مقالات وآراء

انتحار كلب تحت عجلات قطار

بكل “عنجهية” وجهل وغباء و”عنظزة” فارغه فإن أحدنا عندما يريد أن يكيل أقذع أنواع السباب لشخص ما فإنه يصفه وأهله بالكلاب !!

مع أن الكلاب من أكثر المخلوقات وفاء وحفاظاً على المودة والمعروف والجميل.. والقصص في ذلك لا تحصى ولا تُعد.

حتى أن الشاعر علي بن الجهم لما قدم على الخليفة المتوكل أنشده قصيدة قال فيها :

أنت كالكلب في حفاظـك للـود   وكالتيس في قراع الخطوب

 
المتوكل لم تأخذه العزة بالإثم وكان حكيماً فلم يأمر السياف بقطع رقبته لأنه فهم قصد الشاعر وتأثره بالبيئة المحيطة به..فأجزل له العطاء.. وأقول لكم: هل رأيتم كلباً عض يداً امتدت له بالخير وصنيع المعروف؟!!.. أما الإنسان فقد فعلها فهل نعده أحقر من الكلاب – مع الاعتذار للكلاب- .فلم ير العالم كلبا ينهش لحم أخيه حياً أو ميتاً، ولم ير كلباً عض آخر لينتزع منه لقمته، ولم ولن يري العالم كلاباً تتنازع غنيمة ميته أو سليمه.

وقد فعل البشر كل ذلك.. لذلك أتوقع أن يأتي يوم لن يكون بعيداً إذا حدث وتنازع فيه كلبان.- وأقول إذا حدث-.. فإن أحدهما سيخرج عن طوره وعن حدود اللياقة والأدب التي ترتضيها الكلاب فيسب الآخر بقوله: أغرب عن وجهي خسئت يا أحقر من البشر.!! وقد علمت من مصدر موثوق في نباحه أن الكلب المشؤم المشتوم ساعتها سيجري مهرولاً ليلقي بنفسه تحت عجلات قطار السكة الحديد حسرة وندماً بعد هذه الإهانة. الأليمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى