أخبار

سؤال المليون دولار: من يرغب في استقبال حمد بن جاسم؟

من يرغب في استقبال حمد بن جاسم؟”… هذا هو سؤال المليون دولار، الذي يتداوله أصحاب المقامات العالية في الخليج، في ما بينهم، بعد أن أصبح نمر السياسة القطرية، الوجه الأبرز لكل ما لا يحبه الجيران، في جارتهم المزعجة.

وفتح تغيّب ابن جاسم، عن اجتماعات ولي العهد القطري، مع نظرائه في الرياض، باب الأسئلة مجددًا، حول أسباب تراجع دوره في السياسة الخارجية لبلاده خليجياً، وما إذا كان الوزير المعتق غاب، أو غُيّب، أو أستغيّب، خصوصاً وأنه لم يعتد الغياب عن هذا النوع من الزيارات، وسبق له أن حضر معظم اجتماعات لجنة التنسيق السعودية القطرية منذ تأسيسها.

وزار ولي العهد القطري الشيخ تميم بن حمد، الرياض، مترئساً وفد بلاده لأعمال لجنة التنسيق بين البلدين، في ظل حفاوة سعودية كبيرة، ولافتة، حيث استقبله ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز، والنائب الثاني الأمير مقرن بن عبد العزيز، وكبار المسؤولين في الرياض، إن لم يكن رجال الحكم كلهم في المملكة.

ورحب النائب الثاني بالشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي عهد دولة قطر والوفد المرافق له، “منوّهًا بما يربط البلدين الشقيقين من روابط وثيقة، مشيداً بالتعاون البناء بين المملكة العربية السعودية ودولة قطر في المجالات المختلفة، وبما يحقق المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين ويعزز مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية”، حسب بيان رسمي.

من جهته عبر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن “شكره وتقديره للأمير مقرن، على حسن الاستقبال والضيافة، مشيداً بالعلاقات التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين” وفقًا لما نشرته وكالة الأنباء السعودية.

وذكرت صحيفة الراية القطرية في افتتاحيتها: “إن مثل هذه الزيارات المتبادلة الرفيعة المستوى بين قيادتي البلدين تشكل التواصل الأخوي المشترك لتجسيد معاني الاخاء وأواصر القربى والتعاون الثنائي المشترك بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين في قطر والمملكة العربية السعودية”.

إلا أن الغائب الأكبر عن هذا اللقاء، كان حمد بن جاسم، حيث تساءل أكثر من مراقب عن أسباب غياباته المتكررة عن الاجتماعات الخليجية، وهل لذلك علاقة بتحركاته السياسية، التي كشفها أكثر من جهاز خليجي، أو طموحاته الشخصية في الدوحة نفسها، أم أن لذلك قصة أخرى تتعلق ببيت الحكم القطري نفسه، وإعادة ترتيب الصفوف؟.

وليس سراً أن دولاً خليجية أبلغت الدوحة استياءها من السياسات القطرية، ودورها في عدد من الاحتجاجات التي شهدتها دول الخليج، وخصوصًا البحرين والكويت، ودعم إخوان الإمارات، الأمر الذي تسبب في غياب أمير قطر، ووزير خارجيتها، عن قمة البحرين، بعد أن كان من المقرر طرح ملف تدخلات الدوحة على الطاولة.

بيد أن محللاً سياسيًا عرف بزياراته المتكررة للدوحة، التقى خلالها الكثير من المسؤولين القطريين، لديه تفسير آخر، حول غياب حمد وظهور تميم. يقول مشترطًا عدم ذكر اسمه: “المسألة ليست صراعًا بين طرفين… هناك قوة قادمة يتم إعدادها للحكم وهي الشيخ تميم، وبالطبع يمتلك فريقاً آخر غير فريق والده”.

ويضيف: “حمد (بن جاسم) لم يستبعد من فريق تميم لأنه لم يكن ضمن فريقه أساساً… ولي العهد الجديد لديه أفكار جديدة وأولويات تختلف، أهمها ترطيب العلاقات الخليجية، خصوصاً وأن الخليجيين يتقبلونه كثيراً، ويمتلك فريقًا آخر أكثر شباباً يستعد لتولي مسؤولياته”.

ويبدو أن زيارة الرياض عمقت من صورة تميم كمصلح جديد للعلاقات القطرية الخليجية، بعد سنوات شهدت خلالها العلاقات نكسات، ولا تزال.

وفي صحيفة العرب القطرية، يكتب عبد الله العذبة عن الزيارة: “إنني أعتقد أن توقيت الزيارة التي قام بها سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد مهم جداً، ونحتاج إلى أن نرى المزيد من الزيارات بين البلدين لخدمة الدولتين وشعبيهما، بل وخدمة دول مجلس التعاون بشكل عام، ونتطلع إلى ثمار هذه الزيارات على أرض الواقع قريباً”ايلاف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى