تدخل جراحي بسيط يعالج خشونة الركبة خلال ساعات
مرض هشاشة عظام الركبة نتيجة التهاب مفاصل الركبتين يصيب 50 إلى 60% ممن تزيد أعمارهم عن 50 عاماً
ويُعى الابتكار الطبي أيضاً بإحداث نقلة نوعية في نتائج العمليات الدقيقة والمعقدة والتي تحتاج من الفريق الطبي الإلمام التام بكافة المتغيرات العلمية ورصدها عن طريق البحث والمتابعة والتقييم المستمر.
ويعتبر الفصال العظمي في الركب أو ما يعرف بـ”خشونة الركبة” مرضاً يصيب مفصل الركبة، ويتسبب بتأكل وتحلل الغضاريف الملتصقة بالدعامة المرتبطة بها والتي توفر دعامة مرنة لعظام المفصل. وينتج عن هذا الترقق في الفاصل الغضروفي نتوءات عظمية تتسبب في صعوبات بالمشي والحركة تصاحبها آلام شديدة. وترتبط خشونة المفاصل بشكل كبير بالتقدم في السن، لكنها بدأت تظهر بشكل لافت عند الشباب مع زيادة معدلات البدانة وأمراض السمنة.
براءة اختراع دولية
وقال الدكتور سرطاوي في حديث له مع “العربية.نت” “ترتبط جراحة استبدال الركب التقليدية بالآلامها الشديدة وفترة نقاهه شاقة وطويلة. يبلغ متوسط إقامة المريض في المستشفى بعد إجراء عملية استبدال الركبة من أسبوع إلى أسبوعين مع فترة تعاف تمتد ما بين 3 إلى 6 أشهر على أقل اعتبار مع الاعتماد على مساعد شخصي للمساعدة على الحركة والتنقل. وهو السبب الرئيسي في رفض العديد من المرضى الذين يعانون من مشكلة الخشونة في الخضوع لهذا النوع من الإجراء الجراحي المؤلم.
وأظهر العديد من الدراسات الطبية أنه عندما يتم تجنيب وتر العضلة الرباعية – وهو الوتر الرئيسي للركبة – والذي عادة ما يتم قطعة أثناء عملية استبدال الركبة التقليدي خلال الجراحة للوصول للركبة، فإن تعافي المرضى يكون بشكل أسرع وبأقل ألم ممكن. وهذا هو السبب في أن العديد من الجراحين المتمرسين في المؤسسات الأميركية البارزة قد تحولوا إلى طرق تحافظ على وتر العضلة الرباعية، ومع ذلك لا يزال معظمهم يقطعون العضلة المجاورة”.
نهج جديد في الجراحة
وعن جراحات تركيب المفصل الصناعي بالركبة يؤكد د. سرطاوي، أنها تعتبر من أنجح الجراحات وهي الحل الأمثل لحالات خشونة الركبة المتقدمة، ويلجأ إليها بعد استنفـاد الطرق الأخرى في العلاج بالأدوية، أو العلاج الفيزيائي، وذلك في الحالات التي يكون بها تآكل شديد بغضاريف مفصل الركبة، ما يعوق المريض عن أداء أنشطة الحياة اليومية بطريقة طبيعية.
وتابع د. سرطاوي “أحدثت التقنية المبتكرة في استبدال مفصل الركبة ثورة طبية منذ بدأ تطبيقها في الولايات المتحدة في مركز راش الطبي بمدينة شيكاغو في “ولاية إلينوي”، وبسبب الإقبال الواسع من المرضى في منطقة الشرق الأوسط آنذاك افتتحنا مراكز متعددة لهذا النوع من الجراحة في السعودية والإمارات في مدينة دبي، وتعتبر دبي بسبب موقعها الفريد في قلب المنطقة وتطور البنية التحتية الطبية العالية المركز المثالي لتعزيز تواجدنا لخدمة مرضانا محلياً ودولياً، وبلا شك تعد مدينة دبي منطقة جذب للسياحة العلاجية بشكل عام، وبالأخص لهذا النوع من الجراحة بسبب ندرته وتفرد طاقمنا الطبي به”.
وتابع “نحرص على تزويد مرضانا بخطة علاجية متكاملة، وتتمثل في دراسة الحالة بشكل دقيق وطرح كافة الحلول الممكنة والتي قد تكون منها تجنب العملية بشكل كامل، ولا تأتي هذه المرحلة إلا بعد استنفاد جميع الوسائل الممكنة لعودة المريض لممارسة حياتة بشكل طبيعي وصحي. ومن حق المريض أن يفهم الخيارات العلاجية المتاحة له وإيجابياتها وسلبياتها قبل اتخاذه القرار، ويأتي من أهمها نشر التوعية والتثقيف حول هذا النوع من الإجراء وفهم مراحل التطور الطبي في هذا النوع من الجراحة وهو مستمر. لا أعتقد أننا سنقف هنا لأنها عجلة مستمرة لا تتوقف عند حد معين وعلينا جميعا مواصلة المسيرة والابتكار بكل وسيلة تخدم صحة الإنسان وتنمي المعرفة ودعمها في أوطاننا. اليوم، أصبحت عمليات جراحة الركبة التقليدية من الماضي. تعلمنا الكثير من التجارب السابقة ونتطلع لمستقبل يحمل العديد من الفرص والآمال في القطاع الصحي”.
يشار إلى أن د. سرطاوي هو جراح عظام كويتي متمرّس أجرى أكثر من 1000 عملية باستخدام التقنية الحديثة بنسبة نجاح 97%. وهو حاصل على براءة اختراع مسجلة في مكتب الولايات المتحدة لبراءات الاختراع والعلامات التجارية في مجال جراحة العظام بعنوان “طريقة إجراء أسلوب جراحي توسعي مُعدَّل في جراحات تبديل مفصل الركبة بالكامل” والتي تم نشرها في عدد من المجلات الطبية المحكمة.