أخبار

علماء وناشطون يؤكدون بالأدلة على وقوف النظام السوري وراء مقتل البوطي

سرت صورة على مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصًا في الصفحات المؤيدة للثورة السورية على موقع فايسبوك، استخدمها الناشطون للخوض في تفاصيل عملية التفجير، والاستنتاج أن ما حصل كان رواية مفبركة من جانب النظام.

فعلى الرغم من حديث الوسائل الاعلامية الموالية للأسد عن تفجير مهول قتل 42 شخصًا بينهم البوطي وحفيده، وأصاب 85 آخرين بجروح مختلفة، تظهر الصورة التي بثت عن داخل المسجد بعد الانفجار وكأنه تعرض لعملية تخريب لا أكثر. فالمكيفات لا تزال في أماكنها، والمراوح والثريات المدلاة من السقف لم تصب بأي أضرار، علمًا أن وهج الانفجار كان ليطيّرها من مكانها أو ليسقطها أرضًا، خصوصًا تلك المروحة الكهربائية المثبتة فوق المكيّف الذي فقد غطاءه الخارجي.

وكذلك بقي مقعد البوطي في مكانه، وكأنّ الأمر اقتصر على تخريب، والحري بهذا الانفجار أن يدمر واجهة المسجد الداخلية على الأقل، أو أن يترك فيها أضرارًا جسيمة. وتساءل معظم الناشطين السوريين عن مكان جثة البوطي التي لم تظهر في أي شريط مصور، ولم تنشر لها أي صورة.

ونقل ناشطون على بعض الصفحات عن مراقبين ميدانيين ظنهم في أن البوطي مقتول قبل الانفجار، وليس هذا سوى مسرحية سيئة الاخراج، تبعها دخول مسلح من جانب الجيش والأمن والشبيحة إلى داخل المسجد بأحذيتهم العسكرية، مفسدين كل أثر قد يفيد التحقيق، أو يدل على الفاعل الحقيقي.

السلفيون ينفون مسؤوليتهم

والتكفيريون مصطلح درج الاعلام السوري الموالي للرئيس بشار الأسد على استخدامه، للدلالة على المجموعات الاسلامية المتشددة، كجبهة النصرة والجماعات السلفية الأخرى، التي تقاتل النظام في صفوف المعارضة.

والتكفيريون الظلاميون هم من توعّد الأسد بعد الاغتيال بالقضاء عليهم، وعلى ظلاميتهم وتكفيرهم. ووعد البوطي في بيان نشره المكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية على صفحته على موقع فيسبوك: “أعزي نفسي وأعزي الشعب السوري باستشهاد العلامة الدكتور الأستاذ محمد سعيد رمضان البوطي، تلك القامة الكبيرة من قامات سوريا والعالم الاسلامي قاطبة”.

وأضاف البيان: “قتلوك ظنًا منهم أن يسكتوا صوت الإسلام ونور الإيمان من بلاد الشام (…)، قتلوك يا شيخنا لأنك رفعت الصوت في وجه فكرهم الظلامي التكفيري الهادف أصلًا إلى تدمير مفاهيم ديننا السمح”. وتابع: “وعدًا من الشعب السوري، وأنا منهم، أن دماءك أنت وحفيدك وكل شهداء اليوم وشهداء الوطن قاطبة لن تذهب سدى، لأننا سنبقى على فكرك في القضاء على ظلاميتهم وتكفيرهم حتى نطهر بلادنا منهم”.

لكن التيار السلفي في الأردن تبرّأ من حادثة اغتيال البوطي، محملًا النظام السوري مسؤولية ذلك. وقال محمد الشلبي، القيادي البارز في التيار، في حديث صحفي: “كانت جبهة النصرة لأهل الشام تتمنى قتل عالم أمن الدولة السوري محمد البوطي، لكننا ندين الطريقة التي قتل فيها داخل مسجد، وندين سقوط الأبرياء جراء ذلك”.

وأشار إلى أن النظام في دمشق يتحمل مسؤولية مقتل عالم البوطي، “لأنه أراد الخروج من سوريا فقام النظام بتصفيته”.

جريمة بكل المقاييس

أدان رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد معاذ الخطيب اغتيال العلامة البوطي، واصفًا الاعتداء على مسجد الإيمان بأنه “جريمة بكل المقاييس”. وقال الخطيب لوكالة الأنباء الفرنسية: “ندين بشكل كامل قتل العلامة الدكتور سعيد رمضان البوطي، ونقول إن ديننا واخلاقنا لا تسمح ابدًا أن نتعامل مع الاختلاف الفكري بطريقة القتل”.

وأكد الخطيب أن هذه جريمة بكل المقاييس وهي مرفوضة تمامًا، ورجّح وقوف نظام الاسد وراء اغتيال البوطي. وقال: “يغلب على ظننا أن التفجير من قبل السلطة”.

عسكري دمشق يدين

وردًا على بيان الأسد، وعلى الاتهامات التي ساقها أطراف النظام ضد المعارضة، أعلن المجلس العسكري في دمشق وريفها إدانته لعملية اغتيال الشيخ البوطي، وبراءة عناصر الجيش السوري الحر من دمه، محملًا عصابات بشار ومخابراته المسؤولية الكاملة.

وأكد بيان المجلس العسكري في دمشق وريفها أن التفجير الإرهابي داخل مسجد الإيمان، “الذي أدى إلى استشهاد العشرات من أبناء شعبنا، يحمل بصمات مخابرات بشار، وهو جزء من حربهم ضد أبناء شعبنا بكل فئاته”.

وبحسب البيان، يحمل التفجير هذا رسائل عدة، أولها الرد السريع على اعلان حزب العمال الكردستاني وقف العمليات العسكرية في الاراضي التركية، لأن الشيخ البوطي كردي القومية. وثانيها، السعي لإشعال الفتنة بين الجيش السوري الحر والإخوة الاكراد، وخلق فتنة داخلية بين الجيش السوري الحر وحاضنته الشعبية في العاصمة. وثالثها، إيهام العالم بأن الجيش السوري الحر عصابة إرهابية.

واضاف البيان: “يأتي هذا التفجير ضمن سلسلة التفجيرات التي قامت بها سابقًا مخابرات بشار في العديد من أحياء دمشق، وكان أحدها التفجير الذي أودى بحياة وزير الدفاع داوود راجحة ضمن مخطط تصفية كل شخصية أتمت دورها بكامله قبل أن تعلن انشقاقها”.

إيران تدين

بدورها، دانت ايران أبرز حليف اقليمي للنظام السوري، الاعتداء، وقال بيان لوزارة الخارجية إن “وزارة الخارجية تدين استشهاد رجل الدين محمد سعيد البوطي الذي قتل مع طلابه في عمل وحشي للمجموعات المتطرفة”.

واضاف البيان أن “استشهاد الشيخ محمد سعيد البوطي المعروف بمواقفه المؤيدة للمقاومة الاسلامية ضد النظام الصهيوني، سيلقي الضوء كاملاً على تآمر الولايات المتحدة والنظام الصهيوني ووكلائهما الاقليميين الذين يساعدون ويسلحون المجموعات الارهابية السورية لايجاد انقسامات بين الاديان”. وتدعم ايران نظام الرئيس بشار الاسد وتندد باستمرار بدعم الدول الغربية وبعض الدول العربية للمعارضين السوريين.

عالمٌ مغالٍ

والبوطي شيخ نحيل ينتمي إلى قبيلة كردية واسعة الانتشار في سوريا وتركيا والعراق. ولد في العام 1929، تلقى التعليم الديني والنظامي في مدارس دمشق، ثم انتقل إلى مصر للدراسة في الأزهر، حيث نال شهادة الدكتوراه في اصول الشريعة الاسلامية في العام 1965. وله أكثر من ستين كتابًا تتناول مختلف القضايا الإسلامية.

تعرّض البوطي لانتقادات واسعة في صفوف معارضين نظام الاسد، وطرد من احد مساجد دمشق في تموز (يوليو) 2011 بعد قوله: “إن غالبية الناس التي تخرج من صلاة الجمعة إلى التظاهر لا تعرف شيئًا عن الصلاة”، في اشارة إلى التظاهرات الاسبوعية المعارضة للنظام التي انطلقت منتصف آذار (مارس) 2011.

وفي خطبة أخرى في شهر كانون الأول (ديسمبر) الماضي، شبه البوطي جنود الجيش السوري بأصحاب نبي الإسلام محمد، وقال: “والله لا يفصل بين هؤلاء الأبطال ومرتبة أصحاب رسول الله إلا أن يتّقوا حق الله في أنفسهم”.

وأثارت فتاوى عدة أصدرها البوطي حفيظة المتظاهرين في مدينة دير الزور، ما دعاهم إلى إحراق كتبه في جمعة أحفاد خالد. وكان أغرب فتاويه إجازته السجود على صور الرئيس السوري بشار الأسد، إذ رد على سائل يسأله عن حكم الإثم الذي لحقهم بعد إجبار الأمن لهم بالسجود على صورة بشار، بقوله: “اعتبر صورة بشار بساطًا ثم اسجد فوقه”.

ومن المواقف الشهيرة لتجاوز البوطي في حبه للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد قوله بعد وفاة ابنه باسل: “إنني أراه من هنا في الجنة، جنبًا إلى جنب مع الصديقين والأنبياء”.

من قتل البوطي ؟

يقول خريسات : قبل الدخول الى الادلة تثبت الجهة التي قتلت البوطي ، سنستعرض بعد التصريحات والفتاوى التي خرج بها البوطي خلال الأزمة السورية ، والتي كان لها أثر كبير في الصراع الدائر للعام الثالث على التوالي :

1. طلب من الشعب السوري الالتفاف حول بشار الاسد قائلا ” حتى لو كان الحاكم فاسدا فاجرا يجب ان يكون الشعب خلف الحاكم صفا واحد كالبنيان المرصوص ” .

2. نادى الى الجهاد المقدس ضد المعارضة السورية متهما من يقف مع الاخيرة بـ ” انهم ليسوا شعبا ثائرا بل تنظيم قاعدة “.

3. أفتى بتدمير المساجد اذا وجد بها من وصفهم بـ “مرتدون مشركون مرتزقة ” ، في اشارة الى الجيش السوري الحر ، نتج عن هذه الفتوى – حسب مصادر المعارضة – تدمير “912 ” مسجدا قتل بها وهم تحت المحراب “3556” مصليا بتهمة انهم مرتدون عن الاسلام .

4. قال إن الجيش النظامي فرض عليه تدمير المساجد لتحصن الارهابين فيها ، متهما المعارضة المسلحة بتدمير عدد كبير من المساجد قائلا : ” اليس الذي بنى هذه المساجد ” الأسدين ” ، – يقصد حافظ الأسد وبشار الأسد – ، فكيف بالله عليكم يهدمها النظام ” ، واشار الى جامع الامويين في حلب الذي اتهمت المعارضة بتدميره. وقال مخاطبا الجيش النظامي: انه «يبشر» الجنود بـ»ما وعد الله به من جنات النعيم». ومن الانتقادات التي وجهت اليه من رجال دين وسياسيين انه شبّه مقاتلي الجيش السوري بأصحاب نبي الإسلام محمد (صلى الله عليه وسلم). وقال: «والله لا يفصل بين هؤلاء الأبطال و مرتبة أصحاب رسول الله إلا أن يتّقوا حق الله في أنفسهم».

ولم تعرف للبوطي علاقة طيبة مع «الاخوان المسلمين»:-، اذ انه انحاز الى موقف الحكومة السورية خلال الصراع في الثمانينات. واثار كتابه «الجهاد في الاسلام» الصادر العام 1993 جدلا مع اسلاميين، اضيف الى جدل اكبر لدى حديثه عن رؤية باسل نجل الرئيس الراحل حافظ الاسد في الجنة، خلال كلمة القاها في تشييعه العام 1994. وعرض عليه مرات ان يصبح مفتيا لسورية، غير انه كان يفضل ان يبقى في موقع العلامة الديني. وعرف انه كان يلتقي الرئيس حافظ الاسد بشكل دوري، الامر الذي استمر في عهد الرئيس بشار الاسد. ومنذ اندلاع الاحتجاجات في سورية في بداية 2011، انتقد البوطي الحراك الشعبي باعتباره يرمي الى «اثارة الفتن والفوضى». وساهم في تأسيس «اتحاد علماء بلاد الشام» والتقى الاسد وقتذاك في نيسان (ابريل) الماضي.

5. تحول البوطي – حسب وصف المعارضة السورية – الى وزير دفاع عندما اعلن التعبئة العامة في صفوف الجيش السوري ، حيث اشار الجيش الحر الى ان هذا التصرف من البوطي جاء بعد ان فقدت الحكومة السورية وسائل الاقناع كي يقاتل الجندي اهله وذويه بدعوة الاحتياط ، حسب تصريحات عدة لقادة المعارضة السورية .

6. افتى بقتل الثوار بحجة ” بيع الوطن السوري الى الاجنبي ” ، فهم بنظره خونة .

7. أكد احد القادة العسكريين في الجيش السوري الحر ” ان البوطي طلب من الشعب السوري في بداية الثورة واهالي جسر الشغور تحديدا العودة من مخيمات اللاجئين في تركيا ، فصدقه قسم منهم يقدر ب 300 ، وتعهد لهم بحسن الاستقبال والامن والامان وما ان عاد هؤلاء حتى انهالت على الرجال والشباب النيران بعد ان تم عزلهم عن النساء اما النساء فتعرضن للاغتصاب الجماعي امام الاطفال ثم القتل بعد ذلك ” ، حسب تصريحات قادة المعارضة .

نعود للسؤال الأساسي : من قتل البوطي ؟

على ضوء ما سبق :- تباينت الآراء والتحليلات حول الجهة التي تقف خلف مقتل البوطي ، فقد أفادت مصادر سورية ان الذي قتل البوطي هم : اما جبهة النصرة او الجيش الحر ، بسبب مواقفه المناهضة للثورة السورية ، وتأييده لنظام الحكم في سوريا .

ولكن التحليل المنطقي يقول : ان الذي قتل البوطي هو مدير إدارة المخابرات العامة السورية اللواء علي مملوك بتوجيه مباشر من رئيس الجمهورية السورية بشار الاسد.

على ماذا استندت التحليلات التي تفيد بأن الحكومة السورية تقف وراء مقتل الشيخ البوطي ؟ ..

الجواب:- قبل 22 يوما انتاب البوطي نوع من الندم فقدم للرئيس السوري مبادرة أسماها ” إستتابة ” ، أي اراد من الشباب المنخرطين في الثورة ان يعودوا الى رشدهم والقاء السلاح ، حيث طلب من الاسد ان يساعده في ذلك .

ولكنه كان دائم الانتقاد للقوة المفرطة التي تستخدمها القوات الحكومية في مواجهة المعارضة المسلحة ، حيث طلب اكثر من مرة من القادة العسكريين والسياسيين ومن الرئيس السوري بشار الأسد ان يتم تخفيف حدة ” الدمار ” والآلة العسكرية في المدن ، وبالتالي فإن انتقاداته لم تكن لترضي ” صقور ” الحكومة السورية ، ومن أجل ذلك ، فإن مقتل البوطي جاء بعد انتقاداته التي وصفت باللاذعة لحجم الدمار الحاصل على ايدي القوات الحكومية .

عملية قتل البوطي بالمسجد لم تكن نتاج عملية انتحارية

العنوان الفرعي أعلاه ، سببه أن حجم العبوة التي قتل فيها البوطي لا عن 15 كغم على اقل تقدير ، وقد وضعت داخل المسجد من قبل جهاز المخابرات العامة حيث زرعت بالقرب من مكان جلوس البوطي ، وهي معلومة تنفي بالمطلق أن يكون وراء التفجير عمل انتحاري ، فالانتحاري لا يستطيع ان يحمل اكثر من 4كغم وحجم الدمار يدل بوضوح ان العبوة كبيرة جدا وان المكان الذي خرجت منه هو ” الأرض ” ولم يكن شخصا متحزما بقنبلة وفق ما تفرضه العلوم المتخصصة في هذا المجال .

لنفرض جدلا:- ان الجيش الحر وجبهة النصرة التي تدين بالعداء الشديد الى كل من ” محمد سعيد البوطي و المفتي السوري احمد بدر الدين حسون ” على المواقف ” المتحيزة ” بحق الثورة السورية ، قد زرعت العبوة ، فكيف تسنى للإنتحاري الوصول إلى الرجل مع أن كل من يدخل المربع الأمني الذي يتواجد فيه المسجد يعج بالعسكريين والأمنيين

لأن التفجير وقع في داخل المربع الأمني – المحصن جدا – ، وبالتالي يستحيل وصول الشخص الذي يحمل العبوة الناسفة الى مكان التفجير دون اكتشافه – الا ان كان مصرحا له بالدخول من الاجهزة الأمنية السورية .

ويقول منطق الأشياء ان مقتل البوطي يمكن الاستدلال على انه من صنع المخابرات السورية ، بالرجوع الى حادثة التفجير الي حصلت في مقر المخابرات وراح ضحيتها ما يزيد عن 40 قتيلا .

مثال على تلفيق النظام لواقعة مشابهة

ما هي الاخطاء التي وقع فيها جهاز المخابرات عند ” تنفيذه ” لعملية التفجير في مقره ؟

o الخطأ رقم 1 :- ادعت المخابرات ان الانفجار نفذه انتحاري بسيارة وضعت امام المدخل الرئيسي ، مع العلم انه ممنوع الدخول والخروج من الطريق الواصل الى المقر وعلى مسافة 2 كلم .

o الخطأ رقم 2 :- الانفجار من الخارج حدث بالسيارة المفخخة حسب رواية المخابرات لكن صور الانفجار اثبتت ان الدمار والجثث كانت متجهة للخارج ، وهذا لا يحدث مطلقا الا بعبوة او عبوات من الداخل .

o الخطأ رقم 3 :- هناك 8 فتحات خرج الدمار فيها الى الخارج وهذا يدل ان هناك 8 حشوات الصقت بجدار الغرف وانفجرت معا فلماذا خرج الدمار للخارج ولم يدخل للداخل .

o الخطأ رقم 4 :- لكن الشئ الذي نسف العملية كاملة وجود جثتين متعفنتين بعد 4 دقائق من الانفجار وهذا يدل على ان الجثث ميتة منذ زمن بعيد .

ملاحظة : كافة النقاط الواردة اعترف بها المنشقون عن الجيش النظامي فيما بعد ، وقد صدقها الشيخ البوطي وهاجم المعارضة هجوما شرسا وحملها وزر التفجير واتهمها بالعمالة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: