محميات جهادية في سيناء
هاجمت مجموعة جهادية في سيناء حافلتين في 19 اوكست 2013 شمالي شبه جزيرة سيناء وقتلوا 24 عنصرا من مجندي معسكر الأمن المركزي في رفح المحاذية لقطاع غزة، وكانت ردود فعلها تمثل صدمة وفاجعة للشعب المصري واهالي الضحايا . ألعملية تعتبر أعلان حرب ضد الحكومة المصرية ودخول مرحلة جديدة لتبرهن تحالف القاعدة والتنظمات الجهادية مع الاخوان . هذا التحالف جاء في اعقاب رسالة الظواهري زعيم القاعدة ف أعقاب عزل مرسي وثورة 30 يونيو 2013 .
ووفقا لما نشرته صحيفة هارتس HAARETZ الاسرائيلية يوم 20 اوكست 2013 فهنالك في سيناء ما لا يقل عن 15 مجموعة جهادية متشددةً تمارس نشاطاتها , بما فيها المجموعة المسؤولة عن اغتيال 25 من افراد الشرطة المصرية . التقديرات حول عدد عناصر تلك المجموعات تتراوح ما بين بضع المئات وبضعة الالاف . واضافت بان هناك اربع مجموعات جهادية الأكثر بروزاً في سيناء وهي أنصار بيت المقدس، ومجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس، والتكفير والهجرة، وجيش الإسلام المنحدر أصلاً من قطاع غزة .
أما صحيفة الديلى تيلغراف الصادرة بالانكليزية في 20 أوكست 2013 فقد كشفت بأن إسرائيل نشرت المئات من عملاء الاستخبارات على حدودها الجنوبية مع مصر، لمكافحة التهديدات المتزايدة جراء الهجمات التى تشنها الجماعات الجهادية فى سيناء . ووفقاً لمصادر إسرائيلية، فإن “شين بيت”، جهاز الأمن الداخلى الإسرائيلى، وضع الوكلاء ضمن شبكة واسعة تتبع أنشطة ما لا يقل عن 15 من الجماعات السلفية المختلفة(..).
الموقف الاميركي والاوربي
اعتمد التنظيم مبدا ” الجهاد ” واعتمد شعار الكرة الارضية وألشهادة وسيفين والراية السوداء ، عولمته عولمته /القاعدية التي لا تتحدد بحدود جغرافية . التنظيم ممكن اعتباره من التنظيمات المتشددة جدا. أن تنظيم جيش الاسلام يختلف في تركيبته على العامل العائلي او القبلي ليضم عائلة الدغامشة ، هذه الميزة قد لاتوجد عند بقية التنظيمات ، فهي ممكن ان تمنح التنظيم تماسكا أكثر وتجانسا رغم اختلاف الولاء العقائدي لمقاتليه ، وما يعزز ذلك هو خبرة وتجارب الدغامشة الحرفية المهنية الامنية في الامن الوقائي سابقا وحصولهم على تدريبات عسكرية قتالية عالية.
هذه العوامل جعلت الدغامشة تعتمد على نوعية التنظيم اكثر من الحجم . وقد منحته عملية اختطاف الجندي الاسرائيلي شاليط عام 2006 شهرة واهتمام اكثر بين التنظيمات الجهادية الاخرى .
التنظيمات الجهادية مازالت تستفيد من الممرات والمعابر مع سيناء لاغراض التدريب او الانطلاق بضرب الاهداف . يبدو ان التنظيمات قد توحدت بعضها بل تم التنسيق بين مجموعات غزاوية ومصرية وليبية على السواء في إطار مجلس شورى المجاهدين بين أكناف بيت المقدس، أو جماعة أنصار الجهاد في سيناء والتي صدر بيانها الأول في 23 كانون الثاني 2012 يحمل بيعة ألى تنظيم القاعدة . تعمل التنظيمات “الجهادية ” في سيناء ،جميعها تحت الرايات السوداء ومظلة القاعدة والتي توحدت تحت مجلس الشورى لاكناف بيت المقدس .
لقد باتت سيناء تمثل حاضنة وارض تدريب ونشاط ” ألجهاديين ” على شكل تنظيمات بعيدا عن عشوائية الجهاد في مساحات اخرى. هذه التنظيمات اعادت نفسها بعد صعود الاخوان في السلطة وبايعت القاعدة في 2012 لتتنامى قوتها مابعد المعزول مرسي. تمثل جغرافية مساحات واسعة بمحاذات غزة وليبيا مما يعطي تلك التنظيمات المرونة في الحركة والتنقل وبتدفق الاسلحة والمقاتليين خاصة من ليبيا ، اما دور حماس فتشير التقديرات بانها تشرف على تدريبات المقاتليين وبناء المعسكرات في سيناء او في غزة وفي ذات ممكن ان تكون حماس جسر العلاقة ما بين ايران وتلك التنظيمات بالحصول على التمويل والخبرات .
إن الجيش المصري ودولة مصر يمثلا نموذجا للدولة القوية ، فالولايات المتحدة واوربا هي من تحتاج مصر اكثر ما تحتاج مصر اليها ، كون العسكر يمثل مؤسسة عسكرية باارزة اقليميا ودوليا ، وهنالك حاجة لدعمه ماديا واعلاميا لمواجهة خطر الارهاب والقاعدة في سيناء . ان اي تراخي في قبضة العسكر على سيناء سوف يفتح بوابة العنف على كل الاحتمالات . ما تحتاجه مصر هو ايقاف الضغوطات الدولية عليها ودعمها ماديا واعلاميا لتتمكن القيام بمهامها.
المصدر . رؤية . بريد الكاتب