مفهوم أمير قطر للديموقراطية..اسرق السلطة من أبوك
أولاً وقبل أي ذكر روائي و تحليل لدمقراطية حمد المزعومة التي تترجم اليوم في سوريا في أحكام الذبح الميدانية و القتل و التدمير , نلفت عنايتكم إلى أن نتيجة الإنقلاب كانت أنه في مقابل الحصول على ضمانات امريكية بدعم الحكم الحالي سياسيا و عسكريا من خلال الوجود العسكري الامريكي في قطر فقد عرض الحاكم الحالي للمشيخة تطبيع علاقته باسرائيل وفتح انابيب الغاز القطري على مصاريعها لاضائة اوروبا وتحويل الوجود العسكري الامريكي في قطر الى وجود دائم يفوق عدده وامكاناته الوجود الأمريكي في القواعد الأمريكية في البحرين . وفقا لتقرير نشرته جريدة وول ستريت جورنال فان مدرج مطار قاعدة العديد الامريكية الجوية في قطر يعتبر الاطول في جميع مطارات الشرق الاوسط اذا يبلغ طوله 4500 مترا وحظائر الطائرات فيه ترتفع عالية كالجبال وقد بلغت تكلفة بناء هذا المطار اكثر من مليار دولار رغم ان قطر لا تمتلك اكثر من 12 طائرة حربية . لكن القاعدة تعج بثلاثة آلاف عسكري أميركي ، قاموا خلال الثمانية أشهر الأخيرة بإرسال المقاتلات الجوية ، والدبابات المحمولة جوا، وطائرات التجسس ، من هذا المكان إلى أفغانستان و العراق . يبقى السؤال الملح وهو : الى متى سيبقى الدعم الامريكي لحكام مشيخة قطر قائما بخاصة في ظل انتهاك حقوق الانسان الذي يمارس يوميا في المشيخة وفي ظل وجود علاقات مشبوهة بين حكام المشيخة وجهات متطرفة تعتبرها الولايات المتحدة ارهابية والى متى ستحافظ المشيخة على استقرارها الداخلي بخاصة وان الامير يعاني من فشل كلوي .
في أثناء سفره الأمير الوالد قرر كبار الأسرة عزلة و تعيين الشيخ حمد إبنه الأكبر أميراً على قطر , كان الإنقلاب أبيض و تم بهدوء و لم تطلق رصاصة واحدة نظراً لإجتماع الأسرة على تعيين الشيخ حمد و حاجتها لقيادات شابه.غضب الشيخ خليفة و مع الأسف الشديد فإن بعض الدول الخليجية لم يحترموا الرغبة القطرية و بدأو يحرضون الشيخ خليفة على إسترداد الحكم و وعدوه بالدعم و المساندة مع أن هذا شأن داخلي قطري و قد فشلت جميع المحاولات الإنقلابية التي تمت بترتيب و دعم من جهاز إستخبارات دولة خليجية جارة.
رتب كبار الأسرة و المسؤولين إجتماعاً مع الشيخ خليفة و أقنعوه بأن ما قاموا به هو في الصالح العام لقطر و شعب قطر و أن بعض المسؤولين في الدول الخليجية لن ينفعوه بتحريضهم,أقر الشيخ خليفة بأن ظروفه الصحية لا تؤهله لقيادة البلاد,أقر الشيخ خليفه بأن الحاشية التي حوله و مستشارينه من العقول التقليدية القديمة و لا تتناسب مع متطلبات الزمن.
عاد الأمير الوالد إلى قطر عام 2004 و منذ ذلك التاريخ وهو يعيش في قطر و يسمى رسمياً بالأمير الوالد,يعتبر الشيخ خليفة في قطر رمزاً وطنياً و يستقبل الوفود و يفتتح المشاريع و بروتوكولياً الجميع يسير خلفه بما فيهم أمير البلاد,الشيخ خليفة مستقر في قطر و يسافر للعلاج في الخارج و يعود لقطر بين فترة و الثانية.
في التفاصيل بدأت الحكاية في يوم الثلاثاء الموافق 27 يونيو عام 1995 , كان الشيخ خليفة قد غادر قطر الى اوروبا في رحلة استجمام كعادة شيوخ الخليج الذين يهربون من حر الصيف الى برودة اوروبا ولم يكن الشيخ خليفة يعلم ان حفل الوداع الذي اجري له في مطار الدوحة كان الاخير وان الابن حمد الذي قبل يد والده امام عدسات التلفزيون كان قد انتهى من وضع خطته للإطاحة بابيه واستلام الحكم . في صبيحة يوم الثلاثاء قطع تلفزيون قطر إرساله لاعلان البيان رقم واحد وعرض التلفزيون صورا لوجهاء المشيخة وهم يقدمون البيعة للشيخ حمد خلفا لابيه وقيل فيما بعد ان المشاهد التي عرضت دون صوت كانت ممنتجة ومزورة وقالت مصادر مقربة من الشيخ خليفة ان ابنه حمد وجه الدعوة الى وجهاء المشيخة وقام التلفزيون بتصويرهم وهم يسلمون عليه دون ان يكونوا على علم بما يجري وهو الذي دفع مجلة روزاليوسف المصرية الى وصف الانقلاب بانه انقلاب تلفزيوني . تمخض الانقلاب عن اعتقال 36 شخصا من المقربين للشيخ الأب خليفة وتم الزج بهم في سجن بوهامور .
الشيخة موزة وفقا لما تقوله مصادر قطرية مطلعة كانت عراب هذه الانقلابات في الأسرة الحاكمة وقد نفذتها اعتمادا على رأس حربة من أبناء العائلة نفسها ونقصد بها الشيخ حمد بن جبر آل ثاني وزير الخارجية واذا كان الانقلاب التلفزيوني في قطر قد نجح في ايصال الشيخ حمد الى حكم المشيخة الا ان رفض الاب خليفة القبول بالأمر الواقع ودعمه لعملية الانقلاب الفاشلة كشف النقاب عن الكثير من اسرار الحكم في مشيخة قطر وعن علاقاتها الدولية والاقليمية . فقد تبين ان عائدات النفط تذهب بالكامل الى حساب شخصي باسم الامير , حوالي عشرة مليارات دولار , وان اقل من 20% من هذا الدخل يصرف على سكان المشيخة والاجهزة الخدماتية فيها وتبين ايضا ان للامير حصة معلومة في جميع الشركات والمؤسسات العاملة في المشيخة وان جميع رشاوى وعمولات صفقات العلاج والسلاح وخلافه تذهب الى الامير واولاده . هذه الاسرار خرجت الى العلن بعد ان قام الابن بالطلب رسميا من البنوك السويسرية بالحجر على اموال ابيه على اعتبار انها تعود للمشيخة وتم حل المشكلة وراء الابواب المغلقة وبوساطات عربية بعد تعهد الاب بالامتناع عن القيام بأية تحركات مريبة او الاتصال بمؤيديه في الداخل وموافقته على تسليم كبار معاونيه ممن كانوا انذاك يقيمون في هيلتون ابو ظبي .
الجريدة