أخبار

يافرحة المساطيل …. إنتاج المخدرات والسماح بتعاطيها بقوة القانون…!!

إعتادت دول العالم النظر للمخدرات على أنها سلعة محرمة و مجرمة لمن يزرعها أو يحملها أو يتاجر بها أو يتعطاها …. بل وصل العالم فى كراهيته للمخدرات لدرجة أنه وضع هذا التحريم ضمن القوانين الوطنية والدولية … واختارت هيئة الامم المتحدة يوم 26 يونيو من كل عام ليكون يوماً لمكافحة المخدرات فى العالم.

ومع ذلك كانت النتائج مخيبة للآمال حيث أشار تقرير الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات الصادر عام 2012 إلى زيادة الإنتاج العالمي من المخدرات واتساع مساحات زراعته في كثير من الدول منها : أفغانستان ( وهي أكبر منتج للحشيش وصناعة الهيروين فى العام ) وكولومبيا والهند والمغرب وإيران والمكسيك وبوليفيا وبيرو وجمايكا والسودان ولبنان ودول اخرى …. وتجاوزت قيمة التجارة العالمية في المخدرات 800 مليار دولار سنويًا، حسب إحصائيات الأمم المتحدة لعام 2012، ويتم غسيل نحو 120 مليار دولار منها فى أسواق المال العالمية …. كما يزداد حجم تجارة المخدرات كل عام بإطراد نتيجة لزيادة عدد مدمني المخدرات حول العالم … وأن هناك مايصل الى نحو 250 مليون شخص حول العالم يتعاطون المخدرات …. هذه المؤشرات اعلان بهزيمة جهود الحرب ضد المخدرات …. وهو ما إنتبهت اليه بعض الدول التى اكتشفت ان السبب فى ذلك يرجع لمقولة :” كل ممنوع مرغوب “

فالمدمنون تزداد اعدادهم بإطراد …. وتجار المخدرات يحققون أرباحاً طائلة نتيجة هذا المنع الذى تسبب فى ظهور واستفحال انشطة غير شرعية رفعت معدلات الجريمة والعنف وساعدت على انتشار الفساد وملأت السجون بمتعاطين يستحقون العلاج وليس العقاب …. كما ان مبادىء الديمقراطية التى اباحت للمثليين الزواج و جعلت ممارسة الدعارة حق انسانى هى نفس المبادىء التى يجب لها ان تتوافق مع الانسان عندما يختار طريق تعاطى المخدرات كحق من حقوقه …. لذلك تعرض الاتجاه العالمى الموحد فى حربه ضد المخدرات الى التفكك نتيجة لانسحاب عدد من الدول منه الى جبهة التكيف والوفاق مع سوق المخدرات و السعى الى تقنينه وجعله سوقاً شرعياً …. ففى الأرجنتين أصدرت المحكمة العليا حكما تاريخياً نص على أنه لا يحق للحكومة أن تعاقب الافراد لتعاطيهم الحشيش … وفى هذا الاتجاه سعت دول اخرى الى الغاء تجريم حيازة كميات صغيرة من الحشيش للاستهلاك الشخصي ومن هذه الدول : أمريكا ( تحديداً : ولايتى كولورادو وواشنطن ) وكولومبيا وفنزويلا والإكوادور واسبانيا والبرتغال ودول اوروبية اخرى من بينها هولندا التى تبيح انتاج القنب الهندى بكميات محددة رغم وجود نحو 1.2مليون فقير بها نتيجه للكساد الأقتصادى.

كما سبق أن صدق مجلس الشيوخ المكسيكي علي مشروع قانون يجيز حيازة كميات صغيرة من المخدرات للاستخدام الشخصي فى حدود خمسة جرامات من الماريجوانا أو الافيون أو 25 ميلليجراماً من الهيرويين أو 500 ميلليجرامآ من الكوكايين …اما مجلس الشيوخ فى الاورجواى فلقد اتخذ خطوة غير مسبوقة فى العالم حيث قرر مؤخراً بأكثرية 16 صوتا من 29، الموافقة على قانون يشرع إنتاج القنب الهندي “الماريجوانا” وبيعه للمتعاطين تحت إدارة الدولة بدءاً من شهر أبريل 2014 بحد أقصى 40 جراماً للفرد فى الشهر الواحد يتم صرفها من صيدليات تخضع لإشراف الدولة بشرط أن يتجاوز عمر التعاطى 18 عاما ويسمح القانون أيضا لسكان أوروجواي بزراعة ستة نباتات ماريجوانا في منازلهم كما اصبح بإمكان المواطنىن إنشاء أندية لتعاطى الحشيش يضم النادى الواحد فى عضويته مابين 15 إلى 45 عضوا مع السماح لكل نادى بزراعة 99 نباتا كل عام لتعاطى اعضائه …. وسيتولى انتاج و تنظيم بيع الماريجونا وتحديد اسعارها مجلس حكومى لزراعة وادارة وتنظيم تجارة المخدرات …. ولقد قوبل قرار البرلمان فى اورجواى بترحاب المواطنين الذين استقبلوه بموجات تصفيق حار و تجمع مئات المؤيدين للقانون في محيط القصر التشريعي للاحتفال بـهذا ” اليوم العظيم ” في جو فاحت فيه روائح القنب الهندي مع إطلاق كثيف للالعاب النارية فى السماء …. وفى تعقيبه على القانون الذى صدر فى ارجوى قال الملياردير الامريكى جورج سوروس : إن هذا القانون ” تجربة ” قد توفر بديلاً للسياسات الفاشلة التي تقودها الولايات المتحدة منذ فترة طويلة في “الحرب على المخدرات”.

هذا هو عالمنا الانسانى الديمقراطى الجديد الذى تخلى عن كثير من المبادىء والقيم وأسقط المحظورات ليخلع عليها صفة القداسة تحت شعار حقوق الانسان فى الدعارة والمثلية والإدمان….وضاع فى الهواء تحذير منظمة الصحة العالمية من خطورة زيادة عدد متعاطي المخدرات فى العالم بما يزيد على 210 مليون شخص سنوياً …. ووقوع نحو 15.3 مليون شخص مرضى بسبب التعاطي …. ويلقي حوالى 200 ألف منهم حتفهم سنويا، مما يهدد الاستقرار والتنمية في العالم….اما عدد المدمنين فى الدول العربية فيقدر بنحو 10 مليون مدمن منهم 4 مليون في مصر وحدها ….كأسواق واعدة لإستقبال الانتاج العالمى الجديد للمخدرات … ويافرحة مساطيل العالم عندما أصبح إنتاج المخدرات والسماح بتعاطيها متاحآ بقوة القانون…!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: