محاولات بائسة من رموز الفساد.. حملة مصرية تطالب بتكريم مبارك في 25 يناير
طالبت حملة مصرية بتكريم الرئيس المخلوع حسني مبارك والاعتذار له، بالتزامن مع الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير.
وطالب منظمو الحملة بإقامة احتفال كبير لتكريمه على ما وصفوه بـ’إنجازاته العظيمة’، مؤكدين أن ‘تكريمه واجب وطني على كل مصري’.
وجاء في نص استمارة التوقيع الخاصة بالحملة، ‘حملة تكريم الرئيس مبارك، عشان (لأجل) تاريخيه العسكري والسياسي.. عشان بطل من أبطال حرب أكتوبر، عشان رجّع أرضنا وحررها ورفع علم بلادنا عليها، عشان خدم مصر لأكثر من 62 سنة، عشان الأمن والأمان والاستقرار، عشان هيبة وكرامة مصر اللي (التي) حافظ عليها 30 سنة، عشان مشروعات كتير (كثيرة) جداً، عشان الطرق والكباري والمصانع والمدن الجديدة، عشان بنى أقوى وأعظم جيش في المنطقة، عشان إحنا (نحن) شعب أصيل مش (غير) ناكر للجميل، لذلك أطالب أنا الموقع أدناه بتكريم الرئيس المبارك على ما قدمه للوطن حرباً وسلاماً لأكثر من 62 عاماً’.
ووصفت منسقة الحملة سهام هاشم لموقع ‘عربي21’، الرئيس المخلوع بأنه ‘رجل وطني من الطراز الأول’.
وأضافت ‘الرئيس مبارك رجل لا يعوض، وحاكم لن يتكرر، ولذلك فتكريمه واجب وطني، وخاصة أن الكثيرين ظلموه’، مضيفة أن ‘له بعض الأخطاء لأنه ليس نبيا معصوما’، على حد تعبيرها.
وبينت هاشم أن ‘الحملة عبارة عن جمع توقيعات على مستوى الجمهورية تطالب بتكريم مبارك، وسوف نذهب بتلك التوقيعات إلى المسؤولين في الدولة لإقناعهم بهذا التكريم’، مشيرة إلى أنه ‘إذا لم تستجب الدولة لمطلبنا، فسنذهب بهذه التوقيعات إلى الرئيس مبارك، ونقبل يديه شكراً على ما قدمه لمصر وشعبها، وليعلم أن الكثيرين يحبونه ويعشقونه’.
وقالت ‘سنجوب محافظات مصر كلها لجمع التوقيعات، ولقد ذهبنا بالفعل إلى المنوفية لهذا الغرض’.
وحول الاتهامات التي تلاحق ‘مبارك’ بالفساد طيلة 30 عاماً؛ قالت سهام هاشم إن ‘الرئيس هو أكثر شخص حارب الفساد، لكن ما الذي يستطيع فعله أمام شعب فاسد بطبعه’ على حد وصفها، متسائلة: ‘هل انتهى الفساد في مصر الآن؟’.
ونفت وقوف أي جهات أمنية أو قيادات في الحزب الوطني المنحل وراء الحملة، مؤكدة أن ‘أعضاءها ينفقون عليها من جيوبهم الخاصة’.
وعلى جاب آخر استنكر سياسيون الحملة التي أطلقها مجموعة من المواطنين أطلقوا على أنفسهم اسم “أبناء مبارك” من أمام دار القضاء العالي أمس، بهدف جمع مليون توقيع شعبي لتكريم الرئيس الأسبق، مؤكدين أن الحملة “مهزلة” ومحاولة بائسة من رموز الفساد في عهد المخلوع لإيجاد مكان لهم في المشهد السياسي.
وقال الأمين العام المساعد لحزب التجمع المهندس “محمد فرج” تعليقًا على الحملة “إنها موجهة من رموز فساد النظام السابق في محاولة بائسة لاستعادة موقع على الساحة السياسية والتأثير على سير المحاكمة وتضليل الرأي العام، مؤكدًا أن حصول مبارك على البراءة في قضية قتل المتظاهرين ثم قبول الطعن في القصور الرئاسية، أحيا الآمال عند أنصاره ودفعهم لاستثمار هذه الأحكام القضائية”.
وأضاف: “أنصار المخلوع يتجاهلون أن الحكم الأول الخاص ببراءة مبارك من قتل المتظاهرين تم الطعن عليه ومنطوق الحكم أنه لا وجه لتقديم الدعوي، أي أن هناك خلل في الإجراءات، كما أن قبول الطعن في قصور الرئاسة لا يعني البراءة أو انتهاء القضية وإنما إعادة المحاكمة عند دائرة استئنافية أخرى”.
وشدد على أن الشعب حاكم مبارك وأدانه بشكل كامل حينما ثار عليه في 25 يناير لتجريفه للحياة السياسية في مصر وانتهاكه للحريات وفتح المجال للإخوان للتواجد على الساحة والوصول للحكم بعد ذلك. وفي سياق متصل قال عضو الهيئة العليا لحزب الوفد “حسين منصور”: إن “الشعب الذي خرج في ثورتي 25 يناير و30 يونيه لن يعود للوراء، والثورة لن تنتهي في سنة أو سنتين، وستستمر حتى يحصل الشعب علي حقوقه، ويحدث تقارب بين فئات الشعب”.
وشبه الحملة بخبر إعلان رموز الحزب الوطني ترشحهم للانتخابات، فكلاهما يعكس رغبه أنصار “مبارك” في تلويث قلب ونفوس الناس بأعمالهم البغيضة.
ووصف رئيس الحزب العربي الناصري “محمد أبو العلا” الحملة بالمهزلة، مؤكدًا أنه “من غير المعقول بعد كل هذا الفساد والتاريخ السيء لمبارك الذي مارس فيه كل أصناف الفساد أن يتم تكريمه”.
وأضاف: “الحملة وإن نجحت في جمع المليون توقيع، فهذا لا يعني أن الشعب برئ مبارك ونادم على الثورة عليه، لأن مليون فاسد في شعب تعداده 90 مليون لا يمثلون شيئًا، والرئيس السيسي الذي جاء بإرادة شعبية سيقضي على هذا الفساد”.