الله يرحم أيام حليم عندما كان الفن حضارة يبنيها الفنان

عندما أقرأ جديداً عن أم المعارك الفنية التي يدور رحاها الآن بين الفنانة آثار الحكيم والفنان رامز جلال حول برنامج الكاميرا الرمضانية الكذابة وللأسف فكل يوم هناك جديد يجعلني أبيت مقتنعاً إنه مسلسل رمضاني مهلهل ضل طريقه فثبتت رؤية تتراته مبكراً !!. فما يحدث على الساحة الفنية من تراشق بالاتهامات والتهديدات التي وصلت إلى أروقة المحاكم يجعلني أتحسر وأشعر بالأسف خاصة عندما أتذكر عبد الحليم حافظ وهو يغني :
يروي حياتها في غنوة في كلمة
في صورة بروح وإيمان
وســمعناه بيقولها قوية مجد بلادي عهد علي
قلبي وروحي ملك لفني والإتنين لبلادي هدية
حيوا معاي قولوا معاي
عاش الفن رسالة عاش
عندما أتذكر هذه الكلمات أتحسر على اللي فات وعلى دور الفن الذي مات. فكان رسالة.. وكان يمثل حضارة فانقلب الآن إلى تجارة وخسارة.. لأنه يتحمل كثيراً من أوزار مايحدث في الشارع المصري من فقدان للذائقة الأدبية والقيمية.. ولا أبالغ إن قلت: السلوكية أيضا.. فما يقدمه لنا الآن هو في غالبه يهدم قيم المجتمع التي تربى عليها، وتشجيعاً لما هو ضدها.. فمن فيلم حلاوة روح والضجة التي أثارها إلى تعليقات بعض الفنانين على الأحداث الجارية في المجتمع المصري تجعلني أثق وبالتأكيد معي كثيرون يشاركونني الرأي أن الفن فقد عقله ودوره، فلم يعد لا رسالة ولا حضارة بل أضحى كما حمار يحمل أسفارا.!
ففي غمرة انشغال المجتمع بحدث سياسي ومصيري في مسيرة مصر قال فنان خسارة فيه أن أذكر اسمه تعليقاً على ما أثير من قلة إقبال الناخبين على صناديق الانتخابات في الانتخابات الرئاسية الأخيرة قال: فض فوه على صفحة التواصل الاجتماعي:” عندي اقتراح للباشموهاندز محلب .. نزل فيلم ( حلاوة روح ) في اللجان.. إيه رأيك.. مش فكرة حلوة؟”.!! وهي خفة دم من هذا الفنان تلطش.. واستخفاف بالانتخابات، وبالسلطة التي اتخذت قرار حماية المجتمع من هذه التفاهات، وبعقلية الناخب المصري وأخلاقياته.. وفي غمار الضجة التي هزت المجتمع إثر حادثة التحرش الشهيرة قالت إحدى الفنانات بكل جرأة :”اللي مش قادر يمسك نفسه يقطعه”. وبمناسبة الفيلم إياه قال أحد المسؤلين عنه: ” على من ينتقدون الفيلم ان يتقوا الله”..!!والله كلام مضحك مبكي.. لأن فاقد الشييء لا يعطيه فهو ينصح غيره وينسى نفسه.
وبالمرة طالما إن الدنيا هايصة طالبت الفنانة آثار الحكيم من فخامة الرئيس السيسي ومن معالي رئيس الوزراء بالتدخل لحل النزاع بينها وبين الفنان رامز الذي يصور برنامج الكاميرا الكذابة.. الكاميرا الخفية سابقا.. وكأن فخامة الرئيس ليس لديه مشاكل إلا مشكلتها مع برنامج صورته وقبضت أجرها عليه ..
ولا أخفي عليكم كانت ومازالت قناعتي التي وصلت إلى حد اليقين إن برامج الكاميرا الخفية التي تستضيف الفنانين بالذات كلها يتم تصويرها وفق سيناريو وحوار بل ومونتاج متفق عليه سلفاً، وقد أكدت لي أم المعارك هذه القناعة بل واعترفت بها آثار الحكبم في أحد تصريحاتها حول المعركة وما أكثرها عندما قالت: إن كل الفنانين الذين تم التصوير معهم يعرفون المقالب التي سيتعرضون لها إلا أنا… ياسلام على النزاهة والمصداقية!!. وأنا لا أريد الاستفاضة في الحديث عن أم المعارك ومعاركها الجانبية في الميمنة والميسرة والوسط حتى لا أشارك بسذاجة في الدعاية لبرنامج الكاميرا الكذابة
لكني أختم مقالي بقولي: إن مايحدث من سيناريو في أم المعارك يذكرني بالمثل الشعبي المصري الذي يقول::” ماشافوهمش وهمه بيسرقوا… شافوهم وهمه بيتخانقوا” فقد سرقوا بهدوء دون أن يشعر بهم أحد لكنهم فضحوا أنفسهم بالخناق على الغنيمة.
رحم الله أيام الفن الجميل الصادق الأصيل وكل كاميرا كذابه وأنتم بخير.