ضمن الفعاليات الثقافية والفنية التي تشهدها أبوظبي، استضاف “صالون الملتقى الأدبي” في البطين الفنان الأمريكي (من أصل عربي) ستيفن نايفة، وذلك بحضور مؤسسة هذا الصالون الأدبي ورئيسته السيدة أسماء صديق المطوع وعضوات الملتقى. وفي هذا اللقاء تحدث د. ستيفن عن الفنان الهولندي فنسينت فان جوخ، الذي يعد من أشهر الفنانين التشكيليين في العالم ولوحاته منتشرة في أكثر من متحف، وقد أكد المحاضر أن فنسينت لم ينتحر كما هو شائع، ولكن الرصاصة جاءته من أحد المراهقين.
واصل المحاضر حديثه عن الفنان وأهم مراحل حياته وفنه وتنقلاته من وطنه هولندا إلى باريس ولندن وبلجيكا، مشيرا إلى أنه ترك مئات الرسائل التي تقع في ما يزيد عن 6 آلاف صفحة، سواء إلى أخيه الأصغر ثيو أو إلى عائلته وأصدقائه، موضحا أن أهم إبداعات الفنان أنجزها خلال السنوات الأربع الأخيرة من حياته وخاصة الأيام السبعين التي سبقت وفاته.
وخلال هذه الجلسة الأدبية التي استمرت نحو ساعتين، أشار نايفة إلى الحالات النفسية والعقلية المضطربة التي كان يعاني منها الفنان، موضحا أنه يمتاز بعبقرية استثنائية، تاركا روائع فنية كثيرة، رغم أنه رحل باكرا وهو في الـ 37 من عمره.
وتطرق المحاضر إلى علاقة الفنان فان جوخ بالفنان جوجان وحياتهما المشتركة معا لمدة قصيرة وخلافاتهما التي أدت إلى افتراقهما، كما بين أهمية الاطلاع على الجذور العائلية في دراسة هذا الفنان. وقدم ستيفن في معرض حديثه لمحة عن الفنان الأمريكي جاكسون بولوك الذي يعتبر فان جوخ أمريكا، وتجدر الإشارة إلى أن المحاضر نايفة حصل على الجائزة الأولى للرواية عن كتابه “السيرة الذاتية” للفنان بولوك الذي ألفه بالاشتراك مع جريجوري وايت سميث.
وفي ختام المحاضرة وقع الدكتور ستيفن نايفة نسخة من كتابه “جاكسن بلوك” وقدمها هدية للملتقى الأدبي، ثم أجاب على أسئلة الحضور، وهذا ما أثرى اللقاء. وقد تطرق إلى الفيلم الذي أنتج عن فان جوخ في بداية التسعينيات من القرن الماضي، إضافة إلى لمحة عن النشأة الدينية التي أحاطها والد الفنان بابنه من الصغر، وفي أول شبابه اصطحبه عمه معه إلى مدينة “لاهاي” ليعمل معه في بيع الأعمال الفنية والآثار القديمة، أو من إنتاج الفنانيين المعاصرين، ثم انتقل بعد ذلك إلى لندن.
وحول الحياة الشخصية للفنان أوضح ستيفين أن الفنان “فان” كان مهتما بمظهره وأناقته الشخصية إلى أن أحب “أرسيولا” لكنها صدته ولم تستجب لحبه، فانعكس عليه ذلك وحاول التعويض بالوعظ الديني، والانطواء على النفس… وأشاد نايفة إلى أهم المراحل التي مر بها الفنان وهي أنه عكف على رسم الفلاحين الهولنديين وعمال المناجم والبؤساء حيث رسم مجموعة من اللوحات الحزينة القاتمة القوية التعبير، وهي مرحلة ما يطلق عليها “المرحلة الهولندية”. واختتم ستيفن نايفة رده على أسئلة الحضور بأن “فان جوخ” سعد بصحبة أخيه وحياته الجديدة في باريس، وبعد انتقاله إلى الجنوب حيث دفء الشمس والضياء.. وظهر هذا في التغير بألوان أعماله الزاهية والمشرقة. لكن شهرة فان جوخ الواسعة بدأت بعد وفاته. “رأي اليوم”
زر الذهاب إلى الأعلى