أخبار

أشفقت على خيول الحكومة …. واغاظتنى الكلاب البريطانية …!!‎

كان من عادة الممالك والامبراطوريات فى الأزمنة القديمة والوسيطة ان تستعين بالحيوانات كوسائل مساعدة فى عملها … فقوة الجيوش كانت كانت تقاس بمدى توافر وسائل النقل التقليدية الطبيعية كالحصان والجمل والحمار قبل اختراع وسائل النقل الحديثة كالسيارة والدبابة والطائرة… وكان الحصان على رأس قائمة الحيوانات التى تعطى الجيوش القوة والرهبة لما يتميز به من قوة وسرعة ورشاقة كما انه اساس تشكيل فرق الخيالة وكتائب الفرسان وامتدت اهمية الحصان الى عصرنا الحالى لتأدية مهام محددة خاصة بعض الاعمال البوليسية.
ومن اشهر هذه الخيول “خيل الحكومة ” المصرى الذى ظل الى عصرنا مرحباً به فى الاجهزة الرسمية للدولة معززاً مكرماً بالرعاية الغذائية والصحية والايواء فى اسطبلات مجهزة التجهيز الذى يليق بالحصان فى شبابه وعنفوانه …فطالما كان قويأ معافى الدولة تتحمل تكلفة اعاشته وتجهيزاته واقامته مقابل مايؤديه لها من خدمات مدنية اوعسكرية …لكن مشكلة خيول الحكومة تبدأ عندما تصاب بالامراض المزمنة او بالشيخوخة فتتحول الى عبء على الدولة التى تنفق عليها دون ان تتلقى منها خدمة لذلك درج العمل على إتخاذ قرار اعدام الحصان العجوز بإطلاق ” رصاصة الرحمة “على رأسه وتحويل لحمه الى وجبات للحيوانات المفترسة فى حديقة الحيوان.
اما الفلسفة التى تعتمد عليها المقاطعة الانجليزية فى صرفها لهذا المعاش لكل كلب بوليسى متقاعد فلقد أوضحها متحدث بإسم شرطة «نوتنجهامشاير» بقوله: “نحن نهتم بالناس الذين يعملون لدينا سواء أكانوا رجال شرطة أم موظفين مدنيين ونمنحهم معاشات تقاعدية لائقة بعد انتهاء خدمتهم، ونعتقد أنه من المهم أن نعامل الكلاب البوليسية بهذه الطريقة.” … هذا التصرف البريطانى النبيل أوقعنى بين نارين : النار الاولى إشفاقى على خيولنا التى ترديهم رصاصة الرحمة لانهم لم يعودوا قادرين على الخدمة إستناداً الى مبدأ نفعى يقول : الموت لمن لاترجى منه منفعة.
أما النار الثانية فهى حالة الإنسانية المفرطة التى عبر عنها البريطانيون فى رفقهم بالحيوان بهذه الصورة المثالية فى وقت لاتتجاوز فيه قيمة معاش بعض الآدميين العرب المحالين للمعاش اقل بكثير من 100 دولار شهرياً ( اى نحو أقل من نصف القيمة الشهرية لمعاش كلب بريطانى ) …. فبعد ان أفنوا أعمارهم فى خدمة أوطانهم لم يجدوا لقمة كريمة ولو كالكلب البريطانى العجوز…!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: