شؤون عربية

مهرجان يحتفل بمغربي اكتشف الولايات المتحدة

كرمت مدينة أزمور المغربية، السبت، واحداً من أبنائها، وهو مصطفى الأزموري، مكتشف سواحل ما يعرف اليوم بالولايات المتحدة الأميركية في ثلاثينات القرن السادس عشر، والتي لم يكن المستكشفون الأوربيون قد وصلوها في تلك المرحلة.

وفي إطار فعاليات مهرجان جداريات أزمور الموسوم بـ”رومب-آرت (Remp’Arts)، والمقام من 17 إلى 19 مايو/أيار الجاري، نظمت السبت 18 مايو بالمركز الثقافي عبدالله العروي بأزمور ندوة “إستبانيكو، استكشافات وتلاقي الشرق والغرب”، تناولت شخص وحياة الأزموري، أو إستبانيكو حسب التسمية التي يطلقها عليه الإسبان.

وإذا كان لإستبانيكو اليوم تمثال بأميركا إلى جانب كبار المستكشفين، فإن المغاربة يعرفون عنه القليل، أو لا يعرفون بالأحرى شيئاً عن هذا الأزموري الذي ملأ اسمه الدنيا، كما يقول منظمو المهرجان، ولأجل ذلك سعوا إلى إماطة اللثام عن صفحات مجهولة من تاريخ هذا البطل.

شعيب حليفي، الكاتب والناقد وصاحب كتابات عدة في أدب الرحلة، صرح لـ “العربية.نت”، على هامش الندوة، أن مصطفى الأزموري عاش في عهد الدولة السعدية، وأن اسمه برز مع الاحتلال البرتغالي لمدينة أزمور سنة 1513.

وأوضح حليفي أن المغرب كان يعرف في الفترة الممتدة ما بين 1520 و 1521، مجاعة قاتلة كتب عنها المؤرخون أشياء فضيعة، ومنها التراجع الكبير على مستوى القيم، إلى درجة إقدام الرجل على بيع ابنته وزوجته وابنه من أجل لقمة عيش فقط، حسب المتحدث.

وقال حليفي إنه في هذه المرحلة سيتم أسر مصطفى الأزموري وهو في السابعة عشرة من عمره، لينقل إلى إسبانيا ليباع إلى أحد النبلاء اسمه اندريس دورانتيس، الذي عمل على تعميد الأزموري وتحويل اسمه إلى استيبان أو “إستبانيكو” كاسم تصغير في الإسبانية، وسيظل صديقاً له تبعاً لحليفي، إلى غاية انخراط سيده في رحلة استكشافية.

وأشار إلى أن الملك الإسباني هو من كان دعا إلى هذه الرحلة نحو أميركا بحثاً عن الذهب والثروة، وأنها خرجت بخمس سفن محملة بـ600 فرد سنة 1527، واتخذت لها المحيط الأطلسي معبراً للانطلاق في رحلة دامت 8 شهور، لكن هذه المغامرة ستنتهي بغرق لم ينج منه إلا أربعة.

وتابع حليفي أنه كان من ضمن هؤلاء مصطفى الأزموري وسيده وكاتب وموثق الرحلة لاحقاً كابيزا دي فاكا، الذين لوحت بهم أعاصير البحر بمحاذاة لويزيانا على ساحل مالهادو/كافيستون أو سان لوي، ليتم اعتقالهم لدى إحدى القبائل لمدة سنتين، عانوا فيها الأمرين قبل أن يفروا في إبريل/نيسان 1534 في اتجاه المكسيك.

وأوضح حليفي قائلاً “رحلتهم الجديدة دامت سنتين، وتحول الأزموري خلالها إلى قائد روحاني اشتهر بمداواة أمراض السكان الأصليين، مما جعله يشتهر كقديس آتٍ من السماء، فلقبوه باسم ابن الشمس”.

وفي يوليو/تموز 1536 وصل الأزموري المكسيك لدى وكيل التاج الإسباني هناك أونطونيو مندوزا، وبقي هناك مدة سنتين، وبعد أن تخلى عنه رفاقه الثلاثة عائدين إلى إسبانيا سيقوم برحلة في فبراير/شباط 1539 صحبة الراهب ماركوس دي نيزا، وسبق الأزموري هذا الراهب بمسيرة خمسة أيام.

وكشف شعيب أن الأزموري حين وصل أمام أبواب مدينة سيبولا لدى قبيلة زوني كانت شهرته قد سبقته، وكان برفقته حوالي 300 من الأتباع والمريدين، وللتأكد من أنه إنسان يمكن أن يموت قاموا بقتله حسب بعض الروايات، فيما تقول أخرى إنه عقد معهم صفقة فأشاعوا أنه قتل.

ويرجح شعيب الرواية الثانية القائلة بلجوء الأزموري إليهم هروباً من العمل لدى الإسبان الذين قتلوا وخربوا من أجل أطماع مادية، بدليل أن قبيلة زوني القريبة من نيو ميكسيكو التي يعد مكتشفاً لها، لا تزال إلى الآن تدخله ضمن عداداتها، وتضع له تمثالاً واحتفالاً سنوياً باعتباره مستكشفاً سلمياً لهذه المنطقة إضافة إلى فلوريدا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى