أخبار

صلاح سلام يكتب عن إسماعيل سلام .. تشابه في الأسماء وتوافق في المبادئ

في الليلة الظلماء يفتقد البدر..كلما تأملت الأداء في وزارة الصحة سواء قبل كورونا او بعدها تذكرت وزير الفقراء الذي أحس بكل مواطن في صعيد مصر وسيناء والوادي الجديد وفي القرية التي نشأ وتربى فيها “زاوية رزين”انه الوزير إسماعيل سلام الذي جعل وزارة الصحة وزارة سيادية ذات انضباط عسكري فشقت المهمة على كل من جاءوا بعده وبرغم أن من عملوا معه كثيرا منهم احبوه وبعضهم اتعبهم فبغضوه الا انهم عادوا بعد رحيله عن الوزارة يحلفون به ويغلطوا انفسهم ويتمنون يوما من أيامه.

وزير الصحة السابق إسماعيل سلام .. إبن قرية “زاوية رزين” وزير الفقراء الذي جعلها وزارة سيادية ذات انضباط عسكري

الرجل رغم تشابه الأسماء فهو ليس قريبي ولا بلدياتي ولكني عملت معه وتعاملت قبل أن يكون وزيرا وكان واضحا من أول يوم معي ان كل زملائك قد يستفيدوا من وجودي في الوزارة الا انت نظرا لتشابه الاسماء..وهو الشئ الذي تفهمته جيدا فهو لا يريد مجرد كلمة تقال عليه ولو بالخطأ.. ولكني لم اوفر جهدا في ان اكون معاونا أمينا وبدون مسميات هذا علاوة على جيش من المحبين والمخلصين والذي كان له رؤية ثاقبة وعين فاحصة وذكاء خارق في اختيارهم فأنشأ فرق طبية للتدخل السريع ولأول مرة لتكون في موقع اي حدث لتقوم بالحل السريع وكثير من الأحيان يكون بنفسه.

في غضون ٦ سنوات أنشأ آلاف الوحدات الصحية وجدد القديمة وأكثر من الف مستشفى وأنشأ مراكز الاورام وجراحات القلب

وتحس انه كان لاينام وممكن يحدثك بتكليف ٢ صباحا ويعود ليسألك ماذا فعلت ٦ صباحا …فلا توجد محافظة لم يزورها وربما أكثر من مرة في غضون ٦ سنوات أنشأ خلالها آلاف الوحدات الصحية وجدد كل الوحدات القديمة وجهزها وأكثر من الف مستشفى وأنشأ مراكز اورام في بحري وقبلي ومراكز جراحات القلب التي كانت تقتصر على القاهرة وبمبالغ باهظة أصبحت في عدة أماكن وعلى نفقة الدولة..لقد انحاز ا.د.اسماعيل سلام لانسانيته إلى أبعد الحدود فنقش في قلوب الغلابة محبته وفي آلاف الأطباء والتمريض عشقه ولما لا وقد سافر في عهده ٥ آلاف طبيب الى كل المراكز الطبية المتقدمة في العالم ينقلون الخبرات والتكنولوجيا والحديث في الطب والإدارة والوبائيات وتنظيم الاسرة.

سافر في عهده ٥ آلاف طبيب الى كل المراكز الطبية المتقدمة في العالم ينقلون الخبرات والتكنولوجيا في الطب والإدارة والوبائيات وتنظيم الاسرة

والغريب في الأمر انه لم يغفل او يتغافل عن اي فرع من فروع الطب فالطب الوقائي كانت له بعثات والعلاجي وطب الاسرة وتنظيم الأسرة وهو أول من ادخل مفهوم طب الأسرة وتسجيل وربط الأسر على الوحدات الصحية الحديثة وزود الوحدات بالكمبيوتر والساتيلايت للتسجيل وجعل من الوحدة الصحية نموذج غير مسبوق ودرب الطبيب والممرضة والإداري على قاعدة بيانات تمهيدا لتطبيق التأمين الصحي الشامل والذي بدأت ملامحه تضطدح وقد استطاع أن يوفر إمكانيات ضخمة ليس فقط من موازنة الدولة ولكن من الاتحاد الاوربي والصندوق الاجتماعي والبنك الدولي واتحاد البنوك ورجال الاعمال واحدث تناغم غير مسبوق بين النقابة والوزارة.

أول من ادخل مفهوم طب الأسرة وتسجيل وربط الأسر على الوحدات الصحية الحديثة وزود الوحدات بالكمبيوتر والساتيلايت

ودخل بيوت وقلوب البسطاء في كل زياراته لافتتاح وحدة صحية كان حريصا ان يلتقي مع أسرة على مصطبة او في عريشة يتناول كوب من الشاي ويستمع لاهل القرية..وفي خضم الإنجازات الغير مسبوقة والتحديث للمستشفيات فبنى جسورا من العلاقات في الداخل مع نواب الشعب وممثلي العائلات في كل ربوع مصر وكذا مع مؤسسات الدولة المختلفة بالإضافة إلى علاقات متميزة مع من الجوار والعالم وخاصة في سوق الدواء وتصنيعه وتصديره وتطوير هيئة المصل واللقاح، وبدأت في عهده ارهاصات الإصلاح الصحي الجذري الذي خصص له إدارة وبرنامج ووسائل اتصال مع كل الدول المتقدمة..وبعد كل ما ذكرته او بالاحرى تذكرته وهو غيض من فيض..فجأة يتم التخلي عن الرجل ليترك الوزارة.. وكأننا نكره النجاح بل نحسد أنفسنا عليه ..ولانريد لبلدنا تقدما…ولن يغفر التاريخ لمن أقصى هذاالرجل إسماعيل سلام من منصبه ولن يسامحه جموع الأطباء وفقراء المرضى ولا من القى السمع وهو شهيد.

لن يغفر التاريخ لمن أقصى هذا الرجل من منصبه ولن يسامحه جموع الأطباء وفقراء المرضى ولا من القى السمع وهو شهيد

تحس أن كلام صلاح جاهين جاي على بالك فعلا كانت بلدنا في هذا الوقت كارهة نفسها وفيها كل حاجة وعكسها…وسيسجل التاريخ بلسان أبناء المهنة ان اول وزير صحة ترك بصمته في مصر هو النبوي المهندس ومن بعده لم يكتب اسما لوزير الا إسماعيل سلام ثم توقف قليلا مع صديقي د.عادل العدوي ولكن الظرف السياسي لم يمهله..وهنا اوؤرخ من حيث الإنجازات على الأرض حتى لا تضيع حقوق الآخرين فالدكتور عوض تاج الدين صديق وأستاذ عظيم وخلق لا تجد له مثيل ود.مها الرباط دفعتي واختي الغالية ولكنها جاءت في احلك الظروف وكانت تطفئ الحرائق التي كان أعداء الوطن يشعلونها في كل مكان…..وفي النهاية اقول كل سنة وحضرتك طيب يا معالي الوزير إسماعيل سلام وللحديث بقية ان كان في العمر بقية…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: