تحقيقات وتقارير

ملك بريطانيا ريتشارد الثالث مدفون بموقف حافلات

اهتمت معظم الصحف الأميركية اليوم بنبأ العثور على رفات ريتشارد الثالث ملك بريطانيا الذي قُتل في معركة أثناء الصراع حول وراثة العرش عام 1485. وكان رفات الملك قد اُكتشف لأول مرة في سبتمبر/أيلول الماضي بموقف للمركبات بمدينة ليكستر بإنجلترا، لكن التأكد من أنها لريتشارد تم أمس فقط.

وكرست صحيفة نيويورك تايمز افتتاحيتها للتعليق على هذا النبأ مستهلة حديثها بالقول إن العثور على الرفات تحت تربة موقف المركبات، هو آخر أشكال الخزي التي تخللت فترة حكم ريتشارد الثالث.

وأضافت أن العمود الفقري في الهيكل العظمي للملك مشوه بصورة تنسجم مع الأوصاف التي سجلها معاصروه له، وقالت إنه بفضل الحمض النووي الذي أخذ من الهيكل العظمي وقورن بأحفاد الملك الأحياء، لا يوجد شك في أن الرفات يعود إلى الشخص الذي وصفه شكسبير بأنه “الرجل الذي يحمل قدره على ظهره”.

مقالات ذات صلة


العظام لا تتكلم عندما يتعلق الأمر بفترة حكم ريتشارد القصيرة والمثيرة للجدل، فإن ذلك يقدم عبرة نموذجية بأن التاريخ يكتبه المنتصرون

وكان ريتشارد في الثانية والثلاثين من العمر عندما قُتل في معركة أنهت الصراع حول وراثة العرش وأطلق عليها اسم “حرب الورود”.

وقالت الصحيفة إن رفات ريتشارد جُمع بأكرم من الطريقة التي لقي بها حتفه، حيث ضُرب في المعركة وكان جثمانه متدليا من فوق الحصان. وسيدفن الرفات بكاتدرائية الأنجليكان في ليكستر “بشكل يناسب مقامه” كملك.

وأضافت أن هذه العظام وحمضها النووي “ستخبرنا عن كل شيء حول المظهر الجسدي لريتشارد، وستلفت انتباه مخرجي فيلم أو مسرحية ريتشارد الثالث في المستقبل إلى أن “الحدبة” في ظهر الملك موجودة في منطقة أسفل بكثير مما حددها شكسبير كحدبة عادية أسفل الرقبة.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الاكتشاف يحمل معه إحساسا غريبا بحل العقدة “لقد زودنا بحل للغز المتصل بمكان جثمان ريتشارد الذي استعصى على الأكاديميين والباحثين سنوات طوالا”.

وأوردت أنه رغم أن العظام لا تتكلم عندما يتعلق الأمر بفترة حكم ريتشارد القصيرة والمثيرة للجدل، فإن ذلك يقدم عبرة نموذجية بأن التاريخ “يكتبه المنتصرون”.

وقالت إنه بوفاته بدأت فترة حكم التيودور بقيادة هنري السابع، وأضافت أن من دافعوا عنه عبر القرون قليلون جدا، مشيرة إلى العبارة التي قالها شكسبير على لسان شخصية ريتشارد التي صورها مسرحيا “كل القصص تصورني كساذج ونذل”.

واختتمت نيويورك تايمز افتتاحيتها بقولها “الآن، سترقد عظامه في تراب مقدس، لكن سمعته لا تزال تجوب الأرض بحثا عن مرقد مستقر”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: