مسلمون هولنديون في الحرب السورية
“المزيد من الشباب المسلم الهولندي يريدون الذهاب لسوريا للقتال ضد نظام بشار الأسد” يقول الإمام الشاب ياسين الفرقاني الناطق الرسمي بإسم ممثلي الجالية الإسلامية الرسمية لدى السلطات الهولندية ويضيف أن ذلك يمكن أن يشكل مخاطر أمنية على هولندا.
قلق الآباء
” الشباب المسلم الهولندي مصاب بالإحباط بسبب الظلم الذي يرتكب في حق الشعب السوري وتقاعس المجتمع الدولي” : يقول الفرقاني “قضية الشعب السوري تتسم بأهمية اكبر الشباب المسلم أكثر من قضية أفغانستان والعراق وحتى فلسطين” يضيف الإمام الشاب.
دقت المخابرات الهولندية ناقوس الخطر حول هذه الوضعية وتلتها الآن تصريحات ممثلي الجالية الإسلامية الرسمية لدى السلطات الهولندية. يتزايد عدد الشباب المسلمين الهولنديين المتوجهين إلى سوريا لمحاربة نظام الأسد. “قلق الآباء في تزايد في الأسبوع الماضي التقينا بوالدي احد الشباب الذين سافرو إلى سوريا و الدموع لا تفارق أعينهم.” يضيف الفرقاني.
ساعة العودة
ممثلي الجالية الإسلامية الرسمية لدى السلطات الهولندية يتفهمون مشاعر الإحباط عند الشباب لكنهم متخوفون كذلك على الانعكاسات الوخيمة على المجتمع الهولندي. يقول الفرقاني: “يمكن أن يتعرضوا لصدمة هناك بفعل استخدامهم للأسلحة وظروف القتال. انه من الصعب أن تتنبأ بما سيفعلونه حين يعودون.”
كيف يكون هذا؟ يتساءل الفرقاني، كيف يمكن لهؤلاء الشباب ان يقعوا تحت تأثير الافكار الجهادية المتطرفة؟
” يتعلق الامر بشباب تحت سن العشرين غالبا والذين تنقصهم النظرة الملمة بالمشهد السياسي. اذا ذهبوا لسوريا يبقى السؤال الى أين ينتهي بهم الحال. سأكون مسرورا لو انضموا للجيش السوري الحر ولكن الاحتمال قائم أن ينضموا للجماعات الجهادية”.
لا يعتقد الفرقاني أن الائمة السوريين في هولندا هم من دعوا هؤلاء الشباب للذهاب الى سوريا كما تقول احدى الصحف الهولندية. ولكن هؤلاء الشباب قد تم تجنيدهم قبل أن يتحركوا الى سوريا بواسطة جماعات معينة عن طريق الانترنت مثلا. ويضيف بأنه غير مطلع على جوانب الموضوع بما فيه الكفاية وأن الجهات الامنية تعرف أكثر منه.
العشرات يقاتلون
أعلن جهاز المخابرات العامة الهولندي الشهر الماضي أن العشرات من الشباب الهولندي يشاركون في القتال الدائر في سوريا الآن وفي أغلب الاحوال مع جماعات متطرفة. وبحسب رئيس جهاز المخابرات الهولندي روب بيرتولي أن الشباب الهولندي يقع تحت تأثير ماكينة الدعاية الجهادية عبر الانترنت حيث تعطي للصراع الدائر في سوريا طبيعة رومانسية:
” أعتقد أن الكثير من هؤلاء الشباب المقاتلين سرعان ما يكتشفون أن القتال في سوريا أقل رومانسية مما صور به من قبل الدعاية. كما يكتشفون بأن لا مخرج لهم من هذه الورطة حيث لا يوجد خيار آخر لحظتها”.
تولت مجموعة الاتصال الخاصة بالمسلمين في هولندا مع الحكومة الهولندية وضع المسألة في قمة اهتماماتها. سيتولى الائمة تناول هذه الظاهرة في خطب صلاة الجمعة كما ستنظم اجتماعات صغيرة مع مجموعات الشباب:
” من الاهمية أن نشرح للشباب أن الامر يتعلق بالقتال من أجل الحرية ونسأل الله أن يهب سوريا هذه الحرية. يجب أن نساهم في العون الانساني لسوريا وأن ندعو المنظمات العالمية للتحرك في هذا الاتجاه”.إذاعة هولندا العالمية