مقالات وآراء

السيسي ونصر حامد أبو زيد

كثير من القراء الأعزاء سوف يتسائل ماهي العلاقة بين السيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي وبين المفكر والباحث الدكتور نصر حامد أبو زيد رغم عدم لقائهما سوياً ووفاة نصر حامد قبل مجئ السيسي رئيساً، في الحقيقة أثار السيد الرئيس في خطابه بمناسبة المولد النبوي الشريف موضوع في غاية الأهمية وهو موضوع نقد الخطاب الديني وتصحيحه وإتخذته بعض الجماعات الموالية للإخوان المسلمين والمعارضين له في الرأي زريعة للهجوم علية وتشويه صورته.

من الملاحظ في السنوات الأخيرة ظهور عدد كبير من الخطباء وإنتشارهم في كثير من الفضائيات العربية ونشرهم لكثير من الافكار المغلوطة التي تتسبب في تشويه صورة الإسلام وخلق جيل جديد من الشباب المسلم المتطرف الذي تعلم الدين بطريقه خاطئة، وحتي لا أخرج عن الموضوع وهو نقد الخطاب الديني وتصحيحه سواء عن طريق برامج التليفزيون أو كتب الأزهر أو غيرها من وسائل الإعلام أريد أن اضرب مثالاً حياً كان ضحيته الدكتور نصر حامد أبو زيد وكان في ذلك الوقت أستاذاً مساعداً في كلية الأداب جامعة القاهرة وهو صديق عزيز تحاورت معه وناقشته وحضرت له عدة ندوات ومحاضرات حضرها عدد كبير من جنسيات مختلفه.

فلقد تقدم دكتور نصر برسالة كان عنوانها ” نقد الخطاب الديني” وذلك من أجل الحصول علي ترقية من درجة أستاذاً مساعداً إلي درجة أستاذ إلا أن رئيس لجنة الترقيات في ذلك الوقت وهو الدكتور عبد الصبور شاهين رفض الترقية وإتهمه بالردة، ليس ذلك فقط بل سلط عليه أحد المحامين حتي يرفع عليه قضية “حسبة” ويهدر دمه مطالبين بتطليق زوجتة المسلمة المحجبة منه ورغم إعتراضها وتمسكها بزوجها وسفرها معه من بعد إلي هولندا ودارت مساجلات قانونية وفقهية طويلة إنتهت بهجرة نصر حامد وزوجتة من مصر والعمل بالتدريس في إحدي الجامعات الهولندية.

مايهمني في الموضوع هو كيف تحكم علي شخص بالردة أو الإلحاد وهو يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويصلي ويصوم وزوجتة مسلمة محجبة أي قانون في العالم كله يبيح هذا؟ ولماذا لم تتدخل الدولة في حل هذة المشكلة وتركها حتي تتفاقم وتتقدم كثير من الدول الأوربية لعرض جنسياتها علي د.نصر وزوجتة وهو ما حدث فعلاً وأعطته هولندا الجنسية الهولندية وأنشأت له قسم كبير للدراسات الإسلامية كان طلابة من جميع دول العالم وكان يتبني الإسلام الوسطي الذي ساعد الكثير علي فهمه والدخول فيه.

إذا قرأت لنصر حامد لن تجد سوي إجتهادات في فهم القرآن الكريم وتعاليم النبي الكريم صلي الله عليه وسلم وكان يري أن الإجتهاد كان خاضعاَ دائما لظروفه التاريخيه وأن التفسير إرتبط بحاجات كل عصر وثقافته مستنداً في ذلك الموروث الثقافي والإجتماعي إنني أري أن مكمن الخطورة فيما حدث بين دكتور عبد الصبور شاهين وبين الدكتور نصر حامد أن يتم النقاش بين أروقة المحاكم وكنت أري أنه كان يجب أن يتم حل المشكلة عن طريق الأزهر الشريف وكبار علماء الدين بالدولة وفي منابرالفكر.

خلاصة كلامي هو أننا الأن في أشد الحاجه إلي تنقية الخطاب الديني وإعادة هيكلته ووضع ضوابط وشروط لما يقوم به بعض مشايخ الأزهر ووزارة الأوقاف والقنوات التليفزيونية حتي لا نترك شبابنا فريسة لأشخاص غير مؤهلين أن ينتجوا لنا إرهابيين جدد.

 لك الله يا مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى