جدل حول تصريحات صحفية مصرية مسيحية في هولندا
“لكل المسلمين الذين يعتقدون انني اكره الاسلام، اقول انني اعتبر المسلمين اصدقائي. اناشدكم ان لا تنظروا الى الصراع في مصر على انه بين المسيحيين والمسلمين، إنه صراع من اجل الحرية والديمقراطية”.
بهذه الكلمات توجهت الصحفية المسيحية المصرية مونيك صموئيل الى المسلمين الهولنديين. هل كانت هذه بادرة مصالحة ام رضوخ للتهديدات؟.
عكس التوقعات
مونيك صموئيل صحفية هولندية من اصل مصري مسيحي، تظهر بانتظام على شاشة التلفزيون الهولندي للتعليق على تطورات الوضع في مصر، وغالبا ما توجه الانتقادات للإخوان المسلمين. الامر الذي ادى في الآونة الاخيرة الى تلقيها تهديدات من مسلمين هولنديين يتهمونها بانها كقبطية تقدم الدعم للجيش وتكره الاسلام. على الانترنت كُتبت عبارات مثل “قتلك الله انت والسيسي الصهيوني”. وفي الآونة الاخيرة تعرضت في الشارع للمحاصرة والتهديد من قبل ثلاثة شبان مغاربة اعتبروا انها “تسيء الى الله والنبي”.
البرنامج التلفزيوني المسيحي الذي يقدمه اندرياس كنيفل، والمعروف بآرائه المعادية للإسلام، رأى ما حدث فرصة مناسبة له. استضاف مونيك صموئيل في البرنامج، على ما يبدو، على امل ان توضح كم ان الاسلام خطير ورهيب. لكن ولدهشته فقد فعلت الصحفية امرا مختلفا جدا: قامت بتوجيه نداء الى المسلمين الهولنديين ان لا ينجروا وراء التحريض على المسيحيين، بل ان يكونوا سويا في النضال من اجل الديمقراطية.
ضد العسكر والاخوان
استفاضت مونيك صموئيل في البرنامج في شرح موقفها وانها ضد العسكر وضد الاخوان المسلمين على السواء. لانهما برأيها غير ديمقراطيين ولا يهتمون إلا بمصالحهم الخاص. كما شددت على انها كقبطية ليست على الاطلاق خصما للإسلام. “اكن الاحترام للمسلمين واعتبرهم اعظم اصدقائي. لا احتقر النبي، بل على العكس، انا معجبة بحكمته. والسلام عليه وعلى كل المؤمنين”.
اندرياس كنيفل الذي كان يأمل بخطبة معادية للإسلام لم يكن راضيا بخسارته ورد عليها بالقول “لقد ابرمت الآن بوليصة تأمين على الحياة” قال ذلك بوجوم واضاف “لقد سمع الجميع ما قلت. لن يتعرضوا لك بعد الآن”.
التعليقات في الصحف الهولندية جاءت لتعقب على ما قاله كنيفل “امرأة مهددة تعتذر لمهدديها” علق الكاتب الهولندي من اصل مغربي حفيظ بو عزة في صحيفة ان آر سي هاندلسبلاد. في وقت تساءل الصحفي فرانك فرهوف في صحيفة داخليكس ستاندرد “كيف وصلت الامور الى درجة ان تقوم صحفية وعبر التلفزيون الوطني باستجداء المسلمين كي يتركوها وشأنها؟. وقالت الصحفية آن دي كريمر في المجلة الاسبوعية HP “اشعر بالخجل العميق بسبب هذا الركوع المحير، امام عيني تم اغتصاب حرية التعبير من قبل صحفية كان الاجدى بها ان تعرف ان هذه الحرية هي انجاز ديمقراطي ندافع عنه بضراوة”.
الالسنة السامة
ردت مونيك صموئيل في مقال نشرته في Postonline اعربت فيه ان يدها الممدودة لم تكن موجهة الى من يهددها “هؤلاء يستحقون ردا قاسيا وزيارة الشرطة لهم. ندائي كان موجها الى جميع المسلمين في هولندا – كمسيحية- من اجل التعالي عن الامور الدينية، كما يفعل ملايين المسلمين والمسيحيين في مصر”.
إن الصراع في مصر ليس صراعا دينيا، تقول صموئيل “يتظاهر المسلمون والمسيحيون سوية ضد الارهاب الديني وعنف الجيش والشرطة. يوجد مجموعتان فقط تسعى لجعل الصراع في مصر يحمل طابعا دينيا وهما: الراديكاليون من انصار الاخوان المسلمين، والالسنة السامة من مسلمين وغير مسلمين في هولندا والذين يستخدمون خلفيتي الدينية كدليل على انعدام الموضوعية في ما اقول”.
سعت صموئيل من خلال ندائها هذا الى الحوار مع المسلمين الهولنديين “وهذا الحوار قد حصل، في الوقت الذي اغرقتني فيه التغريدات الهولندية بنصوص معادية للاسلام، وصلتني آلاف رسائل الدعم من مسلمين هولنديين”.
المصدر: هنا امستردام- ميشيل هوبينك