مقالات وآراء

الرقي بالأخلاق فرض

لقد انتشرت في هذه الاونة ظواهر بشرية غاية في الخطورة علي مجالنا الاجتماعي انتشرت ظواهر من شانها الوصول بنا الي الهاوية وتكون عاملا اساسيا من عوامل الاضمحلال والانحدار الاخلاقي والثقافي.
فهذه الاساليب والظواهر البشرية تعد من اخطر العوامل المؤثرة علي كيان اي دوله وتؤدي لانهيار محقق بسبب انتشارها وتزايدها بصفة متكررة ومستمرة فقد انتشرت هذه الاونة ظاهرة الحوار المنفرد هذا الحوار الذي لا يسمع به المحاور إلا صوت نفسه فكلمته هي العليا ومن يحاوره او يجادله باعتقاده هو المخطئ الجاهل الذي لا يفهم فكيف اعطيه فرصه لعرض فكره ورأيه انا افهم اكثر هكذا يفكر صاحب الرأي المنفرد فهو بذلك يعد خارقا للمبدأ الرئيسي للحوار والذي يقوم علي مناقشه بين اثنين او اكثر علي موضوع او فكرة ينتج عنه تبادل الاراء والوصول الي نقطة التقاء واحده او لعدة نقاط يبني عليها اهدافا في نطاق حوار متمدن راقي لكن ما نلحظه في هذه الاوقات انتشار واضح لحوار منفردا متعصبا قاسيا مؤلما كحد السيف ينتهي بمأساة درامية مفعمة بسلاسل من الشتائم والسباب والإهانة وكأن كل منا يصارع الاخر ويناحره للوصول لنتيجة واحده مؤداها ها انا ذا صوتي اعلي فحجتي اذا الأقوى ونسينا تماما ان الحوار الراقي المثمر والبناء هو ينتج من سماع الاخر والإنصات له والاستفادة من المحاور الايجابية وان الصوت العالي في غالبية الاحوال ناتج عن ضعف الحجه لكن لماذا نصل لهذا الحد من التناحر والتقاتل في الحوار ؟ هل هذا ناتج عن عوامل خارجية نتيجة ظروفنا السياسيه والاجتماعية وضغوط الحياة ام انها فطرة لدي البعض منا لماذا بعدت عنا اخلاق وثقافة الاستماع للأخر
فقد خلق الله تعالي بداخل كل واحد منا لبنة طيبه لإنسان كريم فضله عن باق مخلوقاته وان هذه الصفات السلبية المكتسبه من واقع حياتنا المرير تحتاج منا مجهود كبير للتخلص منها ولنفض الغبار عن عقول تحجرت بفعل الظواهر الصلبة الحوارية لكن لو دربنا انفسنا علي التعامل الراقي وعلي الاخلاق في التعامل والتحاور اصبح كل شيء في ميثاقه السليم ويصبح الحوار البناء هو دليل علي رقي الاخلاق فلا نقول إلا خيرا ولا نفعل إلا فرضا والفرض هنا الرقي بالأخلاق ليصبح بداخل كل منا فكرا مستنيرا واعيا ندرك به مالنا وما علينا نحمي به انفسنا من الانحدار والانزلاق لمهبة رياح الثرثرة والجدال دون فائدة عامة او خاصة.
عزيزي المنفرد بالرأي دعوة لتصحيح المفاهيم الخاطئة لا تنفرد برأيك فتخسر من حولك تعلم كيف يدار الحوار وكيف يكون راقيا ومتحضرا وغير متعصبا هكذا يكون الرقي بالأخلاق فرضا.
د/جيهان جادو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: