دستور بالفراولة
كلمة الدستور ليست عربية الأصل ولم تذكر القواميس العربية القديمة هذه الكلمة ولهذا فإن البعض يرجح أنها كلمة فارسية الأصل دخلت اللغة العربية عن طريق اللغة التركية، ويقصد بها التأسيس أو التكوين أو النظام (من دَستور الفارسية المركبة:دست بمعنى القاعدة ووَر أي صاحب) المادة التي منها تستوحى الأنظمة والقوانين التي تسير عليها الدولة لحل القضايا بأنواعها.
وفي المبادئ العامة للقانون الدستوري يعرف الدستور على أنه مجموعة المبادئ الأساسية المنظمة لسلطات الدولة والمبينة لحقوق كل من الحكام والمحكومين فيها بدون التدخل في المعتقدات الدينية أو الفكرية، وبناء الوطن على العالمية والواضعة للأصول الرئيسية التي تنظم العلاقات بين مختلف سلطاتها العامة، أو هو موجز الإطارات التي تعمل الدولة بمقتضاها في مختلف الأمور المرتبطة بالشئون الداخلية والخارجية.
دستور بالفراولة
كان هذا تعريف بكلمة “الدستور” التي أصبحت شائعة في كل دولة ويتقاتل عليها كل فريق وطائفة وسوف تبقى هذه المشكلة أزليه ولن يكون هناك توافق أو إستقرار، وربما نجد في المستقبل عدة دساتير لكل بلد يختار منها المواطن مايناسبه من ناحية الشكل والطعم واللون فمثلا يكن هناك دستور بالفراولة وآخر بالنعناع وثالث بالمكسرات، مع طريقة الإستخدام لكل دستور وإرشادات الإستعمال والأعراض الجانبية وماذا يفعل عند العمل بأكثر من دستور، وعمل تخفيضات كل فترة لزيادة الإقبال.
الهدى والنور
هناك إله خلق السموات والأرض والإنسان هو الذي بيده الهدى والنور، وضع دستور لايتبدل أو يتغير على مدار الدهر فالدستور في الإسلام هو مجموعة القواعد والأحكام العامة الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية ، التي تنظم المبادئ الرئيسة التي يقوم عليها الحكم في الإسلام، فالدستور في الإسلام ثابت على مدى الزمن ، لا يمكن تعديله ، أو تغييره ، أو إلغاؤه بحال ؛ لأنه وحي من الله وليس لبشر أن يغير في الوحي أو يبدل أو يضيف.
فلا وربك
ومصادر الدستور تنحصر في القرآن الكريم: الذي فيه الإرشاد والدلالة على الخير كله في أمور الدنيا والآخرة كلها، والذي ضمَّنه الله الهداية والسعادة لمن اتبعه وجعله إمامه وأمامه ولم يجعله خلفه أو تابعاً لغيره، وسنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وهي التفسير العملي لما جاء في كتاب الله تعالى. وقد أوجب الله – تعالى – طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم بل علق الإيمان بتحكيم الرسول في كل شيء من شؤوننا وأقسم على ذلك بذاته العَلية فقال تعالى:
{فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّـمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65].
عندما يوضع الدستور على هذا النحو يكون إلزامه ليس قاصراً على جيل بعينه أو وطن بذاته، بل يمتد ليشمل كل جيل قادم ولكل إنسان على وجه الأرض.
أقول ذلك بعد أن بعد أن نشر مقال سابق جاء من خلال سياقه أنني أرضى بدستور يخالف شرع الخالق أو يتماشى مع قوانين العلمانية حاشى لله وأنا برئ مما يخالف ما جاء في كتاب الله أو سنة المصطفى فهذا فيه كل الخير والنور وفيه حل كل المشاكل والأزمات التي يعيشها أي مجتمع ونجاة مما تعيشة أوطاننا الآن.