زهراء أقبيق عن زوجها نزار قباني
نعم لقد بكيته بحزن عميق وتذكرت ابننا توفيق فانا لم أكون بعيدة عنه رغم الانفصال فهو اول رجل في حياتي ويبقى الاخير…هكذا قالت زهراء أقبيق عن زوجها نزار قباني بعد رحيله …فهي الزوجة الأولى التي بقيت في الظل…فعالم الشعر والسياسة لا يعرفون الا زوجته الثانية بلقيس الراوي العراقية التي تزوجها بوساطة من صدام حسين وماتت في حادث تفجير السفارة الامريكية في بيروت ونعاها بقصيدة طويلة نشرتها كل الصحف العربية…اما ام توفيق وهدباء فقد تزوجها في ريعان الشباب ١٩٤٦ وهي قريبة والدته فايزة اقبيق وابنة النائب العام والقاضي محمد اقبيق في بلاد الشام…وتحكي الصحفية شكورة العظم عن لقاء لها مع نزار قباني ١٩٩٨ في دمشق وقد كان نجما في سماء الوطن العربي بعد ان كان شعره فقط حديث طلاب الجامعات وكافيار المنتديات الثقافية فاذا به يحصد جائزة اجمل القصائد العربية بعد ان تغنت له نجاة الصغيرة من لحن الموسيقار محمد عبد الوهاب قصيدة “ايظن” ١٩٦٠ فاصبح حديث الشارع… وبعد انتهاء المقابلة الصحفية وضعت اوراقها الى جانبها وسألته سؤال شخصي..لماذا لا تعود الى زهراء طالما انك عازبا الان؟ فرد ارجوك انا لا احب الخوض في هذا الامر فهو يثير اعصابي فلم استغرق في التفاصيل…وبعد رحيل نزار تقول شكورة انها ذهبت لتزور صديقتها زهراء في ” الميسات” في دمشق لتعزيها في وفاة نزار وجلسا في ركن محبب لزهراء في بيتها…فهي صديقة لها وقد تكون صديقتها الوحيدة حيث كانت زهراء رفيقة اختها الكبرى “التي رحلت ” في سنوات الدراسة وكانتا تستذكران دروسهما سويا…عندما كانت زهراء بالمريول الأسود والشعر الفاحم والبشرة الشمعية البيضاء والعينين العسليتان المائلتين الى الخضرة ذات الطبع الهادئ والطول الممشوق والضحكة البريئة…وبدأ حديث الذكريات بعد ان احست ان نزار مازال حيا ويعيش في قلبها فتسأل …لماذا كان الانفصال؟ ..فردت زهراء …الغيرة…لقد كان نزار شابا جميلا ممشوق القوام دبلوماسي لطيف وله حظوة عند كثير من النساء وانا لم استطع التحمل ..تزوجنا ١٩٤٦ وانجبنا هدباء وتوفيق وعشنا اول ثلاث سنوات في القاهرة هي اجمل سنوات العمر وعندما عدنا الى دمشق بدأت الخلافات وكان تدخل الاهل فيها يزيد النار تأججا..فانفصلنا ١٩٥٢ وعاش الأولاد بيني وبينه مابين دمشق وبيروت ومعظم الوقت معي حيث اسفاره بسبب عمله… فحصلت هدباء على بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية من الجامعة الامريكية ببيروت ثم ماجستير في الادب الحديث عن احاديث الرسول الكريم محمد صلوات الله وسلامه عليه من جامعة لندن اما توفيق فقد فقدناه وهو في الثانية من كلية الطب بجامعة عين شمس …وتحكي شكورة..انها لم تلتق يوما بزهراء الا كان نزار هو القاسم المشترك في حديثهما وتقول كم تمنيت ان أكون بجواره في مرضه فهو الرجل الوحيد في حياتي..وظلت زهراء في الظل لا توافق ان تظهر ولو بصورة..فقد احبت ان تظل صورتها الى جوار نزار وهي في عنفوان شبابها وجمالها هي التي تظل في خيال من يعرفها او لا يعرفها فهي الملهمة الأولى لنزار التي كتب فيها” قالت لي سمراء..طفولة نهد..انت لي..سامبا” وهكذا في اللقاء الأخير رفضت اخذ صورة حديثة لها وفضلت نشر صورتها القديمة التي احبها عليها نزار وتنهي الحديث بأنني لم اكن يوما بعيدة عنه فبقى هو الأول