" كعك" العيد.. فشل صلاح الدين في منعه …و الإخشيديون حشوه بالذهب
يذكر المؤرخون أن بداية ظهور كعك العيد، بدأ منذ ما يقرب من خمسة آلاف سنة، وبالتحديد أيام الفراعنة القدماء، حيث ذكر المؤرخون أن زوجات الملوك اعتدن تقديم الكعك للكهنة الحراس لهرم خوفو.
وجاء في تتبع تاريخ صنع الكعك أن الخبازين في البلاط الفرعوني كانوا يتقنون صنعه بأشكال مختلفة مثل اللولبي والمخروطي والمستطيل والمستدير، ووصلت أشكاله إلى 100 شكل، كما كان البعض يصنعه على شكل حيوانات أو أوراق الشجر والزهور.
وتظهر دلائل التاريخ صورا لصناعة كعك العيد في حقبة الفراعنة، خاصة داخل المقابر التي توضح أن عسل النحل كان يخلط بالسمن، ويقلب على النار ثم يضاف إليه الدقيق ويقلب حتى يتحول إلى عجينة يسهل تشكيلها بالأشكال التي يريدونها، وأحيانا كانوا يقومون بحشو الكعك بالتمر المجفف (العجوة) أو التين ويزخرفونه بالفواكه المجففة كالزبيب.
مكتوب عليها ‘كل واشكر’
أما صناعة الكعك في التاريخ الإسلامي، فيذكر أن صناعته ترجع إلى ‘الطولونيين’ الذين كانوا يصنعونه في قوالب خاصة مكتوب عليها ‘كل واشكر’، وقد احتل مكانة هامة في عصرهم، وأصبح من أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر.
وفي عهد الدولة الإخشيدية، فقد جاء في كتب التاريخ أن وزير الدولة أبو بكر محمد بن علي المادراني صنع كعكا في أحد أعياد الفطر، وحشاه بالدنانير الذهبية، لتقديمه في دار الفقراء على مائدة طولها 200 متر وعرضها 7 أمتار.
أما في يومنا هذا، فتبدأ طقوس صنع الكعك بالأسبوع الأخير من شهر رمضان، هذا ما قالته فاطمة الحسنات، التي توضح أن عادة صنع الكعك لم تنقطع في بيتها، فهي تصنعه بالتمر والفستق الحلبي، وتوزعه على إخوانها وأخواتها، وتقدمه للضيوف بالعيد.
وأشارت إلى أنها تستعد لصنع الكعك قبل حلول العيد، حيث تجتمع هي وبناتها، وتبدأ بتوزيع المهام عليهن، فواحدة تقوم ببس العجين، وأخرى تعجن التمر، وثالثة تعمل على تشكيله، وأخرى تقوم بخبزه ورش السكر عليه.
ولكن لجمانة السعيد رأي آخر، فهي ترى أن صنع الكعك بات أمر صعب لا يناسب ظروف كثير من العائلات في هذا الزمن، فهي تكتفي بشرائه من السوق عوضا عن صنعه في منزلها.
فهي تجد أنه من الصعب على ربة البيت صنع الكعك نهاية شهر رمضان، خاصة مع الصيام وما يرافقه من جهد وتعب ومشقة، إضافة إلى ما يرافق العيد من مهام منزلية كشراء ملابس العيد للأولاد، وتنظيف البيت استعدادا لاستقبال العيد.
إلى ذلك، فإن العهد الفاطمي لم يخلُ من صنع الكعك، فهذا الخليفة العزيز الفاطمي يخصص مبلغ 20 ألف دينار لعمل كعك عيد الفطر؛ فكانت المصانع تتفرغ لصنعه بداية من منتصف شهر رجب، وملأ المخازن به، وكان الخليفة يتولى توزيعه بنفسه.
ونقل أن مائدة الخليفة كان يبلغ طولها 1350 مترًا، ويوضع عليها 60 صنفًا من الكعك، وكان حجم الكعكة الواحدة في حجم رغيف الخبز، وخصص من أجل صناعته إدارة حكومية تسمى دار الفطرة، كانت تقوم بتجهيزه وتوزيعه.
في حين حاول صلاح الدين القضاء على كل العادات الفاطمية، بما فيها صنع الكعك، إلا أنه فشل بالقضاء عليها. وتروي كتب التاريخ أن أشهر من صنعت كعك العيد هي امرأة تدعى ‘حافظة’، كانت تنقش عليه عبارات مختلفة مثل ‘تسلم إيديكي يا حافظة’ أو ‘بالشكر تدوم النعمة’.
أما اليوم فالزائر لمتحف الفن الإسلامي بالقاهرة، يرى قوالب الكعك مكتوب عليها عبارات ‘كل هنيئًا واشكر’ أو’كل واشكر مولاك’ وعبارات أخرى تحمل المعنى نفسه.(السبيل)