نحن لصوص نسرق حق الله ٣ _ نعمة الآلام
في الجزء الاول عرفنا اننا لانملك اجسادنا ولا حياتنا ولا ذكاءنا ولا اي شئ علي الاطلاق وقد اعطانا لنا الله كل هذا هبات مجانيه ولكننا سرقنا حقه في الملكيه الكامله وادعينا انها ملك لنا .
وفي الجزء الثاني عرفنا ان الله خلقنا بشكل مميز ومتفرد ليحقق بنا هدف محدد للغايه في خطته الالهيه الكبري ولكن سرقنا حقه أيضا بادعائنا بان كل ماوهبه لنا مجانا قد صار ملك لنا ومن حقنا ان نحقق به اهدافنا الشخصيه الصغري المرحليه الزائله ولم نخضع لخطته
وفي هذا الجزء سنوضح
لالم يصرفك قهرا عن متع الدنيونفوسنا وبالطريقه التي يري بحكمته الفائقه الامحدوده. بالطريقه التي يري انها اصلح اسلوب كي يحقق بنا الغايه والهدف الذي اوجدنا لاجله علي الارض . انكرنا ان الالم النفسى والمعاناه التي نقاسي منها في الدنيا هي احدي الوسائل الهامه التي يتم تشكيل وتغيير شخصياتنا وتعديل وتقويم افكارنا. كما يتم انضاجنا عاطفيا و تطهير وتنقيه نفوسنا حتى نتشكل بالطريقه التى يريدنا ان نكون عليها كى يتمكن من تحقيق الهدف الذى اوجدنا لاجله .اذا الالم احد الوسائل الهامه ومن خلاله يتم التطهير مما ورثناه قهرا دون ارادتنا .واستعدال اي اعوجاج . ويتم العلاج والشفاء من اي خطا او مرض فكري سلوكي من البيئة التي وجدنا انفسنا فيها .
بالالم نتعلم الصبر وهو جوهر النجاح في الحياه . بالالم نتعلم ان نكون واقعيين ونفهم طبيعه الحياه علي حقيقتها دون احلام او رومانسيه او خيال . بالالم سنتعلم بساطه الحياه فلا نشطح في الطموح او نحلم باكثر ممايجب وباكثر من طاقتك وامكانياتنا.
تاكد دائما ان الحزن والالم سيقودك حتما الي النمو والنضج والحكمه وستكتشف معني اخر للحياه مختلف تماما عما كنت تعتقده وهذا غايه وجودك علي الارض .فاستثمرت وقت الالم لانه وقت ذهبي مقدس لايعوض . لانه وقت تعامل الله معك .فالحزن والالم احد اهم مكونات الحياه علي الارض ولايوجد بشر لم يختبره .
فالكثير منا يفكر ويتزمر ويتمرد ويشكوا صارخا باكيا شاكيا قائلا
لماذا خلقني الله؟ . وما الفائده من خلقي؟ . هل لاتالم بكل هذا الالم ؟واعاني كل تلك العذابات؟ .
لماذا انا اعاني بكل هذا الكم من المعاناه .؟. لماذا اوجدني واحاطني بكل تلك الظروف الصعبه والمؤلمه جدا ،وغيري ينعم باشياء كثيره للغايه .اهذا عدل من الله ؟ ؟ ؟
ياصديقي الاتعلم ان البيئة المترفه لاتصنع العظماء. والبحر الهادئ لايصنع ملاحا ماهرا . والضربه الي ماتموتش بتعلم وتخليك معلم .والأغلبية العظمي من العظماء الذين غيروا التاريخ البشري نشاوا في أصعب الظروف لتظهر لا قوتهم بل قوه الله فيهم . التاريخ شاهد علي ذالك .فوهبهم الله الذكاء والقدره والطاقة هبه ومنحه منه . واعد لهم الظروف ومنحهم الوسائل ووهبهم كل شى ليحقيق بهم ارادته . لكي لاتنبهر بقوتهم هم بل بقوه الله العامله فيهم . كي نقول سبحان الله .. فالله استخدم كل ماورثوه من ضعف وحوله الي قوه . واستخدمهم لاعمار الكون ونفع البشر والبشريه .وهولاء هم جنود الله في الارض
والشيطان ايضا استخدم بعض البشر ليدمروا العالم وهولاء هم الاشرار. جنود الشيطان
ف سبحانه قد يستخدم الحرمان والعوز الشديد حتي تشعر بقيمه مايمنحك اياه .فنار الحرمان تمنحك نعمه الشعور بقيمه ماكنت تفتقده بشده وبقدره واهميته فلاتفرط فيه أبدا . ولكن اذا أتي الشئ بسهوله ويسر قد لاتشعر بقيمته بل تعتبره بديهيه لاتحتاج الي شكر من وهبها لك . ف ماتملك اليد تزهده النفس .والإنسان بطبيعته لايشعر بقيمه مالم يتعب فيه .لذلك يجعلك الله تكافح بمرارة لتحصل علي ماتريد لعلك تعرف قيمته وتحافظ عليه .
فنعمه الصحه لايشعر بها إلا المحروم منها، و بركات كثيره لانشعر بقيمتها لأننا وجدناها أو ورثناها، فمن منا يشكر علي نعمه وجوده في الحياه ؟ ومن منا يشكر علي نعمه الجسد فائقه الدقه والاعجاز والابداع ؟اننا لم نتعب في كل هذا بل وجدناه. فلانفكر لحظه في الشكر عليه .
فكافه انواع الالم هي نعم من عند الله ان صبرت عليها بفرح سيعقبها حتما ثواب عظيم في الدنيا قبل الاخره.
ففي الدنيا ستنعم ب تنقيه النفس من الشوائب العالقه في القلب والنفس .ستتخلصمن الذلات والضعفات والخطايا كتنقيه النار للذهب .فهذه النار ستجعلك تعرف حقيقه الحياه .
فالالم يصرفك قهرا عن متع الدنيا ومتاعها الزائل فتزهد فيها فلا يصبح لديك رغبه او شهوه فيها ، فاذا رفعت عنك المعاناه والالم في ماذا سوف تفكر ؟بالقطع فى التمتع اكثر والامتلاك اكثر واكثر . وتغرق في متع وشهوات الدنيا الزائله .
فبالالم تشعر بالام الاخرين المعذبين والمقهورين والمظلومين فلو لم تمر بتجربه الم مثلهم لما شعرت بقسوه مايمرون به .
بالالم والمعاناه تشعر بضعفك وتتخلص من الغرور و الكبرياء وهو ام الكبائر
وفي وسط الالامك قد يمنحك الله من يمد يده اليك ليخرجك من تعبك .فترد الجميل اليه وتعرف قدر الناس واهميتهم ونساعدهم كما ساعدك اخرين
احسبوه كل فرح يا أخوتى، حينما تقعون فى تجارب متنوعة، عالمين أن من يهرب من الضيقه يهرب من الله ”