فريدة يهز وجدانك بكلماته واختار ملحنيه الذين جسدوا على لسانه قصص الحب التي صاغها من حوله من الشعراء الذين كانوا يستمدون الكلمات من روحه ومعاناته وقصصه التي حوتها بعض مذكراته حيث كتب غنيت للالم لاني عشت معه دهرا وغنيت للحب لأني في ظمأ اليه وغنيت للوطن لأنه مصدر إلهامي…ومن حين لأخر يخرج علينا اقاربه بجديد ليؤكدوا عدم زواجه من السندريلا الناعمة سعاد حسني اجمل وارق ما انجبت مصر والسينما المصرية وتكاد تمتلك بلا منازع اجمل ضحكة لوجه هو ايضا يتربع على عرش جمال السينما المصرية…فلو كانت الاقدار منصفة لكان العندليب للسندريلا وليس لغيرها حتى يلتف غصن الاحساس والنغم على خاصرة الرقة والجاذبية والجمال…فيخرج تارة من اهل سعاد ومن محبيها عقد زواج ممهور بتوقيع يوسف بك وهبي ووجدي الحكيم وشيخ الازهر على زواج السندريلا بالعندليب ١٩٦٠ ولكن في المتن مكتوب بجمهورية مصر العربية مما ينسف العقد نسفا لأن مصر وقتها كانت الجمهورية العربية المتحدة الا إذا كان العقد ١٩٧٠ علما بأن صديقي الدكتور عصام عبد الصمد استاذ التخدير والعناية المركزة بمستشفيات لندن والذي كان صديقا مخلصا لسعاد حسني وكتب عنها كتابا بناء على وصيتها وقد حضر جلسات التحقيق في مقتلها او انتحارها والذي انتهى الى خفظ التحقيق… وقد رافقت اسرته قرابة الاربع سنوات الاخيرة من حياتها… أكد لي ان سعاد حكت له انها تزوجت العندليب عبد الحليم حافظ …واخيرا تظهر اسرة عبد الحليم خطاب بخط يد السندريلا يتحدث عن انتهاء علاقة الحب التي تتمسك بها سعاد في خطابها ولم اقرأ عليه تاريخ…ومن المؤكد انهما ذهبا الى رب كريم حنان منان…واذا كنا نعيد كلمات حليم في حاول تفتكرني والتي قيل انه غناها لسعاد تجد في كلماته بركان من الحنين والحب الجارف يعصف بوجدانك…لو مريت في طريق مشينا مرة فيه او عديت في مكان كان لينا ذكرى فيه ابقى افتكرني…حاول حاول تفتكرني…وفي مقطع مسلط تسليطا مباشرا على الحدث …حبيبي والله لسة حبيبي والله وحبيبي مهما تنسى حبيبي والله وحبيبي عمري مانسى حبيبي والله وحبيبي ..إبقى افتكرني حاول حاول تفتكرني … ويوما ما تألقت السندريلا في حفل لتقدمه وخرجت على المسرح في أبهى طلة لها وبابتسامة راقصة يملأها الفرح لتنطق باسم أغنية” الحلوة برموشها السودة الحلوة ” وتكاد تكون كلمات الاغنية تنطبق عليها فقد كانت تمتلك رموش ساحرة فوق عيون آسرة في وقت لم تكن الرموش الصناعية قد غزت العالم بعد…ولكن السؤال ماذا يضير الاسرتين إن كان العندليب قد تزوج من السندريلا أم لا؟ وهي قد تزوجت بعده وبالتالي ليس لها حق في الميراث…فالقضية محسومة اذن…فارجوكم اتركونا نتخيل هذه القصة الرومانسية الجميلة التي نسجتها الايام في ذلك الزمن الجميل ..فلربما يكون قد غنى لها بحياتك ياولدي امرأة عيناها سبحان المعبود فمها مرسوم كالعنقود ضحكتها انغام وورود والشعر الغجري المجنون يسافر في كل الدنيا..فد تغدو امراة ياولدي يهواها القلب هي الدنيا….وتشاء الاقدار ان يموت عبد الحليم في لندن غارقا في دمائه من نزيف دوالي المرئ وتموت السندريلا في لندن غارقة في دمائها بعد ان سقطت من برج ستيوارت بلندن…فلعل روحاهما قد التقيا في سمائها ليبدئا معا لحنا جديدا جميلا في العالم الآخر هو لحن الخلود .