أخبار

عندما تمطر السماء اسماكاً … و الرجل الطائر يسقط طلباتك من الفضاء

من الطبييعى أن ينزل الماء من السماء فهذه هى دورة الأمطار التى تلف الكرة الأرضية بالسحاب هنا وهناك على مدار العام …. ولكن أن ينزل الطعام من السماء فهذا هو المستحيل الذى لم يحدث سوى مرة واحدة فى شكل معجزة إختص بها الله سيدنا عيسى عليه السلام بمائدة أنزلها الله على قومه وفى القرآن الكريم سورة كاملة بهذا الإسم فيها القصة والعبرة.

وفى دعوته إلى حث الناس على السعى فى طلب الرزق قال عمر بن الخطاب رضى الله : ” لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق ويقول اللهم إرزقن فقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة ” …. فمائدة سيدنا عيسى كانت معجزة …. ووصية سيدنا عمر كانت دعوة للعمل … ولكن ماذا عن : ظاهرة سقوط الأسماك من السماء ….. ومشروعات توصيل طلبات الزبائن عبر الفضاء….!!؟؟

فسقوط الأسماك من السماء ( على غرابتها ) ظاهرة طبيعية معروفة بإسم أمطار الاسماك، فعلى مدار اكثر من نصف قرن إنتبه الانسان إلى غرابة هذه الظاهرة التى تحدث مرة واحدة او إثنتين فى العام الواحد بين شهري مايو و يوليو وتحديداً فى مدينة ديبرمنتو دى يارو (Depatmento de Yoro ) بدولة الهندوراس في أمريكا الوسطى حيث تتعرض المنطقة الى إعصار يتشكل من سحابة سوداء هائلة في السماء يصاحبها برق و رعد تدفعها رياح قوية نحو المدينة الموعودة بهذا الرزق حيث تأبى الامطار الغزيرة ان تسقط إلا عليها فى موجة عاتية مغدقة بالحسنيين ( الماء والأسماك ) وتستغرق هذه الظاهرة فى العادة نحو الساعتين ولايغادر السحاب المدينة حتى يفرغ مايحمله عليها فتفترش الارض بالأسماك التي يسارع الأهالي بجمعها وطهيها كوجبة مجانية من السماء …. السكان يفرحون برزقهم والعلماء حائرون أمام هذا الغز لأنهم للآن لم يجدوا لها تفسيرآ علميآ فجميع الأسماك نوع وحجم واحد لكنها للغرابة كفيفة لا تبصر.

كما أن الأسماك المتساقطة ليست من أسماك المياه المالحة الموجودة فى المحيط الاطلنطى الذي تقع المدينة على بعد 200 متراً منه ولكنها نوع لايمكنه العيش إلا فى مياه عذبة فقط ….. واخيراً بعد مداولات وزيارات ميدانية ودراسات وفحوصات فسر العلماء هذه الظاهرة الغريبة تفسيراً غريباً حولها إلى لغز…. فلقد قال هؤلاء العلماء : أن هذه الأسماك تتواجد في أنهار تحت الأرض و تخرج مع الاعصار لذلك فهى لا تبصر …. أما سكان المدينة فلقد تركوا العلماء يفسرون كما يحلوا لهم وانصرفوا للاحتفال بهذه الظاهرة فى مهرجان سنوى يقيمونه أطلقوا علية أسم ( مهرجان مطر الأسماك Festival of the Rain of Fishes ) .

اما توصيل الوجبات والطرود البريدية والطلبات عبر الفضاء إلى العملاء فى منازلهم فهى خدمة جديدة تماماً ….فلقد بدأت فى تنفيذ مراحلها الاولى هيئة البريد الألمانية دويتش بوست ( Deutsche Post ) بإستخدام الطائرات بدون طيار كوسيلة سريعة لتوصيل الطرود والأدوية فى منافسة حقيقيةفى هذا المجال خاصة مع المشروع القوى الذى يطلق عليه إسم “أمازون برايم إير” (Amazon Prime Air)، لتوصيل طرود صغيرة زنة كل منها نحو 2.3 كيلو جرام باستخدام طائرات بدون طيار إلى الزبائن فى منازلهم فى غضون 30 دقيقة فقط من طلبها …وهو المشروع الذى يعكف حالياً على اعداده للتنفيذ الفعلى المتجر الإلكترونى الشهير أمازون “Amazon”، ….وطبقاً لما ذكرته صحيفة ديلي تليجراف” Daily Telegraph البريطانية فإن جيفري بريستن بيزوس ( Jeffrey Preston Bezos) مؤسس ومدير موقع امازون قد صرح بإنه يمكن لرجل أمازون الآلى الطائر المسمى أوكتوكوبتر (Octocopter)، ) توزيع نحو 86% من الطرود التي سيوزعها الموقع على عملائه حيث سيتولى رجال آمازون الطائرة تجميع محتويات الطرود من مراكز توزيع “أمازون” وتطير بها إلى منازل العملاء مباشرة باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي في حدود مساحة طولها عشرة أميال من كل مركز من المركز فيما يشبه الخيال العلمي.

والخدمة الجديدة ستحمل إسم (أمازون برايم آير Amazon Prime Air)، وقد تحتاج فقط خمس سنوات لتدخل حيز التنفيذ، حيث ينتظر موقع “أمازون”من إدارة الطيران الاتحادية (FAA) فقط التصديق على هذا الريبوت الطائر والتصريح بإستخدامه لأغراض مدنية….وقام موقع “أمازون” بالفعل بإطلاق حملته الدعائية والتسويقية لهذه الخدمة من خلال نشره لمقطع فيديو على موقعه على شبكة الإنترنت حيث يظهر “أوكتوكوبتر” وهو يلتقط طرداً من أحد مستودعات الشركة ثم يقوم بنقلها إلى باب المستهلك الذى طلب السلعة.

إنه التطور العلمى المذهل الذى سيجعل المستهلك يتلقى خدمته وهو جالس فى شرفة منزله … وللطرافة أنه نفس هذا التطور العلمى الهائل الذى يقف عاجزاً عن تقديم تفسير مقنع لسقوط أمطار الاسماك فى هندوراس ….انه العلم المقيد بإرادة الله الذى
” يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى