هولاند بالرباط: تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع المغرب
وصل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى الدار البيضاء في زيارة دولة الى المغرب تهدف الى توطيد العلاقات السياسية والاقتصادية مع الشريك الأول خارج الاتحاد الأوروبي.
ويلتقي هولاند الملك محمد السادس في الدار البيضاء ثم يجري محادثات مع رئيس الوزراء عبد الاله بنكيران في الرباط قبل ان يلقي خطابا مرتقبا امام البرلمان.
وتحمل الزيارة طابعا سياسيا واقتصاديا بالدرجة الأولى، حيث يرافق هولاند تسعة من وزراء حكومته وحوالي ستين من مديري الشركات الفرنسية.
وأكدت صحيفة “لوبنيون” المغربية أن زيارة هولاند ستمنح دفعة كبيرة للعلاقات الفرنسية-المغربية في كافة المجالات و”تعطي للشراكة الاستراتيجية المتميزة بين الرباط وباريس مدلولها الحقيقي ومعناها العميق”.
وأشارت في افتتاحيتها الأربعاء أن فرنسا لم تكف يوما عن التأكيد على دعمها للمبادرة المغربية المتعلقة بالحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية في إطار الوحدة الترابية للمغرب.
وأضافت الصحيفة أن هذا “الدعم المقدم من فرنسا للمغرب يعزز مكانة بلادنا وموقعها. ويعكس إرادة القوى الكبرى في ترسيخ مقترح الحكم الذاتي الذي قدمته المملكة ووضع حد للتوتر الذي يمس بالسلم والأمن في المنطقة والذي يعرضها لمخاطر متزايدة بسبب التهديدات الإرهابية”.
ويتميز اليوم الأول للزيارة بتوقيع ما يقرب من ثلاثين اتفاقا خاصة في مجال النقل (السكك الحديدية والترامواي والمترو والخط الفائق السرعة) إضافة الى اتفاقيات في مجال الصناعة الغذائية ومعالجة المياه والطاقات المتجددة.
وسيدشن الرئيس الفرنسي محطة تطهير مياه في مديونة بضواحي الدار البيضاء، وهو مشروع انجزته شركة ليدك (ليونيز دي زو في الدار البيضاء، فرع جي دي اف سويز). وسيلتقي ارباب عمل فرنسيين ومغاربة.
ويفترض ان يقدم الرئيس الفرنسي أمام مديري الشركات المغربية والفرنسية، فكرة موسعة عن “الترحيل المشترك” للخدمات التي تجمع بين الشركات المغربية والفرنسية في عدة مجالات، وتساهم في خلق فرص عمل لفائدة الطرفين.
وتفيد ارقام الاليزيه ان حوالى 750 شركة فرنسية تعمل في المغرب منها 36 من الاربعين شركة مسجلة في كاك40 (أكبر مؤشر في بورصة باريس). وهي توظف ما بين ثمانين الى مئة الف شخص.
وأوضحت يومية “ليكونوميست” المغربية أن التعاون بين المغرب وفرنسا يمكن أن يصير ملموسا وملحوظا عند الناس. و”ليس عبارة عن صور رسمية متشابهة”، موضحة أنه من خلال مشاريع التراموي والمصانع. من قبيل مصنع “رينو”، يمكن للمغاربة أن يلمسوا بشكل جلي ما يمكن إنجازه من طرف بلدين متفاهمين.
وأضافت الصحيفة أن النجاح على الأرض يفرض نفسه. مضيفة أن رجال الأعمال. شأنهم في ذلك شأن المواطنين. يؤمنون بالحقائق الملموسة. متوقفة عند اللقاء بين أرباب المقاولات في البلدين. الذي عقد ثلاث مرات في سنة واحدة. والذي أكد أن الشراكة بين البلدين يمكن أن تكون مستدامة.
وبعد زيارته الخميس لمسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء، سينتقل هولاند الى العاصمة الرباط لإجراء مباحثات مع عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة المغربية، قبل ان يلقي خطابا مرتقبا في البرلمان المغربي.
وقال احد المقربين منه “انه سيستغل تلك المنصة للتعبير عن رايه بشان قضايا الساعة الكبرى” مثل سوريا ومالي والربيع العربي وعملية السلام في الشرق الاوسط.
ويتوقع ايضا ان يقول الرئيس انه “اخذ علما بان المغرب وجد طريقه وانه يسير على الدرب السليم في حين يفتح الربيع العربي الكثير من الامكانيات وفي الوقت نفسه الكثير من المخاطر”.
كما سيؤكد “رغبة فرنسا في مواكبة (المغرب) على هذا الطريق”.
ويفترض ان ينوه بموقف المغرب من قضية مالي حيث اكدت باريس ان “الملك محمد السادس اتخذ مواقف واضحة جدا مساندة للتدخل الفرنسي ودافع عنه امام نظرائه” في القمة الاسلامية بالقاهرة في السادس من شباط/فبراير الماضي.
وبشان الصحراء الغربية التي يتنازع عليها المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر منذ 1975، يظل موقف فرنسا ثابتا: باريس تدعم خطة الحكم الذاتي المغربية لانها “قاعدة جدية وذات مصداقية” للمناقشة وتعول على “حل تفاوضي في اطار الامم المتحدة”.