مقالات وآراء

الجمهورية الثانية

بقلم الدكتور : صلاح سلام
ظلت مصر تحكمها اسرة محمد على منذ 1805 الى 1952 حيث كانت ثورة يوليو على ايدي نخبة من ابنائها هم الضباط الاحرار وظل تجاذب القوى السياسية ومحاولة سيطرة الاخوان على الحكم واقنعوا الرئيس محمد نجيب بضرورة عودة الضباط لثكناتهم تحت شعار اقامة الدولة المدنية الامر الذى فطن له الضباط الاحرار وعلى راسهم الزعيم جمال عبد الناصر القائد الحقيقي لهم مما حدى بهم الى مسار تصحيحي فى عام 1954حيث تولى الرئيس عبد الناصر الحكم مؤقتا الي ان تم انتخابه رسميا ف عام 1956 حيث بدأت الجمهورية الاولى واستكملت مسارها فى النهضة الصناعية و الزراعية وقوانين الاصلاح وبناء السد العالي الى ان تامرت عليهم بعض دول الغرب فكانت هزيمة 1967 فى محاولة لوقف تقدم المارد المصري ثم انتفضت لتحول الهزيمة الى نصر بحرب الاستنزاف ثم اكتوبر العظيم فى 1973 ولكن طول سنوات الحرب وما بعدها كانت عجلات التنمية اما متوقفة او متراجعة مع زيادة سكانية فاقت كل التوقعات….
الى ان جاءت احداث يناير فى دعوات ظاهرها الحرية والديمقراطية ولكن بعض القوى التى حاولت ركوبها كانت تستبطن اعادة السيناريو القديم للتمكين اى الانقضاض على مؤسسات الدولة وكان لهم ما ارادوا ولكن الشعب اكتشف  المؤامرة سريعا وقام بتصحيح المسار فى ثورة عارمة على الفاشية الدينية فى 30 يونيو 2013….حيث بدأت ارهاصات عصر جديد مع الرئيس المؤقت ثم انتخابات حرة اهدت لمصر لمصر زعيما تاريخيا بدا بناء الجمهورية الثانية شق القناة الجديدة واحدث ثورة فى الطرق والمرور والتخطيط العمراني وازالة العشوائيات وتحويلها الى مناطق امنه خضراء غناء ينعم فيها المواطن بحياة كريمة وتولى وبشجاعة نادرة خطة اصلاح اقتصادى تقاعس من سبقوه فى البدء فيها فترهل الاقتصاد وتوقفت عجلة الزمن فظهرت طبقات طفيلية تعيش على سوق وهميه تتكسب من فارق سعر الصرف …. وانطلقت مسيرة البنية التحتية خاصة فى انتاج الطاقة بكل صورها فتحولت مصر الى دولة مصدرة للكهرباء بعد ان كانت تعانى من النقص الحاد الذى شاهدنا اثاره فى اعقاب احداث يناير…. وفى غضون سنوات قليلة اصبحت مصر القوة العاشرة فى العالم ويحسب لها الف حساب واصبح ابنائها فى الخارج يتباهون بمصريتهم بعد ان كانوا يتوارون سنوات طويلة وبرغم موجات الارهاب العانية التى كانت تهدد كيان الدولة وكان يمكن ان يركن لها بحجة انه يكافح الارهاب وقد كانت الانفجارات والمظاهرات والفوضى فى كل مكان الا انه اثر ان تمتد يد البناء والتعمير والرخاء وبناء الاقتصاد الى جانب اليد التى تعيد الامن والامان للمواطن وكان له ما اراد .
ترى كيف ستكون مصر بعد عشر سنوات من الان هذا لو رسمنا صورة تخيلية اعتمادا على الواقع…فاذا كنا فى خلال خمس سنوات انجزنا عاصمة جديدة وعشر مدن اخرى مع تغير وجه العاصمة القديمة تماما وحلول جذرية للكثير من مشاكلها سواء فى المرور اوالمرافق… واعتقد اننا لو مشينا بهذة الوتيرة فى العشر سنوات القادمة سوف تصبح مصر دولة حديثة بكل المقاييس شكلا وموضوعا مشروع الطاقة الشمسية الاكبر فى العالم قرب اسوان واكبر محطات تنقية مياة الصرف واعادة تدويرها واعادة ضخها للاستخدام الزارعى الامن تتحدث عنه كبرى المجلات العالمية بكل انصاف مجلة “ENR” 
 وهى مجلة امريكية متخصصة فى مجال الانشاءات والمشروعات فى العالم مشروعين من مصر يستحقون جائزة تشبه الاوسكار الاول – مشروع المحسمة لمعالجة الصرف الزراعى والثانى محطة تحلية مياة البحر بالعلمين والثالث تطوير نظام المياة بمدينة حبدر اباد فى باكستان من بين مشروعات من 21 دولة ومن لم يعرف مشروع محطة المحسمة فهو يهدف الى معالجة مياة الصرف الزراعى فى محافظة الإسماعيلية ونقل المياة المعالجة عبر سمارات تحت قناة السويس لاستخدامها فى استصلاح 70 الف فدان فى سيناء ونقل المياه المعالجة لبحيرة المنزلة من خلال معالجة محطة بحر البقر تعادل خمس اضعاف المحسمه لاستصلاح 330 الف فدان ومفترض الانتهاء منها 2022
وهذا منعن من فيض فلن نستطيع باى حال من الاحوال حصر ما يتم على الارض…. ولكن فى النهاية نقول ان الجمهورية الثانية انطلقت بخطا راسخة وعلى قدم وساق تراقبها كل عيون الدول المخلصة ويحمل لوائها ابنائها المخلصين من كل فئات الشعب والجيش الذى ال على نفسه ان تكون يد تبنى ويد تحمل السلاح تحت قيادة زعيم وطنى مخلص محب لوطنه تفانى فى حبه وقدم روحه ليرفع راية الوطن وارتفعت وستظل خفاقة على يديه وسترى الاجيال القادمة كيف واصل  الزعيم الليل بالنهار لتحيا مصر حرة ابيه قويه عفيه تزود عن نفسها وكل الشعوب الحرة من حولها تحميها وتبارك خطاها لتستعيد قوتها ودولتها وتاريخها وستظل مصر تاج العلاء فى مفرق الشرق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى