دعا ثلاثة سفراء بريطانيين سابقين إلى عزل رئيس وزراء بلادهم الأسبق، طوني بلير، من منصبه كمبعوث للجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط، فيما كشفت مصادر اعلامية عن أن الأخير يخطط لافتتاح مكتب في أبو ظبي لتوسيع أعماله في المنطقة.
وقالت صحيفة (الغارديان) الثلاثاء إن السفير البريطاني الأسبق لدى ايران ريتشارد دالتون، والسفير البريطاني الأسبق لدى ليبيا أوليفر مايلز، والسفير البريطاني الأسبق لدى مصر كريستوفر لونغ، وقعوا رسالة مفتوحة إلى جانب شخصيات بريطانية بارزة أخرى، من بينها رئيس بلدية لندن السابق كين ليفينغستون والوزير السابق كريسبين بلنت والنائب جورج غالاوي وعضوة مجلس اللوردات البارونة جيني تونع، تدعو إلى عزل بلير من منصبه بسبب ما اعتبرته “انجازاته التافهة” بعد مرور سبع سنوات على توليه هذا المنصب.
واضافت أن الموقعين وجهوا الرسالة المفتوحة إلى وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون، والتي تحمّل بلير مسؤولية “انتشار الارهاب الأصولي بسبب دوره في غزو العراق عام 2003″.
ونسبت الصحيفة إلى الرسالة قولها “هالنا مثل الكثير انزلاق العراق إلى صراع طائفي يهدد وجوده كأمة وكذلك أمن جيرانه، ونشعر بالأسى أيضاً من محاولات بلير مؤخراً تبرئة نفسه من أية مسؤولية عن الأزمة الحالية الدائرة في هذا البلد من خلال عزلها عن الغزو الذي ساهم فيه”.
واضافت الرسالة إن بلير “قام بتضليل الشعب البريطاني من خلال الزعم بأن الرئيس العراقي السابق صدام حسين له صلات بتنظيم القاعدة لتبرير غزو العراق.. ويجب أن يتحمل درجة من المسؤولية عن نتائجه بسبب دفاعه الشرس عنه، وحقيقة أن غزو واحتلال العراق كان كارثة قبل فترة طويلة من المكاسب الأخيرة التي حققها تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام”.
ودعت إلى ازاحة بلير من منصبه كمبعوث للجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط، والتي تضم الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، بسبب “فشله في تحقيق أي اختراق بهذه العملية بين الفلسطينيين والاسرائيليين بعد مرور سبع سنوات على توليه المنصب”.
وفي موزاة ذلك، ذكرت صحيفة (فايننشال تايمز) أن بلير يخطط لافتتاح مكتب له في أبو ظبي في محاولة على ما يبدو لتوسيع دوره وراء الكواليس كوسيط سياسي وتجاري في الشرق الأوسط.
وقالت إن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق يرتبط بعلاقات وثيقة جداً مع ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وحصلت شركاته على عقد لتقديم المشورة إلى مؤسسة (مبادلة)، التي تعد واحدة من صناديق الثروة السيادية لأبو ظبي.
وكانت تقارير صحفية ذكرت أن بلير انضم إلى لائحة الأثرياء في المملكة المتحدة بعد أن جمع ثروة تردد بأنها وصلت إلى أكثر من 70 مليون جنيه استرليني، أي ما يُعادل 114 مليون دولار، منذ أن ترك منصب رئيس الوزراء عام 2007، وتم ادراج اسمه في لائحة أثرى 1000 شخصية في بريطانيا لعام 2013.