مقالات وآراء

قرارت القمة رغبة اسرائيلية بلسان عربي

في احدى توصيات القمة العربية في الدوحة، كلام عن حق الدول العربية في تسليح الشعب السوري دفاعا عن النفس، والنخوة العربية المفاجئة، لا يمكن فهمه الا في اطار النخوة بموافقة غربية وامريكية واسرائيلية.

تزويد المعارضة السورية بالسلاح من جانب الدول العربية، ليس الا دليلا على ان كل المخطط تجاه سورية، يقوم على تدمير البلد والشعب واشعال نار الاقتتال بين كل مكونات الشعب السوري، ولو كان العرب يريدون ببعضهم البعض خيرا وينتخون كرامة للقتلى والجرحى لشهدنا ذات النخوة في تواقيت ومواقع اخرى.

فلسطين تحت الاحتلال، وعبر انتفاضتين، ومقاومة متواصلة، لم نسمع خلالها عن قرار عربي واحد بتزويد الشعب الفلسطيني بالسلاح، لا علنا ولا سرا، لا تهريبا ولا مباشرة، بل ان كل اشكال الدعم الاخرى غابت عن الفلسطينيين، الذين يعانون تحت الاحتلال، وعوقب كل عربي حاول تهريب رصاصة، او حتى التطوع مع الفلسطينيين، او دفع قرشا لتنظيم مقاوم في فلسطين.

لبنان ايضا خاضت حرب مقاومة، فلم نسمع عن قرار عربي لدعم المقاومة اللبنانية بكل الوانها وتشكيلاتها الدينية والقومية واليسارية، عسكريا، ولم نقرأ توصية في حروب لبنان مع اسرائيل، او عبر عمليات المقاومة على شكل مجموعات او فرديا، اي توصية من اجل ايصال السلاح الى لبنان، او الى المقاومة او حتى الجيش اللبناني باعتباره مؤسسة رسمية، وغابت التوصيات البطولية عن لبنان الدولة والتنظيمات، فلا سلاح ولا مال ولا رصاص، بل ان عواصم عربية كانت تتمنى للمقاومة اللبنانية ان تحترق ولا يبقى منها احد.

هذان نموذجان لشعبين عربيين تحت الذبح، والطرف الاخر هو اسرائيل، والعرب ابدعوا باصدار البيانات لصالح الشعبين، ولم يجرؤ احد على تهريب رصاصة لاحد الشعبين، والسبب معروف، اذا ان اسرائيل ومن خلفها في الجهة الثانية تجعل هذا من المحرمات والخطوط الحمراء.

ماذا تقول اذن التوصية الشجاعة التي استجدت فجأة على نفسيات العرب ووجدانهم، عبر التوصية بايصال السلاح الى السوريين، وهل يحق لنا هنا ان نسأل مجرد سؤال حول موقع اسرائيل في هذه المعادلة قياسا على المعادلتين السابقيتن.

بالتأكيد.. ان الجواب يقول ولو من باب المقارنة ان اسرائيل تبارك ايصال السلاح للسوريين، وتمنح ضوءا اخضر لهكذا توصية، وليس ادل على ذلك من جرأة العرب لاول مرة بالحديث عن سلاح لشعب عربي تحت الذبح، لكن ذات السلاح لا يتم توفيره لشعبين عربيين عانيا من الاحتلال الاسرائيلي.

كل القصة واضحة، فالثورة السورية بدأت شعبية، وما لبث ان دخلت عليها عواصم العالم واجهزتها الامنية، وباتت سورية مسرحا يلخص الصراع الاقليمي والعالمي، وملعبا لكل اطراف، والشجاعة المستجدة في ايصال السلاح، يراد منها اشعال الحرب الداخلية فوق اشتعالها، وتدمير سورية فوق دمارها، وتزويد السوريين بوسائل موتهم.

تأتي الاسئلة ايضا حول قدرة العرب على ايصال السلاح فعليا الى السوريين لان عبوره لا بد ان يتم عبر دول الجوار، تركيا ولبنان والاردن والعراق، واذا كان لبنان ليس ممرا سهلا لتعقيدات المشهد اللبناني ووجود حلفاء لدمشق في لبنان، والاردن يريد ان ينأى بنفسه عن المشهد قدر الامكان، والعراق متحالف سرا وعلنا مع دمشق، فان المعبر الوحيد المتبقي هو تركيا، وهي هنا قد تتحول الى وكيل لايصال السلاح نيابة عن دول عربية عديدة.

الشجاعة المستجدة والتوصية بايصال السلاح الى السوريين، لم نشهد مثلهما خلال ذبح الفلسطينيين واللبنانيين، لان العرب لا يجرؤون على اغضاب اسرائيل، فيما التوصية الاخيرة تقول انها لم تأت الا وقد باركتها اسرائيل ذاتها التي ستحقق عبر التوصية والتنفيذ اكبر امانيها، اي تدمير سورية من الداخل عبر مزيد من الحطب في موقد هذا الحريق الاكبر.
التوصية باختصار.. اسرائيلية بلسان عربي مبين.جفرا نيوز – ماهر ابو طير ـ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: