أخبار
رسالة إلى قاتلي الحرمين الشريفين

نؤمن بأن القضاء والقدر مشيئة الله في خلقه، وأن الموت كتب على كل إنسان، ولكن حينما يكون القضاء والقدر ذريعة لكل مهمل، ومبرر لكل مقصر، وحجة واهية لكل فاشل على تنظيم وتأمين أكبر شعيرة وفريضة إسلامية لدى المسلمين، هنا تكون الكارثة.
فإن تكرار مثل هذه الحوادث الجماعية وبصورة شبة منتظمة هو دليل اكيد على انعدام الكفاءة والخبرة على تنظيم موسم الحج، بداً من اعلى القيادات وحتى اصغر جندي وموظف يشرف على مناسك الحج وتأمينه. تحركنا الكوارث ولا نتحرك لمنعها
في عالمنا المعاصر تقام مناسبات دينية، ومباريات رياضية، ومهرجانات فنية، يتوجه إليها آلاف وملايين يدخلون ويخرجون في وقت واحد دون حدوث ـ تدافع ـ أو سقوط ـ رافعة ـ فلماذا لا تتم الاستعانة بهؤلاء أو الإستفادة من خبراتهم؟ ولماذا لا يتم ارسال بعثات من مهندسين واداريين لدراسة ما وصلوا إليه وتطبيقه على أرض الواقع؟ ولماذا تحركنا الكوارث بعد سقوطها ولا نتحرك لمنعها؟ بيانات سابقة التجهيز
لقد أصبحت البيانات جاهزة مسبقاً وهي التي تستخدم كل عام ولكن تعديل بسيط وهو تغيير عدد الضحايا، ومحفوظة عن ظهر قلب لدى الجميع عند كل مصيبة تحل، وكل كارثة تنزل، بأنها تحمل الحجاج المسؤولية من خلال اتهامهم بالجهل وعدم اتباع التعليمات والقوانين، وأنه تم تشكيل لجنة لمعرفة أسباب الحادث والعمل على تفادية في العام القادم وهكذا .. وربما يخيل إلى أنه إذا مر عام بدون أي كوارث أو سقوط أي ضحايا فسوف تقوم السلطات بإصدار بيان إعتذار بمناسبة مرور موسم الحج مرور الكرام على أن يتم تفادي هذه المصيبة وزيادة عدد القتلى والمصابين في العام القادم. تسعيرة القتل والإصابة
ومن أجل أكتمال عملية التجميل لابد أن يكون هناك إعتذار وأسف على الضحايا وتعويض مناسب لكل قتيل أو مصاب من أجل سرعة النسيان ودعوة أهالي وأقارب الضحايا ـ للموت ـ عفوا للحج العام القادم ولاشك أنه عذر أقبح من ذنب من قبل الحكومة ، ولا تقل خطورتها عن الكارثة نفسها.. فمثل هذه الاعذار والتبريرات والبيانات المعدة سلفا هي الطامة الكبرى والتي جعلت مثيلاتها تتكرر كل موسم حج وتزهق أرواح المئات من حجاج بيت الله الحرام وسط حالة من اللامبالاة وانعدام الضمير. أكتب وصيتك قبل حجك
لقد تحولت زيارة الأماكن المقدسة الى هاجس لكل مسافر، ومصدر قلق وخوف لكل حاج، وكأن كل فرد منهم مطالب بكتابة وصيته قبل السفر بسبب تكرار هذه الكوارث، وغياب اي ضمان حقيقي بعودهم مرة أخرى إلى أهلهم وذويهم، وأصبحت نصيحة مكاتب السياحة والسفر بأنهم عليهم قطع تذاكر ذهاب فقط وتوفير تذاكر العودة لأن الأحتمال الأكبر هي عدم إستخدامها أو الحاجة إليها!! أوكازين كوارث هذا العام
لقد شهد موسم الحج هذا العام 5 كوارث في أسبوع واحد، أسفرت عن سقوط أكثر من 829 قتيلا بالإضافة لمئات المصابين من الحجاج، حيث كانت البداية بسقوط رافعة الحرم، تلاها حريق بفندق، والحادث الثالث هو سقوط صخور من أحد الجبال في مكة المكرمة، كذلك حادث نشوب حريق آخر بأحد الفنادق، أما الكارثة الكبرى فهي واقعة التدافع في أول أيام العيد والتي أسفرت عن وفاة 717 شخصًا وإصابة 863، بحسب الدفاع المدني السعودي. أسوأ كارثة منذ 25 عامًا
لم تكن الحادثة التي وقعت في مشعر منى، يوم الخميس الماضي هي الأولى من نوعها؛ بل هي التاسعة في تاريخ مواسم الحج.
– 2 يوليو 1990، وفاة 1426 حاجًا؛ بسبب الاختناق نتيجة تدافع في نفق منى بعد عطل في نظام التهوية.
– 24 يوليو 1994، وقعت حادثة أدت إلى وفاة 270 حاجًا في تدافع خلال رمي الجمرات.
– 9 إبريل 1998، توفي أكثر من 118 حاجًا، وأصيب أكثر من 180 في تدافع خلال رمي الجمرات.
– 5 مارس 2001، توفي 35 حاجًا بالتدافع خلال رمي الجمرات.
– 11 فبراير 2003، توفي 14 حاجًا بالتدافع خلال رمي الجمرات.
– 1 فبراير 2004، توفي 251 حاجًا في تدافع خلال رمي الجمرات.
– 22 يناير 2005، توفي 3 حجاج خلال رمي الجمرات.
– 12 يناير 2006، مقتل 364 حاجًا في تدافع في موقع رمي الجمرات في منى.
– 11 سبتمبر 2015، مقتل 111 وإصابة 238 في حادث سقوط رافعة الحرم. قرن من الزمان والخبرة تساوي صفر
بعد مرور ما يقارب القرن من الزمان مازالت الحكومة السعودية لا تمتلك الخبرة الكافية والإدارة المطلوبة للإشراف على مناسك الحج، فمن يمتلكها اذا؟! بل والأدهى هي حالة الإنكار غير المسبوقة، والتبريرات الواهية، خاصة وأن هؤلاء الحجاج وزوار الاماكن المقدسة يدرون دخلا سنويا على الخزينة السعودية يقدر ب 8.5 مليار دولار، حسب البيانات الرسمية.
لايمكن أن نقبل بأن تضيع دماء هؤلاء الأبرياء خلف هذة التعويضات وأن ننسى أرواحهم من خلال هذه الإعتذارات وأن تصبح ملابس إحرامهم بديلاً لأكفانهم. رحلة الشتاء والصيف
حينما تنجح السلطات السعودية في تأمين رحلات العائلة المالكة إلى أوربا صيفاً وشتاءًا وإغلاق أماكن تواجدهم، وعدم حدوث أي ثغرات أمنية، أوهفوات تنظيمية، وكمثال ما حدث هذا الصيف حينما إنتقل الملك السعودي إلى مقر إقامته في منطقة فالوريس، جنوب شرق فرنسا، برفقة حاشية تضم 1000 شخص على الأقل لقضاء إجازة صيفية وتغلق السلطات الفرنسية الشاطئ وتحظر على الجمهور تجاوز منطقة محددة ب 300 متر خاصة بفيلته التي تقع بين صخور الريفيرا وتمتد لمئات الأمتار على شريط ساحلي خلاب المنظر… فقل على الدنيا السلام.
لقد حان الوقت ان تتحول مواسم الحج ومشاعره المقدسة الى أماكن آمنة.
فإن تكرار مثل هذه الحوادث الجماعية وبصورة شبة منتظمة هو دليل اكيد على انعدام الكفاءة والخبرة على تنظيم موسم الحج، بداً من اعلى القيادات وحتى اصغر جندي وموظف يشرف على مناسك الحج وتأمينه. تحركنا الكوارث ولا نتحرك لمنعها
في عالمنا المعاصر تقام مناسبات دينية، ومباريات رياضية، ومهرجانات فنية، يتوجه إليها آلاف وملايين يدخلون ويخرجون في وقت واحد دون حدوث ـ تدافع ـ أو سقوط ـ رافعة ـ فلماذا لا تتم الاستعانة بهؤلاء أو الإستفادة من خبراتهم؟ ولماذا لا يتم ارسال بعثات من مهندسين واداريين لدراسة ما وصلوا إليه وتطبيقه على أرض الواقع؟ ولماذا تحركنا الكوارث بعد سقوطها ولا نتحرك لمنعها؟ بيانات سابقة التجهيز
لقد أصبحت البيانات جاهزة مسبقاً وهي التي تستخدم كل عام ولكن تعديل بسيط وهو تغيير عدد الضحايا، ومحفوظة عن ظهر قلب لدى الجميع عند كل مصيبة تحل، وكل كارثة تنزل، بأنها تحمل الحجاج المسؤولية من خلال اتهامهم بالجهل وعدم اتباع التعليمات والقوانين، وأنه تم تشكيل لجنة لمعرفة أسباب الحادث والعمل على تفادية في العام القادم وهكذا .. وربما يخيل إلى أنه إذا مر عام بدون أي كوارث أو سقوط أي ضحايا فسوف تقوم السلطات بإصدار بيان إعتذار بمناسبة مرور موسم الحج مرور الكرام على أن يتم تفادي هذه المصيبة وزيادة عدد القتلى والمصابين في العام القادم. تسعيرة القتل والإصابة
ومن أجل أكتمال عملية التجميل لابد أن يكون هناك إعتذار وأسف على الضحايا وتعويض مناسب لكل قتيل أو مصاب من أجل سرعة النسيان ودعوة أهالي وأقارب الضحايا ـ للموت ـ عفوا للحج العام القادم ولاشك أنه عذر أقبح من ذنب من قبل الحكومة ، ولا تقل خطورتها عن الكارثة نفسها.. فمثل هذه الاعذار والتبريرات والبيانات المعدة سلفا هي الطامة الكبرى والتي جعلت مثيلاتها تتكرر كل موسم حج وتزهق أرواح المئات من حجاج بيت الله الحرام وسط حالة من اللامبالاة وانعدام الضمير. أكتب وصيتك قبل حجك
لقد تحولت زيارة الأماكن المقدسة الى هاجس لكل مسافر، ومصدر قلق وخوف لكل حاج، وكأن كل فرد منهم مطالب بكتابة وصيته قبل السفر بسبب تكرار هذه الكوارث، وغياب اي ضمان حقيقي بعودهم مرة أخرى إلى أهلهم وذويهم، وأصبحت نصيحة مكاتب السياحة والسفر بأنهم عليهم قطع تذاكر ذهاب فقط وتوفير تذاكر العودة لأن الأحتمال الأكبر هي عدم إستخدامها أو الحاجة إليها!! أوكازين كوارث هذا العام
لقد شهد موسم الحج هذا العام 5 كوارث في أسبوع واحد، أسفرت عن سقوط أكثر من 829 قتيلا بالإضافة لمئات المصابين من الحجاج، حيث كانت البداية بسقوط رافعة الحرم، تلاها حريق بفندق، والحادث الثالث هو سقوط صخور من أحد الجبال في مكة المكرمة، كذلك حادث نشوب حريق آخر بأحد الفنادق، أما الكارثة الكبرى فهي واقعة التدافع في أول أيام العيد والتي أسفرت عن وفاة 717 شخصًا وإصابة 863، بحسب الدفاع المدني السعودي. أسوأ كارثة منذ 25 عامًا
لم تكن الحادثة التي وقعت في مشعر منى، يوم الخميس الماضي هي الأولى من نوعها؛ بل هي التاسعة في تاريخ مواسم الحج.
– 2 يوليو 1990، وفاة 1426 حاجًا؛ بسبب الاختناق نتيجة تدافع في نفق منى بعد عطل في نظام التهوية.
– 24 يوليو 1994، وقعت حادثة أدت إلى وفاة 270 حاجًا في تدافع خلال رمي الجمرات.
– 9 إبريل 1998، توفي أكثر من 118 حاجًا، وأصيب أكثر من 180 في تدافع خلال رمي الجمرات.
– 5 مارس 2001، توفي 35 حاجًا بالتدافع خلال رمي الجمرات.
– 11 فبراير 2003، توفي 14 حاجًا بالتدافع خلال رمي الجمرات.
– 1 فبراير 2004، توفي 251 حاجًا في تدافع خلال رمي الجمرات.
– 22 يناير 2005، توفي 3 حجاج خلال رمي الجمرات.
– 12 يناير 2006، مقتل 364 حاجًا في تدافع في موقع رمي الجمرات في منى.
– 11 سبتمبر 2015، مقتل 111 وإصابة 238 في حادث سقوط رافعة الحرم. قرن من الزمان والخبرة تساوي صفر
بعد مرور ما يقارب القرن من الزمان مازالت الحكومة السعودية لا تمتلك الخبرة الكافية والإدارة المطلوبة للإشراف على مناسك الحج، فمن يمتلكها اذا؟! بل والأدهى هي حالة الإنكار غير المسبوقة، والتبريرات الواهية، خاصة وأن هؤلاء الحجاج وزوار الاماكن المقدسة يدرون دخلا سنويا على الخزينة السعودية يقدر ب 8.5 مليار دولار، حسب البيانات الرسمية.
لايمكن أن نقبل بأن تضيع دماء هؤلاء الأبرياء خلف هذة التعويضات وأن ننسى أرواحهم من خلال هذه الإعتذارات وأن تصبح ملابس إحرامهم بديلاً لأكفانهم. رحلة الشتاء والصيف
حينما تنجح السلطات السعودية في تأمين رحلات العائلة المالكة إلى أوربا صيفاً وشتاءًا وإغلاق أماكن تواجدهم، وعدم حدوث أي ثغرات أمنية، أوهفوات تنظيمية، وكمثال ما حدث هذا الصيف حينما إنتقل الملك السعودي إلى مقر إقامته في منطقة فالوريس، جنوب شرق فرنسا، برفقة حاشية تضم 1000 شخص على الأقل لقضاء إجازة صيفية وتغلق السلطات الفرنسية الشاطئ وتحظر على الجمهور تجاوز منطقة محددة ب 300 متر خاصة بفيلته التي تقع بين صخور الريفيرا وتمتد لمئات الأمتار على شريط ساحلي خلاب المنظر… فقل على الدنيا السلام.
ختاماً
لقد حان الوقت ان تتحول مواسم الحج ومشاعره المقدسة الى أماكن آمنة.