مقالات وآراء

اولويات العرب….اخرها غزة

أولويات العرب….أخرها غزة تقبع غزة في أخر أولويات العرب في وقتنا الحاضر, واذا عرف السبب بطل العجب, والسبب لا يحتاج منا الوقت والجهد فهو ببساطة مصداق لقوله تعالى (لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ), واعلم كغيري تفسير هذه الآية الكريمة من سورة عبس الا إنني مجبر على إسقاطها على أحوال امتنا العربية الثكلى كمثال على فقدان الأمة العربية لبوصلتها وتعدد اتجاهاتها.

ولم نكن نحن الشعوب المقهورة ولا حتى غزة لتنتظر أكثر من ذلك بكثير فنحن امة أدمنت الانهزام حتى أصبح(الانهزام)جزء من موروثنا الشعبي نتغنى به صباحا ومساء. فلا العراق قادر على تقديم الدعم لغزة فهو بالكاد يصارع من اجل البقاء, وهو متخم بالصراع ويحارب بعضه بعض وقد يقبل التقسيم بل هو مقسم حالياً, وأولوياته لا تتعدى محاربة المذهبية والانفصالية و الداعشية ولا هو بقادر على الخروج من عباءة أسيادة في طهران وواشنطن, فماذا ننتظر منه؟. والجارة السورية, ليست أفضل حال من العراق, وهي تحارب بعضها ببعض منذ ثلاث سنين ولم يتبقى منها الا الجزء اليسير لا يسد الرمق ولا يغني من جوع, ولم يتبقى من ممانعتها ما قد تقدمه لاهل غزة فهي بالكاد قادرة على طحن شعبها بمقدراته العسكرية والاقتصادية والاجتماعية وهي بالكاد تتنفس ما بقي لها أنفاس فماذا ننتظر منها ؟.

ولبنان, وبعد تغير أولويات حزبه (حزب الله) وتخليه عن جبهة اليهود لجبهة ثوار سوريا وما رافقه من نزاعات داخلية وانفجارات ومعارك جانبية بين أبنائه يجد نفسه(لبنان)اضعف بكثير من غزة نفسها فكيف يقدم لها يد العون وماذا ننتظر منه؟. والخليج لا يعلم من يحارب, فالسعودية همها الأول انتصار الحوثيين ووصولهم الى عمران ومنها الى صنعاء لتشكل تهديد إيراني من الخاصرة الجنوبية, وهمها الأخر محاربة التمدد الإيراني في البحرين والإمارات بل وحتى عمان, وهمها الأكبر ما يجري في سوريا والاهم من ذلك ما يجري في العراق ومصر والأكبر من ذلك, تهديد داخلي قد يأتي على الأخضر واليابس فلا تجد لغزة مكان في سلم أولوياتها ألان ولا حتى بالمستقبل المنظور, فماذا ننتظر منها؟.

ومصر, ام الدنيا لديها ما يكفيها من أولويات اقلها حرب غير معلنة بين النظام ومن سواه, ووضع اقتصادي يقارب على الانهيار, وتهديد من سيناء لا يقل عن داعش للعراق, وعلاقات سيئة مع حماس, وتمدد إيراني بين عامة الشعب وتتدخل خليجي في كل وارد وصادر, وغير ذلك كثير قد لا نحصيه ولا نحوطه الا اننا مدركين ان مصر لا تقدم لغزة شئ الا هدنة قد يطلبها العدو الإسرائيلي المثقل بجراحه, فماذا ننتظر منها؟. والمغرب العربي, من ليبيا ومرورا بالجزائر وتونس وصولا للمغرب ماذا تنتظر غزة منه ؟, لا شئ….لا شئ.

اما في وطني,الأردن, فلدنيا الكثير,لكننا مكبلين بمعاهدة واتفاقات وعلاقات واقتصاد سئ, وأشقاء أسوء وتهديد في امننا وخبزنا ومائنا يجعل من حرب غزة أولوية لكنها في أخر سلم أولوياتنا رغماً عن انفنا. لهذا فمن الطبيعي ان تكون غزة أخر أولويات العرب طالما (لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ).  خالد منصور العلي الخلايلة .. وطنا نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى