أخبار

المخاض المصرى فى مولد الشرق الامريكى بملامح روسية …!!‎

فى عام 2005 دعت كونداليزا راييس وزير الخارجية الامريكية فى عهد الرئيس دبليو بوش الى ثورة خلاقة تطيح بالنظم والحدود فى الشرق الاوسط بعد ان تمكنت امريكا من بسط سيطرتها على العراق تحت شعار اقامة اول نظام ديمقراطى فى الشرق العربى …. وعلى اصوات آلة الحرب الاسرائيلية الضروس ضد حزب الله اللبنانى عام 2006 وقفت كونداليزا رايس لتعلن وهى متباهية بسعادتها عن قرب مولد الشرق الاوسط الجديد.
وفى اقل من خمس سنوات تالية اشتعلت النار فى الاخضر واليابس فى عز شتاء عام 2011 تحت شعار امريكى عنوانه ثورات الربيع العربى التى هزت نظم حكم الجمهوريات العربية التى سقطت على التوالى فى تونس ومصر وليبيا واليمن واهتزت فى وسوريا وسائد نظام الحكم على وقع حرب أهلية وأنتقل الخطر إلى الممالك العربية من البحرين بوابة دول الخليج العربى التى سارعت بكبح نيرانه بقوات درع الجزيرة وكادت هذه النيران المتأججة أن تقتلع فى طريقها مملكتى الاردن والمغرب.
الطريف أن هذه الثورات صفقت لها امريكا فى العلن بما يوحى بأنها تمسك بيدها زمام الأمر كله وكأن هذه الثورات تحمل الجنسية الأمريكية مما أتاح للرئيس الامريكى التدخل العلنى بتأيد الثورة التونسية والضغط على مبارك للتنحى بصيغة آمرة تقول : الآن معناها الآن …ثم قيادة أمريكا للحلف الاطلنطى فى حملة عسكرية أسقطت حكم العقيد القذافى فى ليبيا والتدخل الامريكى من وراء الستار فى الشأن اليمنى.
وبدت الأمور تسير وكأن امريكا هى التى تحرك الاحداث فى شوارع الثورات العربية خاصة مع تصاعد الأزمة المصرية ماقبل 30يونيو عندما نشطت الدبلوماسية الامريكية برئاسة جون كيرى تساندها المفوضية الاوربىة برئاسة كاثرين اشتون للضغط على فرقاء الازمة التى انجلت سريعاً فى مشهد عزل مرسى لتظهر اليد الامريكية مرتعشة و اللسان الامريكى متخبطاً مابين وصف ماحدث فى مصر هل هو ثورة ام انقلاب والتلويح بقطع المساعدات الامريكية والغاء مناورات النجم الساطع وتجميد تنفيذ اتفاقات عسكرية.
وفى هذه الأثناء كان الروس ينتهزون هذه الفرصة التاريخية نحو عودة العلاقات المصرية الى سابق عهدها ايام الاتحاد السوفيتى القديم …فلقد حقق الروس مؤخراً انتصاراً فى تفويت الفرصة على الحشد الامريكى لضرب سوريا بمبرر القضاء على سلاحها الكيماوى وهى نتيجة تصب فى مصلحة النظام الجديد فى مصر الذى يعتبر سوريا ذراعاً استراتيجياً للأمن القومى المصرى كما أن الروس هم مصدر التدريب والامداد العسكرى منذ صفقة الاسلحة التشيكية عام 1955 مروراً بسنوات التعاون الاقتصادى والسياسى والعسكرى النشط حتى قرار السادات بطرد الخبراء السوفييت عام1972.
ودخول امريكا على الخط بعد ازاحة السوفيت عن مصر اهم معاقلهم فى الشرق الاوسط الذين يعودون اليه اليوم ثانية باسم الدولة الروسية التى تمثل اكبر شظية من شظايا سقوط الاتحاد السوفيتى عام 1991 وتأخذ هذه العودة طابع الزفة السياسية والعسكرية والاقتصادية فى مقدمتها زيارة ثنائية هى الاولى من نوعها لوزيرى الدفاع سيرغى لافروف والخارجية سيرغى شويغو الروسيين مع زيارة قطعتين من الاسطول الروسى للموانىء المصرية فى غضون اسبوع واحد متزامناً معها احتفال بمرور 70 عاماً على العلاقات الثنائية بينهما التى بدأت فى 26 أغسطس عام 1943.
والتذكرة الروسية بالايام الخوالى عندما ساعد السوفيت مصر باقامة قاعدة صناعية فى مصر تمثلت فى 97 مشروعاً فى مقدمتها مشروع السد العالى مع كلمات فى تصريحات مودة وصداقة تهىء لمرحلة جديدة لشرق اوسط جديد أرادته واشنطن امريكياً وتتمناه موسكو روسياً وتعمل القاهرة على أن يكون مصرياً بشكل ومضمون متوازن لايطغى فيه طرف على اخر وتتحقفق من خلاله المصالح القومية المصرية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: