تحقيقات وتقارير

أوجلان يدعو لوقف النار وإنهاء نزاع مسلح عمره ثلاثون عاما

دعا زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله اوجلان الخميس المتمردين الاكراد الى “القاء السلاح” والانسحاب من الاراضي التركية، مؤكدا ان الوقت حان “لتغليب المسار السياسي”.

وقال اوجلان في رسالة تليت في دياربكر (جنوب شرق) امام مئات الآلاف من الاشخاص “وصلنا الى مرحلة يجب ان يسكت فيها السلاح (…) والعناصر المسلحون يجب ان ينسحبوا الى خارج حدود تركيا.. لتصمت المدافع ولتسود السياسة”.

واكد ان “الوقت حان لتغليب المسار السياسي”.

مقالات ذات صلة

وياتي هذا الاعلان في اطار مفاوضات مباشرة اجرتها معه السلطات التركية منذ كانون الاول/ديسمبر لوضع حد للنزاع الذي اندلع في 1984 اسفر عن سقوط 45 الف قتيل.

وتنص خارطة الطريق التي تحدثت عنها الصحافة ان الزعيم التاريخي لحزب العمال الكردستاني سيدعو مقاتليه الى الانسحاب من الاراضي التركية الى قواعدهم في شمال العراق بحلول نهاية الصيف المقبل.

وقد تعهدت الحكومة التركية بتأمين ممر آمن لهم.

وقبل اليوم، اعلن اوجلان منذ بدء حركة التمرد في 1984 اربع مرات وقفا لاطلاق النار من جانب واحد. وحتى الآن لم تسمح هذه المبادرات الى تسوية النزاع الذي اودى بحياة اكثر من 45 الف شخص.

ويبدو هذه المرة ان الحكومة والمتمردين على حد سواء، مصممون على التوصل الى السلام.

واستؤنف الحوار بين الجانبين نهاية الخريف الماضي اثر سنة من معارك اشتدت حدتها واضراب معتقلين اكراد طويلا عن الطعام انتهى اثر نداء زعيم حزب العمال الكردستاني.

ومنذ ذلك الحين توالت مبادرات النوايا الحسنة.

فقد رفعت انقرة العزلة المفروضة على عبد الله اوجلان وعرضت على البرلمان “رزمة” من القوانين تهدف الى الافراج عن مئات الاكراد المعتقلين لموالاتهم الى حزب العمال الكردستاني.

في المقابل افرج حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه انقرة وعدة دول غربية، الاسبوع الماضي عن ثمانية اسرى اتراك كانوا معتقلين في العراق.

ورغم هذه الاجواء المواتية ما زالت عراقيل كثيرة تقف في طريق السلام.

وفي مقدمتها مصير عبد الله اوجلان لان انقرة استبعدت اي فكرة عفو شامل، لكن الاكراد يشددون على الافراج عنه او على الاقل ايداعه قيد الاقامة الجبرية.

كما ان عملية السلام لا تلقى اجماعا لان اغلبية الاتراك ترفض فكرة التفاوض مباشرة مع عبد الله اوجلان الذي تعتبره “ارهابيا” و”قاتل اطفال”.

وبالرغم من نفيها تشتبه المعارضة في ان لدى اردوغان خلفيات سياسية، وانه يريد منح الاكراد حقوقا مقابل دعمهم لمشروع دستور يعزز نفوذ الرئيس، المنصب الذي يتطلع اليه في 2014.

وبالتالي، فان رهان السلام الذي التزم به رئيس الحكومة يشكل مجازفة.

فقد رأى صحافيون ان اردوغان سيصبح مثل ابراهام لنكولن (الذي قاد المصالحة بين شمال وجنوب الولايات المتحدة اذا نجح لكنه سيكون مثل الرئيس السوفياتي ميخائيل غوربتشيوف الذي تفكك الاتحاد في عهده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: