لا فرق بين كراهية المسلمين ومعاداة السامية في قانون بريطانيا

وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الثلاثاء إنه لابد من إعطاء أولوية أكبر لتأمين المسلمين في بلاده، وذلك كردة فعل على ما يبدو، ضد ارتفاع معدلات الجريمة ضد المسلمين في دول أوروبية عدة، ومن بينها بريطانيا.
وأظهرت نتائج دراسة حكومية أظهرت ارتفاعا في جرائم الكراهية الدينية بنسبة 43 بالمئة خلال العام 2014.
وأعلنت الحكومة أن كاميرون سوف يطلب من قوات الشرطة تسجيل الجرائم التي ترتكب بدافع الكراهية ضد المسلمين في سجل منفصل، ما يمنح مثل هذه الجرائم وضعا مماثلا للهجمات التي ترتكب بدافع معاداة السامية.
ويمنح هذا القرار المسلمين وضعا أمام القانون البريطاني مماثلا لوضع اليهود كأقلية دينية.
وتزيد ممارسات التنظيمات المتشددة في منطقة الشرق الأوسط التي بات الأوربيون يخشون بقوة من تبعاتها على دولهم، في تعميق نظرة نمطية عن المسلمين، مستحكمة في أغلب الدول الأوروبية، ويكمن جوهرها في الاعتقاد بأن المسلم يتصرف دائما على أساس عقيدته الدينية وهو ما يجعله يبدو بعيدا عن التعايش مع نمط الحياة الأوروبي.
وقرر كاميرون أن يشرح خططه خلال أول اجتماع لمنتدى جديد أنشأته الحكومة مؤخرا لمناقشة “مكافحة التطرف”.
وقال كاميرون إن التطرف يمثل “مشكلة اجتماعية كبيرة نحتاج لمعالجتها من أجل إعادة بناء بريطانيا كدولة أكثر عظمة”.
وأشار إلى “دور يجب علينا جميعا أن نؤديه في مواجهة التطرف”.
ولاقت تصريحات كاميرون قبولا واسعا في المجتمع البريطاني الذي لايزال يعيش تحت تأثير الإعجاب الواسع بالطاهية نادية حسين المسلمة من أصول بنغالية، والتي فازت بجائزة مسابقة “بيك أوف” الأكثر شعبية التي ترعاها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
ويهتم برنامج “صنع الفطائر” الذي تذيعه القناة الأولى التابعة لهيئة “بي بي سي” باكتشاف مواهب الطهي أيضا، ويحظى بمتابعة تصل إلى أكثر من 9 ملايين مشاهدة في الحلقة الواحدة.
وقال مراقبون إن نادية وهي أم لثلاثة أطفال قد نجحت في التعبير وبطريقة عملية عما يجول في خاطر أغلب المسلمين في بريطانيا، إذ لا يفكر المسلم أثناء تأدية عمله بمعتقداته وإنما بكيف يقوم بالأعمال التي يتعين عليه القيام بها على الوجه الأمثل؟
وكان الشغل الشاغل لنادية بعد حصولها على الجائزة دحض الأفكار المعلبة التي يستوردها الأوروبيون عن المسلمين.
وقالت إن ارتداءها للحجاب لا يجعلها أقل من البريطانيين، وإنها لا تمثل الصورة النمطية للشخص البريطاني، لكن هذا لا يعني أنها ليست متفوقة في صنع الكعك.
وكما نال أداء نادية إعجاب رئيس الوزراء وأيضا وزير الخزانة جورج أوزبورن الذي أعلن على تويتر دعمه لها في النهائي، فإن نظرة الطاهية المقيمة في مدينة ليوتن وسط إنكلترا للعلاقة بين المسلم الأوروبي ومجتمعه، جذبت الانتباه أيضا.
وفي حين لا تعكس تعبيرات نادية تلك العقلية النمطية التي يعتقد الغربيون أنها السائدة لدى المسلمين، لا يبدو مظهرها معبرا أيضا عن الصورة النمطية للغربيين عند المسلمين.
وبذلك تكون الطاهية المسلمة، في نظر الكثيرين، قد حققت التوازن المطلوب بين الجانبين كشخص عملي يهتم بأعماله على نحو جيد وفي نفس الوقت يكون قادرا على التعايش في مجتمع قد يكون مختلفا عن خلفياته الثقافية دون تعارض معها.