أخبارثقافة وفنون

أبرد مدينة في العالم .. لا يكرم موتاهم بالدفن مباشرة وتتوقف الهواتف ويسمح بغياب الأطفال عن المدراس عند 60 درجة تحت الصفر

تقع مدينة ياكوتسك عاصمة مقاطعة ياقوتيا في أقصى شرق روسيا ضمن منطقة سيبيريا، إذ لا تبتعد أكثر من 300 كيلومتر عن القطب الشمالي، وتشتهر بكونها من أبرد مدن العالم،

لا يكرم موتاهم بالدفن مباشرة، ومن غير المسموح أن يتغيب أطفالهم عن المدارس إلا إذا انخفضت درجات الحرارة عن -60 في الشتاء، وبدلاً من أن يسحبوا قرضاً بنكياً لشراء منزل أو سيارة، يستعينون بالقروض لشراء المعاطف… إنهم سكان ياكوتسك، المدينة الأكثر زمهريراً في العالم.

أين تقع مدينة ياكوتسك؟

تقع مدينة ياكوتسك عاصمة مقاطعة ياقوتيا في أقصى شرق روسيا ضمن منطقة سيبيريا، إذ لا تبتعد أكثر من 300 كيلومتر عن القطب الشمالي، وتشتهر بكونها من أبرد مدن العالم، وفق National Geographic، إلى جانب قرى أويمياكون ونوريلسك وتورا القريبة من ياكوتسك، إضافة إلى الشلالات الدولية بولاية مينيسوتا، وبلدة فريزر بولاية كولورادو وقرية بارو في ألاسكا وهي في الولايات المتحدة الأمريكية.

تقع مدينة ياكوتسك عاصمة مقاطعة ياقوتيا في أقصى شرق روسيا ضمن منطقة سيبيرياتقع مدينة ياكوتسك عاصمة مقاطعة ياقوتيا في أقصى شرق روسيا ضمن منطقة سيبيريا

عادات غريبة يمارسها سكان ياكوتسك للبقاء على قيد الحياة

ويبلغ متوسط درجة الحرارة في ياكوتسك في فصل الشتاء 40 درجة تحت الصفر، إذ تتميز بشتاء طويل وقارس البرودة، وصيف قصير معتدل ودافئ، كما تعد ياكوتسك أكبر مدينة مبنية على أرض صقيعية.

يهيمن على هذه المدينة الجليد والضباب والهواء الجاف لتفرض على الناس أشياء قد تبدو لنا غريبة، لكنها اعتيادية عندهم كونها تساعدهم للبقاء على قيد الحياة.

تخزين قطع الجليد في الخريف لشربها في الشتاء

يتوجه السكان خلال فصل الخريف إلى نهر لينا الموجود شرق المدينة لتقطيع الجليد هناك إلى مكعبات كبيرة من أجل تخزينها خارج منازلهم.

وجميع السكان بدون استثناء يقومون بهذا العمل من أجل تذويبها خلال فصل الشتاء واستخدامها كمياه شرب، كون مياه الصنابير غالباً ما تتجمد بفعل انخفاض درجات الحرارة.

 تخزين قطع الجليد في الخريف لشربها في الشتاءتخزين قطع الجليد في الخريف لشربها في الشتاء

لا يطفئون محركات سياراتهم أبداً

أن تطفى محرك سيارتك خلال فصل الشتاء فهذا يعني أنّها ستبقى متوقفة عدّة أيام إلى حين أن تتمكن من إذابة غاز العوادم وزيت المحرك، ولذلك يلجأ سكان ياكوتسك إلى ترك سياراتهم في وضع التشغيل حتى لا تتنطفئ.

إضافة إلى أنهم يقومون خلال الشتاء بتغطية سياراتهم والمحرك بقماض خاص يخفف البرد، كما يضعون أجهزة بخار أسفل السيارة لحمايتها وإذابة الجليد المتشكل عليها.

 لا يطفئون محركات سياراتهم أبداً

لا يطفئون محركات سياراتهم أبداً

نسيان القفازات يعني أنك ستبيت في المستشفى

بإمكان الشخص نسيان أي شيء في المنزل عدا قفازاته، لأن الخروج بدونها في درجة حرارة 40 تحت الصفر تعني أنك ستصاب بمرض “بعضة اليد”، وهو مرض ينتج عن تعرض الأطراف إلى برودة قاسية.

وهذا المرض يؤدي إلى تلف الجلد والأنسجة وفقدان الشعور بالأطراف، وقد يودي في نهاية المطاف إلى البتر.

“سوق السمك” ملاذك الوحيد لشراء الطعام

غالبية السكان يعتمدون بشكل أساسي على السمك للتغذية ولتعويض الجسم عن فيتامين “د” الذي يفتقد في الشتاء لعدم التعرض لأشعة الشمس، ولذلك سترى في المدينة الجليدية سوقاً كبيراً لبيع الأسماك.

وأبرز ما يميز هذا السوق أنّ جميع الأسماك تباع على الهواء الطلق فالبائعون لا يحتاجون إلى ثلاجات، كون البرد الشديد يُبقي أسماكهم مجمدة طوال الوقت.

كما يمكنك شراء السمك بالقطعة أو احياناً يضطر البائع لبيعك بالمتر المكعب كون الأسماك ملتصقة ببعضها البعض ويضطر إلى تقطيعها بالمتر وبيعها.

 “سوق السمك” ملاذك الوحيد لشراء الطعام

مدارس الأطفال لاتغلق إلا إذا تجاوز درجة الحرارة ناقص 60!

قد يخطر في ذهنك أنّ المدارس في ياكوتسك تغلق أبوابها في الشتاء وتفتح في الصيف! تخيّلك خاطئ، فالدراسة مستمرة خلال فصل الشتاء ولا تغلق أبوابها إلا عندما تنخفض درجة الحرارة إلى ما دون 60 درجة مئوية.

ولكن رغم ذلك يبقى بإمكان الأطفال استخدام النوادي الرياضية التابعة لمدارسهم أثناء إيقاف الدوام المدرسي.

توقف الهواتف

غالباً ماتتوقف أجهزة هواتف السكان عن العمل بسبب البرد القارس وانتقال هذه البرودة إلى البطارية.

وسبب هذا التوقف في درجات الحرارة الباردة هو بطارية الليثيوم أيون المستخدمة في غالبية الهواتف الذكية، والتي تتطلب إلكتروليتا سائلا يشكل وسطا بين نوعين من الأقطاب الكهربائية في البطارية من أجل توفير الطاقة.

وعندما تتعرض الهواتف الذكية المزودة ببطارية الليثيوم أيون إلى درجات شديدة الانخفاض، تتجمد هذه الإلكتروليتات السائلة، مما يقلل من قدرتها على إرسال الطاقة إلى الهاتف.

دفن الميت يحتاج عدّة أيام

دفن الميّت هو أحد أكثر الصعاب التي تواجه السكان؛ إذ يستغرق حفر القبر في التربة المتجمدة من يومين إلى أربعة أيام.

ويتم ذلك عبر إشعال النار وتكديس الفحم فوقها، وبعد عدة ساعات يزاح الجمر جانباً وتزال طبقة من الجليد إلى حين الوصول إلى عمق مترين تحت التربة.

 دفن الميت يحتاج عدّة أيام دفن الميت يحتاج عدّة أيام

قرض بنكي من أجل شراء معطف

رغم أن المنطقة مشهورة باستخراج الذهب والألماس، إلا أنّ السكان يضطرون إلى التقديم على قرض بنكي؛ ليتمكنوا من شراء معطف.

ويبلغ سعر المعطف الواحد نحو 1550 دولاراً امريكياً وهو مايتعدى قدرتهم الشرائية إذ يتراوح معدل دخل الفرد الوسطي من 400 إلى 600 دولار فقط.

عدد السكان يزداد

رغم كل هذه المصاعب فإنّ عدد السكان في تزايد مستمر؛ إذ ارتفع خلال 15 سنة ماضية أكثر من 100 ألف نسمة.

ليبلغ عدد السكان في الوقت الحالي 307 آلاف نسمة، وفق آخر إحصاءات الاتحاد الروسي.عربي بوست

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: