أخبار

مواقع التواصل الاجتماعي في إيران مسموح للحاكم ممنوع على الشعب

ظن حسن روحاني ووزرائه أن فتح حسابات لهم على فايسبوك وتويتر سيروج للانفتاح الذي تدعيه الحكومة الإيرانية الجديدة، لكن الشعب غضب من السماح بهذا “الشر المستطير” للنخبة الحاكمة وتحريمه على المواطنين.
بادر عدد من الوزراء الايرانيين إلى فتح حسابات لهم على موقع فايسبوك للتواصل الاجتماعي، في خطوة كان يُراد منها ترويج الانفتاح المفترض للحكومة الايرانية الجديدة.

لكن ردود الفعل على المبادرة جاءت عكس الهدف المنشود منها، باثارتها غضب الايرايين الممنوعين من استخدام شبكة التواصل الاجتماعي.

وكان 15 وزيرًا على الأقل، يتقدمهم الرئيس حسن روحاني نفسه، فتحوا حسابات على فايسبوك، بعد تعهد روحاني الذي تسلم مقاليد الرئاسة الشهر الماضي بمزيد من الشفافية في تعامل نظام طهران مع العالم والقوى الغربية، وتخفيف القيود المفروضة على الايرانيين في بيوتهم.

ولكي يثبت روحاني التزامه بتعهده، فتح حسابًا له على موقعي فايسبوك وتويتر، وشجع وزراءه على الاحتذاء به. وكان بعض الوزراء الذين اقتدوا برئيسهم قادة اجهزة أمنية مسؤولة عن حجب مواقع ممنوعة على الانترنت ومراقبة الايرانيين الذين يستخدمونها.

غضب من التناقض

أثار هذا التناقض سخط الإيرانيين الذين يخوضون معركة يومية حافلة بالمناورات للتملص من رقابة الدولة لاستخدام شبكات التواصل الاجتماعي، والدخول على مواقع اخبارية.

وأكدت رؤيتهم الوزراء على الانترنت قناعتهم بأن القيود التي تُفرض على الايرانيين لا تسري على اعضاء النخبة الحاكمة.

ونقلت صحيفة تايمز الأميركية عن المواطنة الإيرانية سحر في طهران، قولها: “الجميع يشكون لأن المسؤولين مسموح لهم فتح حساب على فايسبوك ونحن ممنوعون من ذلك”. وتساءلت “إذا كان فايسبوك شرًا مستطيرًا كما تدعي الحكومة، فماذا يفعل الوزراء هناك؟”.

وكان انتخاب روحاني المحسوب على معسكر المعتدلين أنعش آمال الايرانيين بتحقيق اختراق نحو انهاء المواجهة مع الغرب، التي كلفت الايرانيين ثمنًا باهظًا من الضائقة الاقتصادية والعزلة الدولية، نتيجة العقوبات الدولية بسبب برنامج إيران النووي.

ويبدو أن الإقبال على فايسبوك يأتي في اطار هذا التحرك، لتقديم ايران إلى العلم بوجه رسمي جديد، بعد سنوات من التعنت ودفع العلاقة المتأزمة مع الغرب إلى حافة المواجهة المباشرة. لكن الخطوة لاقت انتقادات واحتجاجات واسعة، لا سيما أن فترة الانفراج الوجيزة بتخفيف القيود بعد انتخاب روحاني انتهت، ويتحدث الايرانيون الآن عن حملة جديدة تشنها السلطات على استخدام الانترنت.

عملية دعائية

وقال صحفي ايراني إن ما حدث في الأيام التي اعقبت انتخاب روحاني كان عملية دعائية، “وما زلنا نواجه المشاكل نفسها، فالانترنت شديدة البطء، والمواقع تخضع للفلترة كل يوم، ونشعر دائمًا بالقلق من تعرضنا للاختراق أو لمراقبة الأجهزة الأمنية”.

ويستخدم الايرانيون خوادم بديلة للدخول على مواقع ممنوعة، لكنهم يواجهون تحديًا يوميًا للتحايل على الرقيب. فالبرمجيات التي تمكنهم من الالتفاف على الجدران النارية التي تقيمها الحكومة يمكن أن تُشفَّر وتُغلق في اليوم التالي.

وحتى عندما يتمكن الايرانيون من فتح فايسبوك، فانهم يبقون متوجسين وتُعامل طلبات الأصدقاء بحذر شديد خشية أن يتضح انهم عملاء أمنيون مدسوسون. ورحبت بعض الصحف الايرانية الاصلاحية بظهور الوزراء على فايسبوك معربة عن الأمل بأن يكون هذا بداية لتخفيف الرقابة على الانترنت. ويبدو أن النظام نفسه يتخبط بسبب المواقف المتعارضة من الانترنت بين مراكز القوى المختلفة.

ويُلاحظ أن لدى المرشد الأعلى نفسه آية الله علي خامنئي حسابًا على موقعي فايسبوك وتويتر. ورغم نفيه أي علاقة له بهذين الموقعين، فان مراقبين يقولون إن مكتبه يدير حسابه عليهما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: