أخبار

معلومات مثيرة .. اللقاء السري للسفيرة الأمريكية مع قيادات الأخوان المسلمين

لم تتوقف محاولات السفيرة الأمريكية لتحقيق الأهداف الأمريكية، ومنذ نزول الشعب المصري إلي الشوارع وسط حماية القوات المسلحة المصرية، وهي لا تترك باباً من أبواب التيار الإسلامي إلا وطرقته بحثاً عن تفجير للموقف بأي طريقة، فبعد ساعات من خطاب السيسي في حفل تخرج دفعتي البحرية والدفاع الجوي المؤجلة من قبل ثورة 30 يونيو لم تستمع آن باترسون لخطاب السيسي وكلفت طاقم مكتبها بمتابعته حيث كانت مشغولة في مجموعة من الاتصالات مع شخصيات إسلامية تصنفها باعتبارها الأكثر اعتدالاً، لكنها تلقت اتصالاً سريعاً عبر الهاتف الداخلي لمكتبها من أحد مساعديها الذي حدثها عن ضرورة الانتهاء من اتصالاتها لأن هناك جديداً قد حدث أثناء الخطاب، وعندما تلقت آن باترسون تفاصيل ما جاء في خطاب السيسي طلبت مشاهدة ذلك المقطع من الخطاب مرة ثانية وهو المقطع الذي طالب فيه الشعب بالنزول يوم الجمعة لتفويضه لمواجهة الإرهاب، كررت المشاهدة ثلاث مرات قبل أن تبدأ في إجراء مكالمة واحدة فقط خصت بها أحد الدبلوماسيين الأمريكان بالقنصلية الأمريكية بالإسكندرية حيث طلبت منه ترتيب لقاء عاجل اليوم بعد منتصف الليل بالإسكندرية ثم شرعت بعد ذلك في عدد من الاتصالات المكثفة مع الإدارة الأمريكية وكانت من المرات القليلة التي تتحدث فيها آن باترسون مباشرة إلي الرئيس الأمريكي أوباما متجاوزة وزير الخارجية في مكالمة استمرت إحدي عشرة دقيقة قبل أن تطلب من طاقم مكتبها إعداد رحلتها إلي الإسكندرية بأكبر قدر ممكن من السرية واستثمرت ما تبقي من الوقت في عدد من الاتصالات مع شخصيات إسلامية شملت دكتور سليم العوا وعبد المنعم أبو الفتوح وهشام قنديل بينما رفضت استقبال مكالمتين من أيمن نور وسعد الدين إبراهيم قبل أن تنطلق من القاهرة إلي الإسكندرية لمقابلة ياسر برهامي عند الواحدة صباحا في مقابلة سريعة رغم كل تلك الترتيبات إذ لم تستمر أكثر من أربعين دقيقة جاءت كلماتها خلالها حادة وبلغة إملائية تماما دون أي مجاملات دبلوماسية.
أوضحت آن باترسون لياسر برهامي أنها لم تشأ التواصل مع قيادات حزب «النور» والدخول في مهاترات وانتظار نتائج الاتصالات التي يجرونها لكنها قررت أن تتحدث له مباشرة وعليه بعد ذلك أن يحزم أمر التيار السلفي دون أي حديث عن آراء أخري وصفتها بأنها تأتي من قبيل المحافظة علي «فرصتكم عند الجيش» ولهذا فإنها جاءت مباشرة بشدة حيث أوضحت له أن هناك الكثير من العمل ينتظره ولن يجدي في تلك المرحلة الحفاظ علي أي علاقات أو فرص لدي الجيش وأنها تدرك أن الكثير من السلفيين يفضلون أن يكون الرئيس القادم هو عبد المنعم أبو الفتوح لكنها تحدثت معه كثيراً من قبل ووفقا للأحداث الآن فإنها تعتبره قد تبرع بحرق نفسه تماما هو وحزبه لكنها رجحت وبصورة قاطعة أن سليم العوا هو من سيحصل علي الدعم الأمريكي ويجب أن يحصل علي دعم التيار السلفي في أي انتخابات قادمة إذا أوفي الجنرالات بوعودهم عن الانتخابات القادمة.
ودون أن تترك آن باترسون أية فرصة لياسر برهامي للحديث له أكدت له أنه إذا كان يظن أن السلفيين ستكون لهم فرصة أخري في مصر فهو واهم وأنهم في الولايات المتحدة يدركون أن الجيش بعد أن يتخلص من الإخوان لن يبقي أمامهم سوي السلفيين لذلك فعليه أن يرفض علانية دعوة الجيش لنزول الجمعة بكل السبل ثم أوضحت له عندما حاول أن يتناقش معها بأن الوقت لن يسمح بالمناقشات الطويلة التي اعتدتم عليها وأنها ستنتظر موقفا حاسما من السلفيين وحزب «النور» قبل مظاهرات الجمعة لأن الأمر قد أصبح يمس بصورة واضحة الإدارة الأمريكية وقبل أن توضح له أنه إذا سقطت الإدارة الأمريكية أو رحل الرئيس الأمريكي وحل مكانه رئيس جمهوري فإن الكثير من الملفات ستتسرب كالعادة إلي الصحافة الأمريكية ثم إلي الإعلام المصري وأن كثيراً من هذه الملفات قد يمس أشخاصاً عديدين في التيار السلفي المصري يأتي هو علي رأسهم.
وفي سياق متصل التقت قيادات التنظيم الدولي للإخوان في بازل بسويسرا لوضع أفضل الطرق للإبقاء علي جماعة الإخوان علي قيد الحياة، وخرج الاجتماع الذي استمر لثلاثة أيام بعدة توصيات حملت عنوان «الإحياء الثالث» شملت توجيهات تنظيمية دقيقة وصلت حتى إلي طريقة تبادل المعلومات ووضعت خطة تمكنها من إعادة الإخوان للمشهد السياسي تحت مسميات أخري لتختار التضحية بالاسم الذي ظل لعقود عنواناً للجماعة في مقابل بقاء التنظيم علي الأرض، انتظاراً لجولة أخري من الجولات التي ينتظرون القيام بها.
وهذا هو نص التوصيات:
نظرا لما تمر به الجماعة في مصر من محنة تهدد بفقدانها لبلد المقر والمنشأ مما قد يتهددها بأكبر خطر واجهته منذ تأسيسها علي يد الإمام حسن البنا فإن قلة من ثقاة الجماعة والمحبين اجتمعوا لوضع خطة تحفظ للجماعة فرصة البقاء داخل مصر رغم المحنة الحالية واتفق ثقاة الجماعة المجتمعون في مدينة بازل خلال الأيام الماضية من الرابع من يوليو الجاري وحتى السابع منه علي مجموعة من الخطوات الواجب تنفيذها بالصيغة التنفيذية لمسئولي التنظيم والمرفقة مع التوجيه لكل مسئول حسب موقعه تفصيلاً مع هذا التوجيه العام الذي خلص ثقاتنا إلي أنه السبيل الوحيد للإبقاء علي جماعتنا علي قيد الحياة رغم المحنة وجاءت التوصيات من المجتمعين في بازل كالآتي:
إن المواجهات علي الأرض خلال الفترة القادمة انطلاقاً من ميادين العاصمة قد تحسن من شروط التفاوض مع العسكر وأجهزة الأمن المصرية فيما يخص القادة المعلومين داخل مصر لكن ذلك المستوي من المواجهة لا يهم المجتمعين إلا فيما يمكن أن يوفره من سلامة شخصية للقادة المعلومين بالضرورة للمصريين وأجهزة الأمن ولا شيء أكثر من ذلك ولهذا فإننا لا نوصي بتقديم المزيد من التمويل لتلك التحركات علي الأرض مع الاكتفاء بما يمكن للقادة المحليين من تقديمه بجهودهم الشخصية مفضلين الحفاظ علي أموال الجماعة لإعادة إحياء الجماعة.
للتعميم علي كوادرنا في الإعلام الحكومي والخاص والنشطاء من العناصر التي لم يشملها رصد أجهزة الأمن أو تحاط بالشكوك من قبل المصريين بأن يركزوا علي الحديث عن المصالحة مع قواعد الجماعة وشبابها دون القيادات ويقوموا بتبني بعض الحركات الانشقاقية عن الجماعة خلال الفترة القادمة وتقديمهم باعتبارهم منشقين عن الجماعة مع مخاطبة أجهزة الأمن لحمايتهم من بطش القيادات العليا وأدواتها.
تكليف المحبين للجماعة والمنتمين إليها من القواعد في الإعلام بتكثيف الحديث عن المصالحة مع التركيز علي فصل المحتوي الفكري لباقي الجماعة عن القيادات العليا المعلومة الآن مع إظهار أن هناك شقاقاً بينهم منذ فترة وأن كثيراً منهم رفضوا سياسات القيادات مع الحديث عن أن بعضهم رفض تنفيذ أعمال عنف أثناء أيام الثلاثين من يونيو والأيام التي تلت ذلك خوفاً علي المصريين وأنهم عرضوا أنفسهم بذلك للخطر فداء للمصريين إذا ما حاق بهم غضب قيادات الجماعة الأكثر عنفا.
قد يكون من المفيد أن تقع بعض أعمال التصفية ضد بعض من يتولي الإعلام تقديمهم باعتبارهم منشقين عن الجماعة مع إبراز إصرار جيل الوسط من الجماعة علي العودة إلي صفوف المصريين رغم المخاطر التي تتهددهم مع الحذر من تقديم هؤلاء عبر الشاشات الفضائية كـ«الجزيرة» والقنوات المحسوبة علي الجماعة.
ليس من الضروري أن تشمل أسماء الحركات المنشقة عن الجماعة في الفترة القادمة المفردات المميزة للجماعة فقد أثبتت خبرة الأيام الماضية أن أي اسم يحتوي علي المفردات «الجماعة – الإخوان» يثير الشك لذلك قد يكون من المفيد أن يتم الاقتداء بما فعله المنشقون في حركات أخري كالتيار المصري من البعد عن الأسماء الموحية بالانتساب للجماعة.
للتعميم علي المستوي «أ» دون غيره والتوجيه بعدم التوقيع أو التعميم الكتابي لأي من الأوامر التنفيذية التي يتطلبها تنفيذ التوصيات وعدم استخدام أية أوراق تحمل شعارات الجماعة أو الحزب منذ اللحظة وعدم الكتابة بخط اليد ويكون الاعتداد بنوع الورق الخاص بمخاطبات الطوارئ فقط.

صحيفة الموجز المصرية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: