القصف الإسرائيلي ينوب عن ’المسحراتي’ بغزة
لم يعد الفلسطينيون بحاجة إلى مسحراتي شهر رمضان ليطوف في شوارع وأزقة قطاع غزة فيوقظهم لتناول السحور، فأصوات الانفجارات والقصف الإسرائيلي المستمر في كل ليلة كفيلة بإيقاظهم.
يتحسب أهالي غزة في كل لحظة لأي عدوان، حيث اعتادوا تأخير نومهم إلى قرب طلوع الصبح في انتظار أن تنتهي الغارات الإسرائيلية التي طالت مناطق مختلفة في القطاع، وملأت ليالي رمضان بالقلق، وأثارت الرعب بين الأطفال والنساء.
شظايا السحور
أسامة الحاطوم (17 عاما) لم ينم ليلة إصابته، إذ علم عبر وسائل الإعلام أن صواريخ أطلقت من غزة، مما يعني أن القطاع سيكون على موعد مع عدوان جديد.
لم يتوقع الفتى وهو يترقب أخبار القصف الإسرائيلي أن تصبح إصابته خبرا مؤكدا، لكن حجارة ملتهبة أصابته عندما كان واقفا في شرفة منزله القريب من محطة لتحلية المياه أغار عليها طيران الاحتلال.
ويقول إنه أصيب برضوض في صدره وقدمه وأغمي عليه، مما استدعى نقله لمستشفى الشفاء في مدينة غزة لتلقي العلاج حيث أفاق هناك.
والدة الفتى أم باسل الحاطوم كانت تجهز لأبنائها طعام السحور، وعندما ذهبت لتفقدهم وجدت شظايا القصف أصابت أحدهم. وتقول إن منزلها يتعرض لأضرار في كل مرة تقصف فيها قوات الاحتلال مواقع المقاومة.
هلع وإصابات
وتضيف أن عددا من أفراد عائلتها وسكان المنازل المجاورة القريبة أصيبوا بحالات هلع جراء القصف الإسرائيلي.
أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أفاد بأن سبعة مواطنين -بينهم مسنة وفتيات- أصيبوا بجراح مختلفة إثر قصف الاحتلال لأرض خالية في بيت لاهيا، ونقلوا إلى مستشفى كمال عدوان بشمال القطاع.
كذلك أصيب ثلاثة آخرون بقصف إسرائيلي على محطة تحلية للمياه غرب مدينة غزة بجراح طفيفة، ونقلوا لمستشفى الشفاء لتلقي العلاج.
وشنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس الخميس سلسلة غارات على أهداف مختلفة في القطاع، وقصفت حي التفاح في شرق غزة وموقع السفينة بشمالها.
كما قصف الطيران أرضا زراعية شرق بيت حانون وموقعا آخر غرب بيت لاهيا، مما أدى إلى أضرار في منازل المواطنين.
واستنكرت الجمعية الإسلامية بغزة القصف الإسرائيلي الذي طال محطة التحلية وبئر المياه التابعة لها، مما أدى لتدميرها بشكل كامل، وطالبت بفضح جرائم الاحتلال.
يشار إلى أن المحطة تغذي أكثر من 20 ألف نسمة في منطقة عسكر الشاطئ غرب مدينة غزة وبلغت تكلفة تشييدها 200 ألف دولار أميركي