مقالات وآراء

الحرب الباردة

بعد ثورة يناير التي حكي عنها العالم اجمع برقيها وبتماسك المصريين وتكاتفهم رجل امرأة مسلم مسيحي كلا منهم خرج ليؤدي دوره نحو الوطن وجميعهم علي استعداد تام للتضحية وعلي تأهب للاستشهاد فداء مصر لم نسمع وقتها صوتا غير صوت التماسك والوحدة فكانت خلفيه وانعكاسا رائع جميل بهر العالم بتنظيمه وصلابته نتيجة التماسك لجموع المصريين ولم نسمع عن تقسيم المصريين ولا تشكيك ولا تخوين حتى تم الاطاحة بالنظام وانتهت الحرب علي الظلم والفساد بعد فقدان خيرة الشباب المصري الذين ضحوا بأرواحهم لكي يحيا الباقين بحريه وكرامة وعدالة اجتماعية.
واستمر الشد والجذب وطيلة عام كامل وجاءت الانتخابات لتعلن عن اول رئيس مدني منتخب وتبدل بعدها كل شيء تبدل الحب بالكره والأمان بالخوف والوحدة بالانقسام والسلم وبدأت الحرب الباردة وكان الثورة اخرجت اسوا ما فينا بعدما ما كان الكل يتضامن معنا اصبحت المشكلة الكبري هي كلمة مصري التي بعدما ظلت علي مر العصور والأزمنة كلمة واحدة اصبحت مفتتة ومقسمة لعدة تصنيفات مصري علماني مصري ليبرالي مصري اخواني مصري سلفي وهلم جرة ناهيك عن حالة الكرة والبغضاء والتخوين والتضليل وكأن ثورتنا جاءت لتقسيمنا بدلا من ان تجميعنا اصبحنا نتعامل بمبدأ من ليس معي فهو ضدي ومن يختلف معي في الرأي فهو عدوي اصبحنا نكره اكثر ما نحب نحقد اكثر ما نتمنى الخير للآخرين افتقدنا روح الفريق والعمل الجماعي.

مصري علماني .. اخواني سلفي .. حالة من البغضاء والتخوين
اصبح مبدأ افشال الاخر هو سيد الموقف وراية الكراهية هي العليا
نتعامل بمبدأ من ليس معي فهو ضدي ومن يختلف في الرأي عدوي
لا تضيعوا الوطن بالقيل والقال مصر تنتظر العمل وكفانا حروبا باردة
ابدا بنفسك ونفذ ما تقوله واترك الجدل ولا تلتفت لغيرك نافس وتنافس

اصبح كل منا يسعى لمصلحته الخاصة فقدنا روح التآخي والتكاتف وأصبح كلا منا شريدا في عالمه متصلبا بآرائه اصبح كل واحد فينا يحمل في قلبه البغض للأخر ويخفي وراء ظهره سكينا يطعن به من يصبح في منزلة افضل او من يحاول الوصول للنجاح اصبح الفكر السلبي مسيطرا علينا بدلا من الوصول للنجاح بالعمل اصبح مبدأ افشال الاخر هو سيد الموقف وراية الكراهية هي العليا اصبحنا جهابذة في التخطيط للسوء ونسينا انه في التجمع قوه وفي التفرق ضعف لذلك انشغلنا بالمصالح الشخصية ونسينا الهدف الاسمي الاهم مصر تركنا الاصل وانشغلنا بالجدل العقيم والثرثرة الفارغة.
اعلنا الحرب الباردة علي انفسنا والتي هي اعلان عن حرب حقيقته وقنابل موقوتة لا تبقي علي اخضر ولا يابس هل فكرنا يوما بالعمل هل انشغل كلا منا بحاله هل بعد كلا منا عن النظر لغيره هل توقف كلا منا عللي اذي الاخر سواء بالفعل او بالقول هل التقي واحد فينا بابتسامة صافية وقلب نظيف ومتسامح مع الاخر وبعد كل هذا ننتظر ان تؤتي الثورة نتاجها كيف ؟!
كيف تؤتي ثمارها مع الفرقه والتشتت والانقسام هل رأيتم في اي مجتمع انشغل بالثرثرة والعبث الفكري تقدم او نجاح النهوض بالبلد ليس برفع الشعارات ولا بالتخوين ولا بالانقسام انما التقدم والرقي بالعمل وترك الجدل وانشغال كل منا بشأنه وبمصلحة وطنه لا تضيعوا مصر بالقيل والقال وبالمنافسة الشريفة في حب الوطن البلد لا تحتمل فرقة وشتات مصرنا لا تستاهل منا هكذا انما تنتظر منا العمل فقط كفانا حروبا باردة نعيب على الزمان والعيب فينا.
ابدا بنفسك واعمل ونفذ ما تقوله واترك الجدل ولا تلتفت لغيرك نافس وتنافس لكن بشرف ان كنت لا تستطيع فعل شيء اترك غيرك ليعمل ابني ولا تهدم حاول وان فشلت يكفيك شرف المحاوله عد لطيبتكم المعهودة لابتسامتك الصافية دون حقد او كراهية هكذا يكون المصري بني وطني.
بقلم د/ جيهان جادو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: