أخبار

بعض علمائنا والمريض 31

الإسلام دين الدليل والعقل، تؤخذ الأحكام بالدليل والعقل، لا تؤخذ بالعواطف والحب والكره.
بعض العلماء وخصوصا ممن لديهم اختلاف مع الحكام اعترض على غلق المساجد حماية للمسلمين من انتشار مرض كورونا، واستشهد على راية بالآيات التي تحض على الصلاة في المساجد واعمار ها.
اقول لهؤلاء، يا شيخنا. لا نتنازع على اهمية المساجد ووجوب اعمارها، فنحن متفقون عليه، اختلافنا هل تغلق المساجد عند وجود ما قد يضر المسلمين اذا ما حضروا الجماعة؟
اقول ان ما اقره علماء الامة ولا يختلف عليه انه يجوز تعطيل الجمع والجماعات إذا كان هناك ما قد يضر. فعن النبي ﷺ، في أوقات المطر والدحض، يقول المؤذن: صلوا في رحالكم عند قوله: حي على الصلاة … يقول: صلوا في رحالكم، صلوا في بيوتكم، أو بعد الأذان: صلوا في بيوتكم، إذا كان في مشقة على الناس من جهة المطر أو الزلق في الأسواق، هكذا فعله ابن عباس في الطائف، أمر المنادي أن ينادي وأخبر أن النبي قال ذلك، وفعله عليه الصلاة والسلام، وهذا من باب رحمة المسلمين والشفقة عليهم والرفق بهم.
المطر والابتلال او الانزلاق كان سببا في ” صلوا في رحالكم” فكيف وإذا كانت جائحة تهدد حياة الإنسان وحياة اباه وأمة وزوجه وابناءه وبناته والمخالطين معه؟ ايهما أخطر، بلل المسلم بماء المطر ام تناقل المرض بين المسلمين؟
تقولون انه خطر غير محقق، قد يحدث وقد لا يحدث، اذن لا يجوز تعطيل المساجد!!
ان قولكم هذا هو مغامرة ومقامرة بحياة المسلمين، تغامرون بها وتقامرون بها وعليها. والحياة مقدرة في الإسلام ايما تقدير، روى الطبراني من آذى مسلما بغير حق فكأنما هدم بيت الله وعند النسائي قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا وعند ابن ماجة لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق رواه الترمذي وقال روي مرفوعا وموقوفا وعزاه المنذري لمسلم، فكيف تجمعون المسلمين في مكان الخطر فيه متحقق، ويكفيك ما عرف بقضية المريض 31. وهي باختصار مريضة كورية ابت الحجر الصحي وذهبت الى كنائس وتجمعات دينية فنقلت فيروس كوفيد 19 (كورونا المستجد) الى ما يزيد عن 18 ألف شخص، نعم شخص واحد نقل العدوى الى 18 ألف.
مصلحة المسلمين ونفعهم ودرء الخطر عنهم متحقق في منع التجمعات مهما كان نوعها، ولا اظن عاقلا يحرّم منفعة محققة للمجتمع المسلم.
والله من وراء القصد
صالح بن عبدالله السليمان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى