‘قرية الشواذ’ تثير غضب الاعلام الهولندي
كان على المجتمع الهولندي ان يواجه صدمة عندما استيقظ هذا الاسبوع على “خدعة” نظمتها سلطات مدينة في جنوب هولندا قالت فيها انها تخطط لاقامة قرية خاصة بـ”الشواذ جنسيا”.
تفاعلت وسائل الاعلام الرسمية، وعلى رأسها اتحاد الاذاعة والتلفزيون الهولندي وصحيفة “ان ار سي” اليومية شبه الرسمية، بغضب شديد مع الخدعة باعتبارها واقعا، وانتقدوا “خططا للسلطات المحلية لمينة تيلبرغ لانشاء قرية تضم فقط الشواذ من الرجال والنساء، بالاضافة الى المخنثين والمتحولين جنسيا”.
وانطلت الخديعة كذلك على عدد من الصحف العالمية التي تفاعلت مع الخبر من خارج هولندا.
وقالت صحيفة الغارديان البريطانية، في تقرير لها، الجمعة، إن الخديعة، التي تم تخصيص موقعا الكترونيا “لزجا” لها، تم تبنيها بواسطة مؤسسة “بينك مونداي” التي المخصصة في تنظيم مهرجنات الشواذ في هولندا، والتي قامت بتصميم فيلم فيديو قصير شرحت خلاله ابعاد مشروع القرية المرتقبة.
ويظهر على الموقع الالكتروني ان “قرية الشواذ”، التي حظيت باقرار رسمي من قبل عمدة مدينة تيلبرغ ومجلس هندسي معروف لاضفاء مزيد من المصداقية عليها، كان من المفترض ان تحكون “محمية” خاصة يخطط لبنائها على مساحة من الاراضي الشاغرة شمالي تلبرغ.
واثارت الخطط المعلنة عن “قرية الشواذ” حفيظة المجتمع الهولندي، واججت موجة من الاحتجاج، حيث عمد نشطاء على تويتر الى انتقاد الحاجة الى “غيتو” للشواذ والمتحولين ولمنطقة معزولة لهم تضيف اليهم مزيدا من الحقوق التي يتمتعون بها اصلا في المجتمع الهولندي “المنفتح”.
من جانبها قالت مؤسسة “بينك مونداي” ان رد فعل المجتمع على المشروع “هو بالضبط ما كانت تأمل به”.
وقات المؤسسة أنه “يبدو ان الخديعة كانت محكمة، لكنها في نفس الوقت تأتي كجرس انذار لدم التسامح الذي يشهده المجتمع الهولندي تجاه حقوق الشواذ”.
وأضافت أن “جميع ردود الافعال السلبية التي تلقينها هي في حقيقة الامر إيجابية بالنسبة الينا. اننا سعيدون بأن الناس يعتبرون قرية الشواذ فكرة مجنونة”.
لكن تصريحات المؤسسة لم تكن على ما يبدو كافية لامتصاص غضب وسائل الاعلام المحلية تجاه “الخدعة”. فقد نشر اتحاد الاذاعة والتلفزيون الهولندي وصحيفة “ان ار سي” واسعة الانتشار خطابا مشتركا وصفا فيه “قرية الشواذ بـ”الفكرة غير المسلية”.
وقالا في الخطاب أنهما اصيبا بانزعاج شديد جراء الطريقة التي عاملت بها السلطات المحلية لمدينة تيلبرغ مع الموضوع.
وأضافت أن “سلطات تيلبرغ شرعت في تضليل الصحافة عمدا، ودفعتنا الى نشر اخبارا غير حقيقية”، وهو ما من شأنه أن يلحق الضرر بمصداقيتهم.
واعترف عمدة تيلبرغ، بيتر نوردانوس، بالخطأ. وقال انه “اساء تقدير ردود الافعال على تصريحاته بخصوص مشروع القرية المزمعة”.
وأشار العمدة، في تصريح صحفي، إلى “إنني قمت بذلك بهدف جذب الانظار قليلا إلى حقوق الشواذ ولم أحمل أي نية لخدعة وسائل الاعلام أو منظمات المجتمع المدني”. وقال “ولكن للأسف هذا في النهاية هو ما حدث. انه موقف مزعج للغاية”.
لكن الخديعة لم تنطل فقط على اتحاد الاذاعة والتلفزيون وصحيفة “ان ار سي” الهولنديين، بل شملت ايضا صحيفة الاندبندنت البريطانية ووكالة الانباء الصينية الرسمية وصحيفة هوفينغتون بوست الاميركية، بالاضافة إلى اقدم منظمة للدفاع عن حقوق الشواذ المعروفة بـ”سي او سي”، ومقرها امستردام.