لقاء أوباما ونتانياهو .. "كلاكيت، تاني فترة"
أعلن البيت الأبيض الأميركي ليل الخميس أن الرئيس الأميركي باراك أوباما “يريد أن يتوجه مباشرة إلى الإسرائيليين” خلال زيارته للدولة العبرية في جولته على المنطقة، مشيرا إلى أن الزيارة مخصصة بشكل أساسي لزيارة المواقع التاريخية أكثر مما هي للتصريحات.
ورغم أن تلك التصريحات تعزز إعلانا مسبقا بأن أوباما لن يطرح خطط سلام خلال زيارته لإسرائيل وفلسطين والأردن، إلا أنها تعكس أيضا أن ما شاع عن عدم التجانس الشخصي بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لم يتغير.
ويسابق نتانياهو الزمن ليشكل حكومة قبل وصول أوباما يوم الأربعاء، ليلتقي الرجلان وكلاهما في فترة حكم ثانية.
وإذا كانت العلاقات الأميركية – الإسرائيلية أكبر من الأشخاص والإدارات المتعاقبة في تل أبيب وواشنطن، فإن “كيمياء” العلاقة الشخصية بين الزعماء تلعب دورا ما في علاقات بلادهم.
إيران
يلتقي أوباما ونتانياهو وقد اقترب الموعد النهائي الذي حدده رئيس الوزراء الإسرائيلي لضرب إيران قبل تطويرها القنبلة النووية. فقد وضع نتنياهو في سبتمبر الماضي، خلال كلمته أمام الأمم المتحدة، ما سماه “خطا أحمر” محددا هذا الربيع كموعد لقدرة إيران على إنتاج سلاح نووي.
لكن يبدو أن أحدا لم يأخذ هذا الخط الأحمر بالأهمية التي أرادها نتنياهو في إنذاره بموعد محدد. ومن بين من تجاهلوا ذلك باراك أوباما وإدارته.
ويشير أحدث تقارير الأمم المتحدة عن نشاط إيران النووي إلى أن الجمهورية الإسلامية أبطأت تخصيب اليورانيوم إلى مستويات أعلى.
ففي 21 فبراير، ذكر تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أن لدى إيران 167 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بقدر متوسط (عند 20 في المئة) في حالة غازية بعدما حولت قدرا من مخزوناتها إلى حالة صلبة كوقود لمفاعلات.
وبرأي الخبراء، تحتاج إيران ما يصل إلى 250 كيلوغراما من اليورانيوم متوسط التخصيب في حالة غازية لصنع أول رأس نووي (على أن تخصب هذا اليورانيوم أكثر إلى نسبة 90 في المئة على الأقل بالطبع).
لهذا كانت تصريحات أوباما في حواره مع التلفزيون الإسرائيلي الخميس ـ متجاهلا إنذار موعد الربيع النهائي لنتانياهو ـ مشيرا إلى أن أمام إيران عام على الأقل لتصل إلى مستوى صنع سلاح نووي.
فلسطين
ليست إيران القضية الوحيدة على جدول أعمال زيارة أوباما للمنطقة، وإن كانت الأولى والأهم، وبالتالي هناك قضايا أخرى لبحثها مع نتنياهو في بدايتها سوريا تليها التسوية مع الفلسطينيين.
ربما لا يوجد خلاف كبير بين إسرائيل وأميركا بشأن سوريا، لكن فلسطين مشكلة لا يريد أوباما أن يزيد بها شقاقا شخصيا بينه وبين نتانياهو.
لذا لن تتعدى زيارة الرئيس الأميركي للرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله الصور البروتوكولية والتصريحات “التشريفية” من قبيل تكرار أهمية التسوية والتأكيد على المواقف السابقة المعروفة وضرورة العودة إلى المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
ويرى كثير من المراقبين أن لقاء أوباما ونتانياهو في فترة رئاستيهما الثانية لن تتجاوز حالة “برود نشط” على المستويين الشخصي والسياسي.