مقالات وآراء

هل للثقافة دور في تشكيل عقول الشعوب؟!

حقاً الثقافة لها دور قوي في تشكيل عقول الشعوب وتوجيه مسارها، فهي من أوجه الحضارة، التي لها تأثير على عقول الأجيال، وتصرفات، ومن هذا المنطلق فإن الدين، اللغة، العادات، التقاليد، الآداب، الشعر، وكذا النظام السياسي، وما يحويه من تقاليد وممارسات، تمثل كلها عناصر مهمة وأساسية في الارتقاء بحال أي شعب.

وبعض الباحثين يصنف العالم إلى جزئين، شرق وغرب، وذلك حسب الثقافات والحضارات، التي تسود كل جزء من هذين الجزأين، إلاّ أن هذا التقسيم، لا يقف عند هذا الحد بل هم يقولون: إن ثقافة الغرب أوجدت عقلاً تحليلياً، بينما الثقافة الشرقية أوجدت عقلاً تركيبياً، وفي هذا التصنيف أمر خطير، إذ إنه يعيد التطور والنمو المادي والعلمي الذي يشهده العالم إلى الحضارة الغربية المعاصرة ، وكأن العلم وليد العصر الحاضر ، والأمر خلاف ذلك ، فالعلم نتاج جهود تراكمية، أسهمت به حضارات الشرق والغرب، كما أن هذا التقسيم، يتضمن مغالطة كبرى، ولا سيما في التعميم بهذا الشكل، شرق وغرب، فالشرق فيه حضارات متعددة ، وديانات مختلفة منها السماوي، ومنها غير ذلك، كما أن الغرب، وإن كان في مجمله، يعود إلى الحضارة المسيحية، إلا أنه يوجد تفاوت بين أقطاره، أسهمت في إيجاد اللغات المختلفة، والآداب والعادات، والتقاليد النوعية، الخاصة بكل بلد، ويتمادى أصحاب هذا التصنيف الثنائي بقولهم: إن العلم قد يستفيد من العقل والتفكير التحليلي، بينما التفكير التركيبي، قد يكون أثره بارزاً في مجال الإدارة، والسياسة، ويستدلون على ذلك؛ بالإدارة اليابانية الناجحة، وكيف أنها تعتبر نتاجاً للتفكير التركيبي، الذي يتمتع به اليابانيون .

ترى كيف تكون عناصر الثقافة المختلفة مؤثرة على بنية العقل ؟!. لو أخذنا الدين على سبيل المثال، لوجدنا أن الإسلام، يدعو إلى وحدانية التفكير، ويوجه العقل نحو شيء واحد، هو الله، الذي هو مصدر الخلق، والرزق، وأهل العبادة، وما من شك، في أن مثل هذا التوجيه، سيكون من نتائجه قطع أسباب التشتت، والتذبذب الذهني، وكذا الصراع النفسي، الذي من الممكن أن يحياه الإنسان، إذا هو عاش في بيئة، يقوم دينها على تعدد الآلهة، وتنوعها.

 وقد عرض القرآن وضع أمم كثيرة، ومنها العرب قبل الإسلام، حيث كان تعدد الآلهة لديهم، يمثل وضعاً سائداً وقائماً في تلك الأمم، مما انعكس أثره على تفكير وعقول تلك الأمم. ( قالوا نعبد أصناماً فنظل لها عاكفين، قال هل يسمعونكم إذ تدعون، أو ينفعونكم أو يضرون . قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون ).

وإذا كان هذا يبدو ، وكأنه يمثل وضعاً لأمم قديمة، فإن الوقت الحاضر، يزخر بأمم، تعددت فيها الآلهة، وتنوعت، حتى إن بعض هذه الأمم، اتخذ من الحيوان كالبقر والفئران آلهة له، وهذا بحد ذاته ، يشير إلى ما يمكن أن يكون عليه أفراد مثل هذه الديانات، من دونية وصغار، فإذا كان هذا هو حال الإله، الذي يتعبدونه ويجلونه، فمن باب أولى سيكون المتعبد في مرتبة أقل، من مرتبة معبوده، فكيف سيكون عليه الحال ، إذا كان المعبود حيواناً ؟!! .

إن أثر الدين كأحد المعطيات الحضارية، لا يقتصر على وحدة التفكير، واتجاهه، بل يتعدى إلى نوع المصطلحات، التي يفرضها على الناس، ودلالة المصطلحات، ففي البيئة الإسلامية، يفترض أن يكون لمصطلحات من مثل، الخلافة، البيعة، الشورى، الجهاد، البركة، الفقراء، المساكين المستضعفين، بيت مال المسلمين، الصدقة، التوكل، الزكاة، وغيرها كبير أثر، في تركيبة وتكوين عقلية الأفراد، سواء في المجال السياسي، أو في مجال العلاقات بين الأفراد، مع بعضهم بعضاً.

وليس الوقت ببعيد عن واقع بعض المجتمعات، التي كانت تسودها العقيدة الشيوعية، أو الاشتراكية ، فمصطلحات من مثل: طبقة العمال، الفلاحين، البرجوازية، البروليتاريا، المزارع الجماعية، اللجنة المركزية، الصراع، حيث إن هذه المصطلحات، ما من شك أنها ساهمت في تشكيل تفكير وعقل كثير من الأفراد، مما انعكس أثره على العلاقات، بين الأفراد والأسر، وبشكل أوضح وأعم، بين الدول والشعوب .

فاللغة كأحد ركائز الثقافة، أو الحضارة ، يتضح دورها في التأثير على البنية العقلية، من خلال علاقات اللغة، وحروفها، ومن خلال مفرداتها، وبيانها وآدابها ، وما يمكن، أن ينتج عنها، من قصص وشعر وفنون. اللغة الصينية على سبيل المثال، تحتاج إلى خمسة آلاف حرف، في حين أن بعض اللغات الأوروبية، إن لم يكن معظمها، لا يزيد عن ثلاثين حرفاً، واللغة العربية سبعة وعشرون حرفاً.

 ولا شك أن الحروف، تعمل في صياغة العقل، والتأثير عليه، سواء كان هذا التأثير سلباً، أم إيجاباً، وما يمكن أن يقال عن الحروف، والرموز، يقال عن مفردات مثل: الديموقراطية، الشورى، الكسل، الحرية، التبعية، التي تعني الكثير، وتحمل في طياتها الكثير، من المعاني، والدلالات، ومن ثم سينعكس أثرها على الذهن، إما بالإثارة، أو التثبيط وهذا ينطبق على الجملة، وعلى القصيدة، وعلى القصة وكل فنون الأدب . لقد ثبت لعلماء اللغويات، أن بعض اللغات، لا يوجد منها كلمات لبعض المعاني، كما أن بعض الكلمات، قد تعني في لغة معنى مغايراً تماماً، للمعنى الذي تعنيه الكلمة نفسها، في لغة أخرى .

إن اللغة كأداة اتصال رئيسة بين الناس، يصاحبها الكثير من التعبيرات الانفعالية، والحركات الجسدية ، وكذا المضامين الفكرية، التي تهم الفرد عند حديثه، أو مخاطبته لآخرين، لأن اللغة قد تكون مدخلاً مهمّاً لمعرفة نوايا الفرد، أو ما يدور في ذهنه، وما يفكر في عمله.

إن تأثير الثقافة، لا يقتصر على عناصرها الواضحة، والمباشرة بل إن العناصر الرمزية، لها تأثير على العقل ، وبنيته، علماً بأن الرموز من الممكن أن تكون كلمات، أو أشكال ورسومات، أو أي موضوع، يحمل معنى خاصاً، يدركه، بل ويتفاعل معه الأفراد، الذين ينتمون لتلك الثقافة والأمثلة على الرموز كثيرة، فالصليب ذو دلالة ومعنى للثقافة المسيحية، كما أن الهلال مرتبط بالثقافة الإسلامية، وكذا النجمة السداسية للثقافة اليهودية.

الألوان كذلك يصدق عليها الشيء نفسه، من حيث الرمزية، فاللون الأخضر، تستخدمه كثير من الدول الإسلامية، في أعلامها، كما أن اللون الأحمر، يعتبر أساسياً في العقيدة الشيوعية، أما الجُمل، والعبارات، فرمزيتها العقائدية أعمق وأوثق، فعبارة التوحيد: لا إله إلاّ الله، تشكل رمزاً متكاملاً للعقيدة الإسلامية، بصورة شاملة، كذلك عبارة:وحدة، حرية، اشتراكية، التي كانت ترفع كشعار لكثير من الحركات السياسية اليسارية، التي عصفت في العالم العربي، لفترة طويلة، وما زالت بقاياها موجودة حتى الآن .

ومع ما تمثله، أو تحمله الرموز الحضارية، من دلالات ومعان، فهي قد تحدث أحاسيس، ومشاعر، في نفوس الأفراد، الذين ينتمون لتلك الحضارة، كلما سنحت الفرصة لهم، بالتعامل مع هذه الرموز. وفي اختصار يمكن القول: إن العناصر الرمزية، من الممكن، أن تكون ذات معانٍ ودلالات لوحدها، إلا أنها في الغالب تمثل نظاماً رمزياً متكاملاً. إن الرموز الحضارية، قد يكون لها فعالية، وأثر بالغ، إذا دخلت هذه الرموز ضمن الإنتاج الحضاري، في القصص، الشعر، المسرح، الخطابة ، اللعاب والبرامج الإذاعية، والتلفزيونية، لأن هذه الأشياء، يتعرض لها الناس بشكل كبير ومتكرر. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الرموز قد تتعرض للتغير والتبدل، حسب ما يحدث للثقافة العامة، من تغير، وحسب ما يتعرض له المجتمع من تغيرات وظروف.

ومن الجدير ذكره في هذا الصدد، أن نميز بين الثوابت الحضارية، ذات الاستمرارية، والاستقرار، والرسوخ، وتلك الأمور، التي قد تصنف على أنها قابلة للتغيير، والتعديل حسب ما يستجد من ظروف على المجتمع ، كنتيجة للانفتاح على الحضارات الأخرى، والاتصال بها، ودخول آدابها وفنونها للمجتمع .

ومن الأمور ذات الاعتبار في الثقافات والحضارات، وهو وجود أفراد، من الممكن اعتبارهم أبطالاً، وقدوة، يقتدي بهم، لأنهم يمثلون ثقافة أو حضارة المجتمع، بل جوانبها وعناصرها .

ولهذا فالناس يأخذون منهم قدوة، يحتذى بها، ولا شك أن الأنبياء عليهم السلام، يحتلون القدوة، والأساس في الثقافات، التي تعتمد الديانات السماوية، رغم أن بعض المجتمعات، لم تعد تعطي ذلك الوزن لهذا الأمر، بل واقع بعض المجتمعات، يبرز أن بعض الممثلين، المهرجين، والقادة السياسيين، يمثلون القدوة والأسوة، لكثير من الأفراد في سلوكهم ، ومظهرهم، وحديثهم، ومأكلهم، ومراكبهم، بل وحتى المصطلحات التي يستخدمها هؤلاء الأفرا، مستقاة من هذه الرموز البشرية.

وواقع بعض الثقافات، يؤكد أنها تعمد إلى إيجاد بطل اجتماعي، أو قومي، تحاط سيرته بهالة من البطولات، والقصص، والحكايات، التي تبين شجاعته، أو حكمته وذكاءه، بحيث يحكم هذا البطل على الناس عقولهم، ويكون قدوة لهم، في سيرته، ونمط حياته، وما ذلك إلا لتمكين الثقافة أو الحضارة في عقول الناس، وقلوبهم، ومن ثم التأثير على سلوكهم، من خلال هذا الرمز البطل .

ومن الأمور الثقافية الأخرى الطقوس، أو البروتكولات، التي تمارس بها بعض الأمور وتؤدى، مثل طريقة التحية، والاحترام، لبعض الأفراد، أو أداء بعض الشعائر الدينية، والمناسبات، والاحتفالات الاجتماعية. فمثلاً قد يشترط للدخول، على شخص، لباس من نوع معين أو يشترط مخاطبته بأسلوب وبطريقة خاصة، تكون مستهلة بعبارات الثناء، والتبجيل، والمدح . وكما سبقت الإشارة، فإن مثل هذه الممارسات، تفرض على الناس، بشكل مباشر، أو بشكل غير مباشر، عن طريق الإيحاء، وباسم الأنظمة، حتى يأتي اليوم، الذي تكون فيه مثل هذه الممارسات، من البدهيات ، والأشياء التي لا يختلف على فرضيتها ووجوبها اثنان.

إن من العناصر، والمعطيات الحضارية، ذات التأثير على بنية العقل، القيم الاجتماعية، والقيم تعني: تفضيل الفرد لأمور، وأشياء، على أخرى، على أن يكون هذا التفضيل قائماً على مشاعر، وأحاسيس خاصة. القيم كما يقول علماء النفس : تكتسب تمامها في سن العاشرة ، بحيث يكون تغيير نظام القيم بعد هذه السن من الصعوبة بمكان . وبحكم أن معظم القيم، يتم اكتسابها في عمر مبكرة، من حياة الفـرد، تظل هذه القيم، تمارس دورها في حياة الأفراد بشكل لا شعوري . وعليه سيكون من الصعوبة ملاحظتها، بشكل مباشر، ولكن يمكن استنتاجها، من خلال الأفعال، والممارسات، التي يقوم بها الأفراد، في مختلف أنشطتهم الحياتية، وفي العادة يكون النظام القيمي قائماً على أشياء مثل: الخير والشر، طبيعي وغير طبيعي، قذر ونظيف، طيب وغير طيب، منطقي وغير منطقي .. إلخ .

ومن الأمور ذات العلاقة الوثيقة بالثقافة أو الحضارة، والتي تؤثر على بناء العقل، وتركيبته، العادات، والتقاليد، والأعراف. وكما هو معلوم، فالعادات، والتقاليد، والأعراف، أمور، وممارسات، يتوارثها الأجيال، ويأخذها الأبناء عن الآباء ، حتى تحظى هذه الممارسات بشيء من الاحترام والتقديس، من قبل أفراد المجتمع، بحيث يكون الخارج، أو المخالف لها شاذاً، وغير مقبول ، من قبل أفراد المجتمع الآخرين .

ومن الأمور التي قد تسير وفق العادات والتقاليد والأعراف، الضيافة، الزواج، رئاسة القبيلة، أو العشيرة، حل الخلافات، والمنازعات، بين الأفراد والأسر، والتملك. ولا عجب في أن يجد الفرد بعض المجتمعات، تسير معظم أمورها وفق العادات والتقاليد والأعراف. علماً أنه قد لا يكون هناك سند شرعي، أو قانوني، لمثل هذه الأمور، ولكن لمجرد أن الأفراد درجوا على ممارستها، وورثوها ممن قبلهم، فهي أصبحت بمكان الحكم ، والأساس الفاصل في الأمور.

هذا وقد أورد جيرت أوفستد تصنيفاً للثقافة، حيث يرى: أن الثقافة لها مستويات متعددة، فهناك الثقافة أو الحضارة الوطنية، أو العامة، التي تشمل كل أفراد المجتمع، وتصدق عليهم جميعاً، وهناك الثقافة الإقليمية، والتي تخص إقليماً بعينه، والثقافة العرقية، والتي تكون ملتصقة بفئة بشرية معينة ، وهناك الثقافة اللغوية، والتي تكون حسب اللغة أو اللهجة، التي يتحدث بها الأفراد.

كما أن هناك الثقافة الدينية، والتي تكون مشبعة برموز، ومصطلحات، وشعائر، عقيدة معينة، ومن التصنيفات أيضاً، الثقافة حسب الجنس، من حيث الذكور والإناث، فهناك ما يخص الذكور من لباس، وأمور اجتماعية، وأخرى تخص النساء، ومن تصنيفات الثقافة ثقافة الأجيال، حيث نجد أن بعض الممارسات، وأنماط التفكير، تكون مقبولة، ومحببة، من قبل جيل مجتمع، بينما لا تكون كذلك في جيل آخر من المجتمع نفسه، وهذا يترتب عليه ما يسمى بصراع الأجيال، إذ أن ما يكون مقبولاً من قبل فرد كبير السن، قد يكون مرفوضاً من ابنه، حيث المسافة والفارق الثقافي بينهما، يحدث مثل هذا الاختلاف والتفاوت.

ويلعب المستوى الاجتماعي والاقتصادي دوره في إيجاد ثقافة خاصة بأفراد كل مستوى، أو طبقة، حسب الوضع الاقتصادي، أو التربوي ، حيث تجد ثقافة نوعية، تختص بالأغنياء ، وأخرى تخص الفقراء، علماً أن هذا لا يعني بالضرورة الأفضلية، لأحدهما على الآخر في ثقافته

هذا، ويكثر الجدل حول الدور الذي أصبح يلعبه السياسيون في حياتنا المعاصرة أمام تراجع دور أهل الفكر والثقافة في تشكيل عالمنا الذي نعيشه.

في فترات مختلفة من التاريخ الإنساني منذ الصياغات الأولى للتفكير الفلسفي عند اليونان وحتى بدايات القرن العشرين, لعب المفكرون والفلاسفة والمثقفون دورًا بارزًا في قيادة مجتمعاتهم وتطويرها, بل ووجهوا السياسيين في أنحاء كثيرة من المعمورة. فقد كان أرسطو مستشارًا للإسكندر الأكبر وديكارت مقرّبًا من ملكة السويد وفرانسيس بيكون جزءً من البلاط الملكي الإنجليزي وغيرهم من الفلاسفة الذين كانوا عونًا وموجهين للعديد من القيادات السياسية. بيد أن هذا الدور تراجع كثيرًا منذ منتصف القرن العشرين, وأصبحنا اليوم في عالم يقوده السياسيون والمصالح السياسية. فما التطورات والعوامل التي أدت إلى ذلك?

وكانت السياسة واحدة من بين القضايا المهمة التي تناولها الفلاسفة اليونان بالنقد والتحليل. وقد شهدت أثينا أول مظاهر للديمقراطية, وطرح الفلاسفة العديد من الآراء السياسية التي اعتبرت البدايات الأولى لصياغة الفكر السياسي الغربي.

وخلاصة ما سبق أن الثقافة والفكر من أهم الأدوات التي تساهم في تغيير عقول الشباب وتشكيل الشعوب بشكل يتماشى مع العصر ومواكبة التطورات الثقافية والتكنولوجية والسياسية والاجتماعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى