"اللي يحتاجه البيت يحرم على ليبيا" !
وضعت يدي على قلبي خشية ان تتكرر مأساة اليمن ويتورط الجيش المصري من جديد في صراع الله أعلم بمستواه ومداه بعد أن استمعت لتصريح المشير عبد الفتاح السيسي الرئيس المقبل بإذن الله وهو يتحدث عن استراتيجية:” مسافة السكة”.. والتي قال عنها:” إنه في حالة تهديد أي دولة عربية فإن الجيش المصري القوي ، صاحب القوة العاقلة الرشيدة التي تحمي ولا تهدد سيكون :”مسافة السكة” هتلاقونا موجودين.. محدش يتهدد واحنا موجودين لا مش هيحصل أبداً.”
والوضع المتوتر عند جيراننا وأشقائنا في ليبيا هو الذي يجعلني أتخوف من أن تكون ليبيا مرشحة بقوة لتصبح: “يمن 2014”. فالتصريحات المتتالية الصادرة من هناك تخطب ود الجيش المصري وتستنهض فيه نخوة النجدة وإغاثة المحتاج. وأذكرمنها على سبيل المثال ما ورد على لسان المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي قوله : الشعب يساند موقفنا والجيش المصري هو صمام أمان للعرب. ثم قول المشير عبدالفتاح السيسى الرئيس المقبل بإذن الله :”إنه على أتم استعداد لمواجهة التحديات التى تواجه مصر والوطن العربى، مؤكداً أن ما يحدث فى ليبيا ليس سقوط نظام القذافى بل سقوط دولة بأكملها.
ولونظرنا لكيفية تورط جيشنا المصري في مأساة اليمن لوجدناها جاءت تدريجية خطوة خطوة.
فعند قيام الثورة اليمنية في سبتمبر 1962 بقيادة عبد الله السلال انقسم اليمن إلى طرفين متنازعين أحدهما يؤيد الثورة والثاني يؤيد المملكة المتوكلية اليمنية مما أدى إلى حرب أهلية استمرت ثمان سنوات من 1962 إلى 1970 . واتسعت دائرة الصراع عندما تلقى الملكيين مساعدات من السعودية والأردن، والجمهوريين مساعدات من مصر، حيث أرسل عبد الناصر كتيبة قوات خاصة لمساعدة الثورة، لأنه اعتقد أن لواء من القوات الخاصة المصرية ومعه سرب القاذفات المقاتلة يمكنه أن يحمي الجمهوريين. لكنه أكتشف مع مرور الوقت أن الأمر يتطلب أكثر مما توقع بكثير، فوجد نفسه مضطراً لإرسال المزيد من القوات التي تزايد عددها من 5,000 جندي في أكتوبر 1963. إلى 55,000 جندي في نهاية 1965 ملحقين بفرقة مدفعية وفرقة دبابات والعديد من قوات الصاعقة وألوية المظلات.
هكذا كان التورط التدريجي اللا إرادي في اليمن. والخلاصة أن تلك الحرب استنزفت جهود وإمكانيات الجيش المصري التي كانت مصر في أشد الحاجة لها وكانت إحدى تداعياتها نكسة 1967.
وبالتشبيه الدارج نقول:” ما أشبه اليوم بالبارحة، فالخلاف في ليبيا حالياً تطور إلى حرب أهلية.
وما يجعلني أهدأ بالاً وأكثر طمأنينة قول المشير السيسي الرئيس المقبل بإذن الله في تصريحه:” إن الجيش المصري القوي ، هو صاحب قوة عاقلة رشيدة تحمي ولا تهدد”. مما يجعلني أثق أن هذه القوة في غيرتها على الأشقاء وأمنهم وسلامتهم قادرة بإذن الله على دراسة كل خطوة تنوي أن تقوم بها، وسبر أغوار كل تداعياتها، وأنا هنا لا أدعو للتخلي عن ليبيا، فهي العمق الاستراتيجي للأمن القومي المصري خاصة وان العدو الذي نواجهه عدو مشترك يطعن من الخلف. إنني أثق بإذن الله إن عبد الناصر الجديد..!!
لن يقع في الخطأ القديم.. لأن اللي محتاجه البيت يحرم على الجامع.” واسلمي يامصر إنني الفدا.